عشرات القتلى بدمشق ومود يطلب العون

handout picture from the Syrian Arab News Agency (SANA) shows burning vehicles at the site of twin blasts in Damascus on May 10, 2012.
undefined
ارتفعت حصيلة ضحايا تفجيرات دمشق إلى العشرات، بينما سارعت المعارضة السورية إلى اتهام السلطات بتدبير هذه الحوادث لتهديد المجتمع الدولي والشعب السوري. ومن جهته أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف.

فقد قتل أكثر من أربعين شخصا وجرح 170 آخرون في الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية صباح الخميس، وفق التلفزيون السوري. وقال التلفزيون في شريطه الإخباري "أكثر من أربعين شهيدا إضافة إلى أشلاء لعدد من الجثامين وأكثر من مائة وسبعين جريحا في حصيلة أولية للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا قرب مفرق القزاز بدمشق".

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- في بيان أن "المعلومات الأولية تشير إلى سقوط نحو خمسين سوريا من المدنيين وقوات الأمن وإصابة أكثر من مائة بجراح أثر التفجيرات التي هزت دمشق صباح اليوم".

استهدافات
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بأن أحد الانفجارين -اللذين وقعا بسيارتين مفخختين- استهدف مقرا أمنيا بمنطقة المتحلق الجنوبي، في حين استهدف الآخر مقرا  لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالقرب من منطقة الطبالة في دمشق، وخلفا دمارا واسع النطاق.

مظاهرة مؤيدة للأسد قرب مكان التفجيرات ومراقب دولي يصور (الفرنسية)
مظاهرة مؤيدة للأسد قرب مكان التفجيرات ومراقب دولي يصور (الفرنسية)

وأظهر التلفزيون الرسمي فجوة كبيرة في الطريق وشاحنة واحدة على الأقل مقلوبة، وقد انهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة وسمع صوت رجل يصرخ في خلفية اللقطات. وقال رجل يسير بين الحطام وهو يشير إلى بقايا سيارات محترقة "هل هذه هي الحرية، هذا عمل السعوديين" مشيرا إلى المملكة التي طالبت بتسليح معارضي الرئيس السوري بشار الأسد والذين يسعون لإسقاطه.

مود يتفقد
وتفقّد رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود مكان الانفجارين. وقال في تصريح "هذا نوع مرعب من العنف الذي لا يحتاجه السوريون، رسالتي واضحة إلى جميع الأطراف وخاصة الخارجية أن هذا النوع من العنف لن يحل المشكلة بل سيزيد في معاناة الأطفال والنساء وعموم السوريين".

وأضاف "أطالب الجميع بتغيير هذا الاتجاه". وقال مود "أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه".

المعارضة تتهم 
في المقابل، سارعت قوى المعارضة السورية إلى اتهام نظام الأسد بتدبير الانفجارين بهدف "ترهيب" السوريين والمجتمع الدولي وذلك في رسالة استباقية لمرحلة ما بعد خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان.

وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أسامة الحمصي إن هذه التفجيرات تأتي في سياق اللعبة الأمنية التي طالما مارسها النظام السوري فزرع الموت في سوريا وفي شوارع لبنان والعراق، وأضاف أنه لا يستبعد أن يلجأ نظام الأسد إلى فبركة صور لتنظيم ما يتبنى عملية اليوم.

 الجنرال مود زار مكان التفجيرات (الفرنسية)
 الجنرال مود زار مكان التفجيرات (الفرنسية)

وأضاف الحمصي في حديث للجزيرة من بيروت أن نظام الأسد أراد بهذه العملية توجيه رسائل متعددة إلى السوريين والمجتمع الدولي بأنه قادر على قلب الطاولة كعمل استباقي لمرحلة ما بعد خطة أنان. ولفت إلى أن نظام الأسد سيزداد جنونه بازدياد أزمته، فهذه هي تصرفات النزع الأخير لأن قوة المعارضة تتصاعد والثورة ستنتصر.

ومن جهته قال عضو الأمانة العليا للمجلس الوطني السوري عماد الدين رشيد إن التفجيرات جزء من ألاعيب نظام الأسد "التي لن تنطلي على أحد" مستبعدا أن تكون المعارضة قد أقدمت على ذلك، ونقل عن خبير عسكري لم يسمه قوله إن نوع السلاح في هذه التفجيرات لا يمتلكه أحد من مناوئي الأسد. كما أكد رشيد أن الجيش السوري الحر لا يمتلك مثل هذه الإمكانات.

وتساءل المعارض السوري في حديث للجزيرة من جنيف "لماذا لم تقع التفجيرات خلال الانتخابات؟" التشريعية التي أجراها النظام قبل أيام. وانتقد تصريحات الجنرال مود ووصفها بأنها ليست على مستوى الحدث.

وجاء تفجيرا اليوم الخميس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للأمم المتحدة يشرفون على تنفيذ وقف لإطلاق النار، وبعد أقل من أسبوعين على إعلان السلطات السورية أن مفجرا "انتحاريا" قتل تسعة أشخاص على الأقل في دمشق.

العنف يتواصل
وفي هذه الأثناء قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حصيلة "شهداء الثورة" بلغت اليوم عشرة قضوا برصاص الأمن وشبيحة النظام بينهم طفلان وامرأة في حلب، وطفل في كل من إدلب وحماة، كما قتل مواطن في حمص ومجند منشق في درعا.

وفي وقت سابق اليوم قال النشطاء إن الطيران المروحي الحربي حلق في بيت دجن ودوما في ريف دمشق. كما توالت انفجارات عنيفة في منطقة الضمير طوال ساعات وأعقبتها حملة دهم واعتقالات نفذتها القوات النظامية، واتهم الناشطون قوات حكومية بنهب المحلات التجارية.

أما في دير الزور فقال الناشطون إن الجيش والأمن يشنان حملة مداهمات واعتقالات في منطقة الجورة والوادي والطب مدعومة بالآليات الثقيلة.

وفي إدلب، قالت الهيئة العامة إن قوات الجيش النظامي انتشرت بشكل كثيف على الطريق بين كفرومة والحامدية مع إطلاق نار وتجول للعربات والدبابات داخل البلدة، وجرى هدم منزل أحد المواطنين.

وكان قد قتل 18 شخصا أمس معظمهم في حمص، وفق حصيلة للهيئة العامة التي ذكرت أيضا أن قوات النظام السوري اقتحمت حي برزة في دمشق واعتقلت العشرات.

المصدر : الجزيرة + وكالات