اليونسكو تضم "المهد" للتراث وأميركا غاضبة

A General view shows the Church of Nativity, traditionally believed by Christians to be the birthplace of Jesus Christ, in the biblical Palestinian town of Bethlehem on June 28,2012. Less than a year after winning membership at UNESCO, the Palestinians are waiting to hear if their bid to win World Heritage status for the Church of the Nativity will be approved. AFP
undefined

رحبت السلطة الفلسطينية بموافقة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (يونسكو) على إدراج كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية على لائحة التراث العالمي، ولكن الولايات المتحدة أعربت عن خيبة أمل كبيرة تجاه هذا القرار.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بيان، إن قرار اليونسكو في دورتها السادسة والثلاثين، يؤكد الأهمية العالمية لمدينة بيت لحم الفلسطينية المقدسة، ومكانتها لدى شعوب العالم والتراث والحضارة الإنسانية.

وأضاف فياض أن القرار "يعطي الأمل والثقة لشعبنا بحتمية انتصار قضيته العادلة، ويزيد من إصراره على مواصلة انخراطه في تعميق جاهزيته لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

وشدد على أنه "آن الأوان لمنظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة أن تتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والثقافية والأخلاقية، لوضع حد لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني وتراثه الثقافي وإرثه الحضاري الإنساني، من مخاطر جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف فياض "على المجتمع الدولي أن يمارس هذه المسؤولية بجدية وفاعلية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره واستعادة مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية، وإسهامه في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين". 

من جهته عبر السفير الأميركي في بيان عن خيبة أمل كبيرة لبلاده إزاء القرار، وأضاف أن "هذا الموقع مقدس بالنسبة إلى كل المسيحيين (…) وعلى منظمة اليونسكو ألا تكون مسيسة"، مشيرا إلى أن "الإجراء الذي اتخذ صفة العاجل في التعاطي مع ملف كنيسة المهد، لا يستخدم عادة إلا للمواقع المهددة بالتدمير الوشيك".

اكتست محادثات لجنة التراث التابعة لليونسكو بشأن كنيسة المهد صبغة سياسية، وذلك بعد رفض إسرائيل الطلب الفلسطيني بتحويل الكنيسة ومسار الحجاج في بيت لحم إلى تراث عالمي، وهو ما يتيح ترفيع التمويل الخاص بترميمها

قبول مفاجئ
وكانت لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو قد وافقت اليوم الجمعة على ضم كنيسة المهد إلى قائمة التراث العالمي، وذلك خلال اجتماع اللجنة السنوي الذي انعقد في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث جاءت الموافقة بالأغلبية وبشكل مفاجئ.

واكتست محادثات اللجنة بشأن كنيسة المهد صبغة سياسية، وذلك بعد رفض إسرائيل الطلب الفلسطيني بتحويل الكنيسة ومسار الحجاج في بيت لحم إلى تراث عالمي، وهو ما يتيح ترفيع التمويل الخاص بترميمها.

وكانت فلسطين التي حصلت على العضوية الكاملة في اليونسكو، قد خاضت حملة دبلوماسية من أجل ممارسة حقوق سيادية في ترشيح وتسجيل تراث أثري تابع لها على اللائحة العالمية.

وتحتاج كنيسة المهد التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي وأقيمت فوق مذود يعتقد المسيحيون بأن المسيح وُلد فيه، إلى ترميم وخاصة سقفها. وتعاني السلطة الفلسطينية التي تتمتع فقط بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية المحتلة، من عجز مالي.

وكانت منظمات مدنية فلسطينية قد أشارت -في رسالة لليونسكو- إلى ما وصفته بمخاطر الاحتلال الإسرائيلي، مستشهدة على نحو خاص بحصار إسرائيل عام 2002 لكنيسة المهد التي لجأ إليها ناشطون أثناء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.

لكن خبراء مستقلين أوفدتهم اليونسكو لفحص الكنيسة، أوصوا برفض الطلب قائلين إنه بينما يحتاج سقف الكنيسة إلى ترميم، لا يمكن اعتبار أن المزار "لحقت به أضرار بالغة، أو أنه يتعرض لخطر وشيك".

وقال جورج سعادة نائب رئيس بلدية بيت لحم "نحن نعيش تحت الاحتلال"، وأضاف أن "بيت لحم محاطة بجدار من الناحية الاقتصادية.. لا يمكننا العمل بحرية.. نحتاج إلى مساعدة من اليونسكو".

وكان سعادة يشير إلى جدار في الضفة الغربية بنته إسرائيل أثناء الانتفاضة بهدف معلن هو منع الفدائيين من الوصول إلى مدنها. ويقول الفلسطينيون إن الجدار محاولة للاستيلاء على أراض يريدونها للدولة الفلسطينية.

وفي القدس المحتلة اعترض المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور على قول الفلسطينيين بأن مزارات في بيت لحم تتعرض لخطر وشيك، وقال إن "الهدف الحقيقي في الواقع لا يتعلق بالحصول على دعم من اليونسكو، وإنما -ببساطة- بالتشهير بإسرائيل مرة أخرى".

وأضاف "ليس لدينا اعتراض مطلقا على إضافة كنيسة المهد إلى مواقع التراث العالمي.. الفلسطينيون يبحثون عن نزاع بأي ثمن".

المصدر : وكالات