تجدد الاشتباكات بطرابلس شمال لبنان

تجددت الاشتباكات اليوم الأحد بين مؤيدين ومعارضين للثورة في سوريا في منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية بمدينة طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني.

وقالت مصادر متطابقة إن قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية استخدمت في القتال بين مجموعات مسلحة في المنطقتين.

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أن جنديا لبنانيا قتل في عملية قنص، وأوضح الجيش اللبناني أن الجندي لقي حتفه في محلة الملولة جراء تبادل إطلاق النار بين المسلحين، وذلك أثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع إلى بلدته في عكار.

وأفادت مراسلة الجزيرة في لبنان بأن اشتباكات متقطعة دارت بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة باب التبانة، وقالت إن إطلاق نار استهدف دورية تابعة للجيش اللبناني كانت موجودة في شارع سوريا الذي يفصل بين جبل محسن وباب التبانة.

وأشارت إلى إقدام أهالي منطقة باب التبانة على إغلاق كل الطرق المؤدية إلى منطقتهم بعد تصاعد الحديث عن إمكانية تدخل الجيش بقوة وتوغله في المنطقة للسيطرة بشكل حازم على مصادر النيران ومحاولة جلب المطلوبين والمسؤولين عن إطلاق النار.

وتحدثت مراسلة الجزيرة عن حركة نزوح من منطقتي جبل محسن وباب التبانة بسبب تفاقم الأوضاع هناك.

وعقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لبحث اشتباكات المدينة التي خلّفت ثلاثة قتلى بينهم جندي, بالإضافة إلى عدد من الجرحى.

كما عقد اجتماع في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بطرابلس مع فعاليات دينية وحزبية وأمنية، هدأت بعده الاشتباكات لفترة وجيزة.

تواصل الاعتصام
في الأثناء، يواصل عدد من الشبان المنتمين إلى التيار الإسلامي اعتصامهم احتجاجا على توقيف الأمن العام اللبناني المواطن شادي مولوي بتهمة التواصل مع "جماعات إرهابية"، وقالوا إن السلطات أوقفته بسبب نشاطه مع اللاجئين السوريين في لبنان.

يذكر أن الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة تتكرر بشكل دائم، وكان آخرها في فبراير/شباط الماضي وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل.

وشهد يوم أمس إطلاق النار بين الجيش ومتظاهرين ينتمون إلى التيار الإسلامي المؤيد للثورة في سوريا، عندما حاولوا الاقتراب من مقر تابع للحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو حزب لبناني يناصر النظام السوري.

وكان مائة من الإسلاميين قد نصبوا أمس خياما عند المدخل الجنوبي للمدينة، وحملوا رايات سودا عليها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، إضافة إلى علم الاستقلال السوري الذي يرفعه معارضو النظام السوري.

وقال نزار المولوي لوكالة الصحافة الفرنسية "لن نفض الاعتصام قبل إطلاق سراح شقيقي شادي (27 عاما) الذي اعتقلته قوى الأمن اللبنانية السبت".

من جهتها أصدرت الجماعة الإسلامية السبت بيانا انتقدت فيه "طريقة اعتقال الشاب، والأسلوب المستهجن في استدراج المواطنين تمهيدا لاعتقالهم بشكل مخالف للأنظمة والقوانين".

بدوره قال عضو المكتب السياسي لـتيار المستقبل مصطفى علوش إن طريقة اعتقال مولوي "مافيوية"، وأشار في حديث للجزيرة إلى أن "الجرح المفتوح" بين باب التبانة وجبل محسن تغذيه الأحداث في سوريا، خصوصا أن المجموعات المسلحة في جبل محسن التي تتلقى السلاح والدعم من حزب الله تعتبر نفسها امتدادا للنظام السوري، مستبعدا الوصول إلى حل قبل تغيير الوضع الإقليمي.

في المقابل قال وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي إن هناك تحريضا طائفيا في المنطقة، وأضاف في حديث مع الجزيرة أن اعتقال مولوي شكل شرارة لاندلاع الأحداث، مبديا تخوفه من انتقالها من طرابلس إلى كل لبنان، وداعيا السلطات الأمنية إلى ضبط الانفلات الأمني.

المصدر : الجزيرة + وكالات