غليون يطالب بتدخل فوري لوقف المذابح

برهان غليون
undefined
طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري تحت البند السابع "لوقف المذابح وحماية الشعب السوري"، ودعا شعوب العالم للضغط على حكوماتهم لتقديم كافة أشكال الدعم للشعب السوري. في وقت تواصل فيه التنديد الدولي الغاضب بمجزرة الحولة التي راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء.

وقد نفى المتحدث باسم الخارجية السورية مسؤولية القوات النظامية عن المجزرة، واتهم عشرات المسلحين بتنفيذها. يأتي ذلك قبل يوم من زيارة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان إلى دمشق غدا الاثنين.
 
واعتبر برهان غليون في كلمة تلاها بمؤتمر صحفي بإسطنبول أن مذبحة الحولة وجهت ضربة كبيرة لمصداقية المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن، "الذي لا يزال عاجزا عن الوفاء بالتزاماته تجاه شعب يذبح أبناؤه كل يوم بالعشرات وهو مستمر في تقديم المهل للنظام القاتل تحت اسم مبادرات سياسية لم تسفر حتى الآن إلا عن المزيد من الدماء والدمار".

وتوجه غليون باسم الشعب السوري إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن وطالبهم بالتدخل الفوري لوقف المذابح وحماية الشعب السوري كما ينص على ذلك بند حماية المدنيين في ميثاق الأمم المتحدة. كما ناشد تجمع أصدقاء سوريا بالكف عن إضاعة الوقت والعمل مع الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي للتدخل فورا وإنقاذ الشعب السوري من نظام القتل المنظم والإبادة الجماعية.

ودعا الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع إلى الضغط على حكوماتها لتقديم كل أشكال الدعم اللازم لمساعدة السوريين على "التخلص من هذا النظام المجرم ومن يقف وراء استمراره كائنا من كان".

وأهاب غليون بالشعب السوري الاستعداد لخوض معركة التحرير ذاتيا "فلم يعد هناك وقت نضيعه، وإذا فشل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تحت البند السابع لن يكون هناك خيار آخر لشعبنا سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة والحرية معتمدا على قواه الذاتية وعلى ثواره وكتائب جيشه الحر".

video

توالي التنديد
في غضون ذلك توالى التنديد الدولي الغاضب بمجزرة الحولة في حمص مساء الجمعة الماضية التي أسفرت عن مقتل 109 مدنيين على الأقل معظمهم من الأطفال والنساء، فيما يعد من أسوأ المذابح التي وقعت خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 14 شهرا ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وعربيا دانت الحكومة الأردنية الأحد بشدة مجزرة الحولة، ودعت لإيجاد "حل سياسي" في هذا البلد "يوقف نزيف الدم". كما أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المجزرة، داعيا إلى "إنجاز التحول" في سوريا.

وأعلنت الكويت عن إجراء اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة الحولة السورية، وكانت الإمارات العربية المتحدة طالبت السبت بعقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لمناقشة المجزرة.

من جانبه دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الدول الأعضاء الأحد إلى إعادة النظر في موقفها من الأحداث في سوريا، منددا بـ"المجزرة الوحشية" في الحولة.

أما دوليا، فدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت المجزرة معتبرة أنها "فظاعة"، ودعت مجددا إلى وقف إراقة الدماء في البلاد.

وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن شعورها "بالهول" إزاء المجزرة، منددة بما وصفته "عملا شائنا ارتكبه النظام" في دمشق، ومطالبة بالوقف الفوري للعنف.

ودعا الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه الرئيس فرانسوا هولاند اليوم الأحد المجتمع الدولي للعمل من أجل "وقف المجزرة في سوريا"، كما نددت بالمحزرة كل من لندن وبرلين.

مجزرة الحولة راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء (الفرنسية)
مجزرة الحولة راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء (الفرنسية)

نفي دمشق
وفي خضم ردود الأفعال الغاضبة والمندد بالمجزرة نفت الحكومة السورية اليوم الأحد ارتكاب مذبحة في الحولة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي للصحفيين في دمشق إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص، مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الجيش السوري.

وأوضح المقدسي أن الحكومة قامت بتشكيل لجنة "عسكرية عدلية" مهمتها التحقيق في مجريات مجزرة الحولة على أن تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال ثلاثة أيام.

كما أدان المتحدث "كل هذا الاستسهال في اتهام القوات الحكومية السورية على مستوى وزراء الخارجية، وليس فقط على مستوى وسائل الإعلام".

واعتبر أن المسؤولين ووزراء الخارجية "ينتهزون أي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الأجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز".

ورأى أن "ما حدث بالحولة هجوم مخطط ومدبر بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن وزيارة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان"، وقال إن "وزير الخارجية وليد المعلم تحدث مع السيد كوفي أنان الذي سيصل سوريا يوم غد الاثنين، ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حاليا".

المصدر : الجزيرة + وكالات