عشرات القتلى وانفجار قرب مراقبين بسوريا

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 35 قتيلا اليوم الأحد معظمهم نتيجة قصف قوات النظام لمدينة صوران بريف حماة وسط البلاد، في حين شهدت مناطق أخرى بينها العاصمة السورية اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وتعرضت مدن وبلدات لحصار وقصف أوقع ضحايا مدنيين وسط استمرار المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

 يأتي ذلك في وقت وقع فيه انفجار قرب قافلة للأمم المتحدة تقل رئيس بعثة المراقبين في مدينة دوما بريف دمشق، كما نفى مسؤولان سوريان كبيران اغتيالهما في دمشق.  

وقالت الشبكة إن بين القتلى طفلا ورقيبا أول وثلاثة جنود منشقين، مشيرة إلى سقوط 22 قتيلا في محافظة حماة منهم 21 جراء قصف الدبابات لمدينة صوران. كما قتل أربعة أشخاص في مدينة حمص برصاص قناصة ومثلهم في إدلب واثنان في دوما وواحد في كل من داريا بريف دمشق والأتارب بحلب والشيخ مسكين في درعا وفق المصدر نفسه.

في غضون ذلك أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى استمرار القصف العنيف والعشوائي من قوات النظام لمدينة صوران بالدبابات والرشاشات الثقيلة، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى نتيجة خطورة الإصابات حيث وثقت الهيئة أكثر من خمسين جريحا. كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بين القتلى أطفالا. وسقط قتيل واحد على الأقل وأصيب آخران خلال اقتحام الجيش النظامي لبلدة حصرايا بريف حماة. 

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف مدفعية الجيش النظامي لعدة مناطق محيطة بمدينة القصير بريف حمص وعدة قرى حدودية بالدبابات والهاون.

كما تعرضت مدينة دوما بريف دمشق لقصف بقذائف الهاون والدبابات أوقع عشرات الجرحى وفق الهيئة العامة  للثورة. وأشار المصدر نفسه إلى قصف قوات النظام لمدينتي سقبا وعربين، واقتحام بلدتي  حمورية وجديدة عرطوز بريف دمشق وشن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية، وأطلقت قوات النظام الرصاص لتفريق مظاهرة حاشدة في بلدة بيت تيما بريف دمشق.

وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في حرستا بريف العاصمة، واقتحام القوات النظامية بلدات تسيل وعدوان وجاسم بمحافظة درعا جنوبي البلاد وسط إطلاق نار وسماع دوي انفجارات.

وفي إدلب أفاد ناشطون باقتحام بلدة إحسم بجبل الزاوية، كما حصل انشقاق لعناصر من قوات الأمن وقعت بعده اشتباكات في بلدة منبج بحلب، حيث تم نشر عدد من القناصين على أسطح المباني وفرضت قوات الأمن حظرا للتجوال بالبلدة.

وشهدت أيضا بلدة الطبقة بدير الزور وقرى باللاذقية الساحلية وجامعة حلب والمحطة بدرعا حملات أمنية واعتقالات. 

يتزامن ذلك مع خروج مظاهرات اليوم في عدد من المدن والبلدات وفق ما أفاد به ناشطون، حيث بثت مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لمظاهرتين في درعا جدد فيهما المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام ودعم الجيش الحر. كما بثت صورا لمظاهرات خرجت في بلدتي حاس وكفر دريان بإدلب للمطالبة بإسقاط نظام الأسد، وردد المتظاهرون هتافات تؤكد استمرارهم في الثورة حتى تحقيق هدفها.

قافلة للمراقبين تعرضت لانفجار في خان شيخون بإدلب قبل أسبوع (الفرنسية)
قافلة للمراقبين تعرضت لانفجار في خان شيخون بإدلب قبل أسبوع (الفرنسية)

قرب المراقبين
وفي تطور متصل بالتدهور الأمني قالت وكالة رويترز إن قنبلة انفجرت بمدينة دوما بريف دمشق على بعد 150 مترا من قافلة أممية تقل رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام مود إيرفيه لادسو، لكن وكالة الصحافة الفرنسية أشارت إلى سقوط قذيفة صاروخية (آر بي جي)  على مسافة عشرة أمتار من مجموعة من المراقبين بدوما دون إصابات.

وفي تفاصيل الحادث أفاد مراسل رويترز بأنه تم إيقاف سيارة الجنرال مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش النظامي وجرى تفجير القنبلة في شارع قريب من ذلك، وغادرت القافلة المكان.

وقال مصدر أمني في دوما لرويترز إن اشتباكات وقعت في وقت سابق من اليوم وإن من وصفهم بالمسلحين أصابوا 29 من أفراد قوات الأمن، في حين أشارت الهيئة العامة للثورة إلى وقوع انفجار على مقربة من المراقبين أوقع ثلاثين جريحا من المدنيين دون إصابات بين المراقبين.

اشتباكات دمشق
وجاءت تطورات اليوم بعدما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاق نار كثيفا ودوي انفجارات سمع الليلة الماضية في أحياء عديدة من دمشق بينها المزة وكفر سوسة والميدان والشعلان وشارع بغداد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إمدادات عسكرية هامة توجهت إلى منطقة كفر سوسة، مضيفا أن انفجارات قوية سمعت في ميدان العباسية.

كما تحدث الناشطون عن اشتباكات عنيفة جرت فجر اليوم بين الجيش الحر والجيش النظامي بمنطقة جسر الليوان قرب منطقة كفر سوسة, وأكدوا أن قوات النظام أقامت حواجز عسكرية أمنية بمناطق مهمة من العاصمة.

وزير الداخلية السوري محمد الشعار ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني نفيا خبر اغتيالهما وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين

نفي اغتيالات
في تطور آخر نفى وزير الداخلية السوري محمد الشعار ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني خبر اغتيالهما وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين. وكان المجلس العسكري لدمشق وريفها قد قال إنه قتل عدة مسؤولين بهجوم على ما يسمى خلية إدارة الأزمة التابعة للنظام السوري فجر اليوم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العماد حسن توركماني قوله إن "ما تناقلته قناة الجزيرة عار عن الصحة وهو منتهى الإفلاس والتضليل الإعلامي". بدوره قال وزير الداخلية السوري في تصريح مماثل إن "ما بثته قناة الجزيرة عار عن الصحة تماما، ونحن اعتدنا على مثل هذه الأخبار التي تقود حملة الكذب والافتراء".

وكانت الجزيرة قد عرضت المسؤول العسكري المعارض وهو يدلي بمعلوماته، وكذلك أحد الإعلاميين في دمشق وهو ينفي هذه المعلومات.

وذكر رئيس المجلس العسكري المعارض في دمشق في وقت سابق أسماء أعضاء في "خلية إدارة الأزمة" يفترض أنهم تعرضوا للاغتيال، ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية ونائب رئيس هيئة الأركان آصف شوكت ورئيس مكتب الأمن القومي ونائب فاروق الشرع وهو "مدير ما يسمى خلية إدارة الأزمة".

المصدر : الجزيرة + وكالات