حمص محاصرة وتواصل الاشتباكات بسوريا

قتل خمسون شخصا في عدة محافظات بسوريا مع استمرار الحملة العسكرية التي يشنها الجيش النظامي ضد المدن الثائرة على نظام الرئيس بشار الأسد. وفيما تتواصل الاشتباكات العنيفة في عدة مناطق فإن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين في مدينة حمص التي يسميها الناشطون "عاصمة الثورة". وتتهم السلطات "الإرهابيين" بمنع إجلاء المدنيين.

 

فقد قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن خمسين شخصا قتلوا اليوم بنيران الجيش السوري، معظمهم في حمص ودير الزور وريف دمشق. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة أن الجيش قصف مدينتيْ الرستن وتلبيسة وعدة أحياء في حمص، وبصرى الشام ودرعا البلد والنعيمة بمحافظة درعا.

وفي ريف دمشق، تعرضت بلدتا دوما وهَريرَة لقصف من الجيش. فيما سقط قتلى إثر استهداف الأمن مشيعين في حي الجورة بدير الزور.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص" الثلاثاء حيث قتل شخصان، أحدهما مقاتل معارض.

وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان من أجل "اتخاذ الإجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص". وذكر البيان بتواجد "أكثر من ألف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية".

الجيش النظامي يدك الاحياء والمدن الثائرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد (الجزيرة)
الجيش النظامي يدك الاحياء والمدن الثائرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد (الجزيرة)

دمشق تتهم
وفي المقابل، اتهمت السلطات السورية "مجموعة إرهابية مسلحة" بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة أنها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لإخراجهم إلى أماكن آمنة.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية "تمت اتصالات بهذا الخصوص مع قيادة المراقبين الدوليين بالتعاون مع السلطات السورية المحلية في مدينة حمص من أجل تسهيل خروج هؤلاء المواطنين، لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح في تحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لجهودها".

وكان قائد بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود قد عبر عن قلقه على سلامة المدنيين المحاصرين في حمص، ودعا طرفي النزاع للسماح بخروج النساء والأطفال والمسنين والجرحى من أماكن الاقتتال.

يذكر أن عشرات الآلاف من سكان المدينة فروا لمناطق أخرى، وتتعرض لإطلاق نيران من الجيش وقوات النظام، فيما يواجه عشرات المصابين بالمدينة خطر الموت بسبب نقص المعدات الطبية. وكان 94 شخصا قد لقوا حتفهم أمس، بينهم 63 مدنيا سقطوا بنيران الأمن السوري.

المعارك قاسية
ويترافق القصف على حمص مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه قوات النظام في مطلع مارس/آذار بعد شهر من القصف والحصار وبعد أن تحول رمزا لمناهضة نظام الأسد.

وقال قائد كتيبة في الجيش السوري الحر ناصر نهار لوكالة فرانس برس إن "المعارك قاسية". وأضاف "ما زلنا نقاتل لكننا لم ندخل بابا عمرو بعد"، موضحا أن "هدفنا هو أن نستعيد الحي".

وفي التطورات، قال الناشطون إن مليشيات النظام المعروفة باسم الشبيحة ما زالت تحتجز عشرات الجثث لأبناء حوران ممن قضوا بيد هذه المليشيات وترفض تسليمها لذويهم. كما تعرضت بلدات نصيب والطيبة واللجاة بدرعا إلى قصف عنيف بواسطة الطيران المروحي.

الجيش الحر عرض عتادا استولى عليه من جنود نظاميين (الجزيرة)
الجيش الحر عرض عتادا استولى عليه من جنود نظاميين (الجزيرة)

وفي ريف دمشق، ارتفع عدد القتلى إلى خمسة، بينهم طفل، نتيجة القصف العنيف وإطلاق النار الذي تشهده أحياء عدة في مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ أكثر من ستة أيام. وفي محافظة إدلب أفيد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرية واقعة على الحدود السورية التركية.

دعوة للأكراد
 من جهة أخرى، دعا الجيش السوري الحر في الداخل الأكراد السوريين إلى الانضمام إليه، للعمل "على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل إلى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة ليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشراكة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية".

ويمثل الأكراد حوالى 9% من الشعب السوري البالغ عدده 23 مليونا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، وهم يشكون من سياسة تمييز حادة وقمع مارسها عليهم النظام السوري على مدى عقود. علما أن معظم أحزابهم محظورة في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات