زعماء غربيون يبحثون وقف العنف بسوريا

 
بحث البيت الأبيض مع عواصم غربية ضرورة أن يوقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعمال العنف بحق شعبه. ومن جهته، دعا جان ماري غويينو نائب المبعوث الدولي والعربي لسوريا مجلس الأمن إلى مناقشة كيفية منع انزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة.
 
وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أجرى مباحثات عبر الفيديو مع الرئيس الفرنسي  فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي.
 
وحسب البيت الأبيض، فقد اتفق أوباما مع هؤلاء الزعماء على ضرورة أن توقف الحكومة السورية أعمال العنف بحق شعبها وأهمية تحقيق انتقال سياسي للسلطة في سوريا فورا. وقال البيت الأبيض في بيان "ناقش الزعماء التطورات الأخيرة في سوريا، وتبادلوا وجهات النظر بشأن أهمية إنهاء العنف الذي ترتكبه الحكومة في حق شعبها والضرورة الملحة لتحقيق انتقال سياسي".
 
مقومات الثورة
من جهة أخرى، قال جان ماري غويينو نائب المبعوث الدولي لسوريا كوفي عنان لمجلس الأمن إن الانتفاضة في سوريا تملك كل مقومات الثورة، وإن التقارب بين النظام ومعارضيه مستحيل حاليا، وإن التوصل إلى حل بات أصعب بسبب مذبحة الحولة، كما شكك في التزام دمشق بخطة أنان.

وكرر غويينو ما قاله أنان للرئيس السوري -أثناء زيارة المبعوث الدولي لدمشق هذا الأسبوع- من أنه "يتعين على السلطات السورية تنفيذ تغييرات جذرية وخاصة بشأن الوضع العسكري". وقال دبلوماسيون إن غويينو أبلغ المجلس أيضا أنه لا يمكن عودة السلام إلى سوريا إلا من خلال المفاوضات السياسية.
   

‪رايس: إما أن يتم تنفيذ خطة أنان أو يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته وإما وقوع الأسوأ‬   (الجزيرة)
‪رايس: إما أن يتم تنفيذ خطة أنان أو يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته وإما وقوع الأسوأ‬   (الجزيرة)

وعلى صعيد آخر، أشارت المندوبة الأميركية سوزان رايس إلى وجود ثلاثة سيناريوهات للوضع السوري، فإما أن تنفّذ الحكومة خطة أنان، أو يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته ويلزمها بالتنفيذ، وإما أن يقع الأسوأ.

وكانت عدة دول -منها اليابان وتركيا وسويسرا- قد أعلنت أمس الأربعاء طرد الدبلوماسيين السوريين.

 
القنصل الفخري
وفي التطورات، أعلن قنصل سوريا الفخري في كاليفورنيا بالولايات المتحدة أمس أنه استقال بسبب مذبحة الحولة. وظل القنصل الفخري حازم الشهابي -وهو مواطن ورجل أعمال أميركي مقره في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا- يشغل هذا المنصب قرابة 20 عاما، وكان عمله يختص بجوازات السفر وأمور أخرى.
وقال الشهابي "وصلت إلى نقطة يكون فيها الصمت أو التقاعس غير مقبوليْن أخلاقيا ومعنويا".

دعوة باراك
وفي الشأن السوري، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس العالم إلى اتخاذ موقف أكثر شدة مع الرئيس بشار الأسد، قائلا إنه يشك في أن يكون الأسد قد "قض مضجعه" طرد سفرائه من عدد من الدول بسبب مذبحة الحولة.

وقال باراك -في كلمة ألقاها بمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب- "هذه الأحداث في سوريا تجبر العالم على التحرك، لا الاكتفاء بمجرد الأقوال. هذه جرائم في حق الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي".

ورحب باراك بطرد الدبلوماسيين السوريين من سبع عواصم غربية على الأقل، واصفا ذلك بأنه "خطوة مهمة جدا على الطريق الصحيح"، عقب مقتل أكثر من مائة مدني في بلدة الحولة السورية.

وكان دبلوماسيون قد قالوا أمس إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة خاصة بشأن سوريا يوم الجمعة، لبحث أحداث المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة وراح ضحيتها 108 مدنيين.

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة خاصة بشأن سوريا يوم الجمعة، لبحث أحداث المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة

وفي الأثناء، اعتبرت روسيا أن طرد سفراء سوريا من دول غربية سيأتي بنتائج عكسية، كما جددت الصين رفضها لأي تدخل عسكري في سوريا.

ويعتزم بعض الأعضاء وضع مسودة نص يرجح أن يندد بمذبحة الحولة التي وقعت يوم الجمعة الماضي، ويطالب بإجراء المزيد من التحقيقات، خاصة أن المذبحة -التي تمثل انتهاكا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه مبعوث السلام الدولي كوفي أنان- دفعت سبع دول غربية على الأقل -إلى جانب تركيا واليابان- لطرد سفراء سوريا من عواصمها.

الجنائية الدولية
ومن المرجح أن يطالب الاتحاد الأوروبي مجلس حقوق الإنسان بأن يصدر توصية لمجلس الأمن الدولي بإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ورفضت الصين وروسيا -اللتان تملكان استخدام حق النقض (الفيتو) ضد فرض أي عقوبات على سوريا- إلقاء اللوم فقط على القوات الموالية للرئيس السوري في مذبحة الحولة، لهذا فمن غير المرجح أن يترجم الغضب المنتشر على نطاق واسع إلى إجراءات صارمة ضد الحكومة السورية.

وخلال آخر مناقشة أجراها مجلس حقوق الإنسان عن سوريا، أيدت 41 دولة من 47 دولة عضوا مشروع قرار ينتقد سوريا، ولم تصوت ضده سوى روسيا والصين وكوبا.

المصدر : الجزيرة + وكالات