الخرطوم تتهم أوغندا بدعم جوبا

undefined

نفت الحكومة السودانية الأربعاء خرقها قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوقف كافة الأعمال العدائية بين السودان وجنوب السودان بعد اتهام الأخير لها بشن غارات جوية على أراضيه، متهمة في الوقت نفسه أطرافا إقليمية ودولية من بينها أوغندا بتشجيع جوبا على ما تقوم به حاليا ضد الخرطوم.

وكان ناطق باسم جيش الجنوب أعلن الأربعاء أن القوات السودانية قصفت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين معسكرات لمدنيين في كل من أعالي النيل والوحدة وشمال بحر الغزال. لكن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد أكد عدم وجود مبرر لأي أعمال عسكرية ضد جوبا "رغم وجود قواتها على أراضينا".

وقال الصوارمي للجزيرة نت "إننا ومنذ انفصال الجنوب وحتى الآن لم ندر أي معركة داخل دولة الجنوب"، مضيفا "من تابع كل الأحداث التي وقعت في أبيي وهجليج وجنوب كردفان والنيل الأزرق يجد أنهم هم المعتدون".

وأوضح أن السودان أعلن التزامه بالقرار "وبالتالي لا معنى لأي قصف أو عمليات عسكرية ضد الجنوب"، مشيرا إلى أن جوبا تبادر باتهام السودان "لأنها في حالة خرق دائم لكل القرارات الدولية".

واعتبر أن حكومة الجنوب ارتكبت خرقا واضحا "باعتدائها على قواتنا في الميل 14 جنوب بحر العرب وفي منطقة سماحة وكافي كنجي بجنوب دارفور أمام أنظار كل العالم".

وجدد اتهام حكومة السودان لجوبا بخرق قراري مجلس الأمن والسلم الأفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي "لأنها تريد أن تبرر لمواقفها باتهام السودان"، مؤكدا عدم وجود أي أهداف عسكرية للجيش السوداني داخل الجنوب.

اتهام أوغندا

الصوارمي: جوبا في حالة خرق دائم للقرارات الدولية (الجزيرة نت)
الصوارمي: جوبا في حالة خرق دائم للقرارات الدولية (الجزيرة نت)

في هذه الأثناء اتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي أطرافا إقليمية ودولية من بينها أوغندا بتشجيع دولة جنوب السودان على ما تقوم به حاليا ضد الخرطوم.

وقال كرتي في حديث لبرنامج بلا حدود، إن هناك خمس مناطق حدودية متنازع عليها بين السودان ودولة الجنوب ليست من بينها هجليج. وأشار إلى أن هناك إرادات مختلفة تتصارع على السلطة في جنوب السودان.

وأضاف أن الحركة الشعبية فشلت في الوفاء بالتزاماتها الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل على عكس الحكومة السودانية، حسب قوله.

يشار إلى أن مسؤولين أوغنديين عبروا عن تأييدهم الشديد لجنوب السودان الذي يخوض نزاعا مع السودان بشأن قضايا من بينها رسوم نقل النفط وترسيم الحدود.

وتصاعد النزاع بين السودان وجنوب السودان إلى اشتباكات حدودية في أواخر مارس/آذار الماضي، الأمر الذي دفع قائد قوات الدفاع الأوغندية إلى القول "لن نجلس ساكنين مكتوفي الأيدي".

وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا بنيامين خلال زيارة لكمبالا الاثنين الماضي إن بلاده، التي منحها استفتاء عام انفصالا عن السودان في يوليو/تموز العام الماضي، تعول على تأييد أوغندا في صراعها مع السودان. وأضاف "أوغندا عليها مسؤولية، فبوصفها عضوا في الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا عليها أن ترعى هذا الكيان الجديد".

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح موقف أوغندا قائلا إن تصريحاتها مؤشر لا يبعث على الارتياح، ويشير إلى أنها تحاول توسيع الصراع بين السودان وجنوب السودان وتحويله إلى صراع إقليمي.

قرار دولي
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى في الثاني من مايو/أيار بالإجماع قرارا يهدد فيه بفرض عقوبات على الخرطوم وجوبا، ما لم يتم احتواء التوتر بينهما واستئناف الحوار والتوصل لالتزامات في غضون ثلاثة أشهر.

وطالب القرار البلدين بوقف جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك الغارات الجوية، وسحب قواتهما وإخلاء منطقة أبيي المتنازع عليها والتوصل إلى اتفاقات بشأن ترسيم الحدود وتوزيع العائدات النفطية التي تسببت في ارتفاع التوتر بين الدولتين.

عناصر من حركة العدل والمساواة في دارفور (الفرنسية-أرشيف)
عناصر من حركة العدل والمساواة في دارفور (الفرنسية-أرشيف)

تحرير مناطق
من جهة أخرى أعلنت القوات المسلحة السودانية الأربعاء عن تحرير ثلاث مدن في جنوب دارفور عند حدود السودان مع دولة جنوب السودان.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد في بيان له "القوات المسلحة تمكنت من تحرير مناطق قريضة وكفن دبي وكافيا كنجي بعد دحرها فلول الجيش الشعبي ومعاونيه من متمردي خليل إبراهيم ومني مناوي وعبد الواحد نور من المناطق المعتدى عليها داخل حدودنا الدولية".

وأضاف في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السودانية "القوات المسلحة كبدت المارقين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات جاري حصرها، كما احتسبت القوات المسلحة عددا من الشهداء والجرحى".

ومن جهة أخرى قال الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب دارفور أحمد الطيب للمركز السوداني للخدمات الصحفية "القوات المسلحة احتسبت تسعة شهداء، بينما تكبدت فلول المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح"، مضيفا أن حكومة الولاية دفعت بتعزيزات عسكرية نحو قريضة والمحليات المجاورة لها.

يذكر أن حركات العدل المساواة وتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال أعضاء في الجبهة الثورية السودانية التي تشكلت العام الماضي بهدف إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير.

المصدر : الجزيرة + وكالات