اتهامات بين السودان والجنوب بشنّ هجمات
تبادل السودان وجنوب السودان أمس الأحد اتهامات بشن هجمات في المنطقة المنتجة للنفط الممتدة على الحدود بينهما بعد تأجيل محادثات تهدف إلى إنهاء أعنف اشتباكات بين الجانبين منذ إعلان الجنوب الاستقلال عن الشمال.
وتخشى الأمم المتحدة والولايات المتحدة احتمال أن تتصاعد الاشتباكات وتتحول إلى حرب شاملة بين الجانبين.
وذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أن السودان قال إن جيش جنوب السودان هاجم الجانب السوداني من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها التي شهدت العديد من الاشتباكات خلال الأيام الماضية.
وأبلغ المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الوكالة أن القوات المسلحة السودانية "تتعامل الآن مع قوات العدو".
من جهته اتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف منطقتين على الجانب الجنوبي من الحدود. وقال رئيس وفد جنوب السودان إلى المفاوضات باقان أموم للصحفيين في أديس أبابا حيث يحاول الاتحاد الأفريقي استئناف المحادثات بين البلدين "هاجمت حكومة السودان منطقة مانغا اليوم (الأحد) عند الساعة الثانية صباحا وتعرضت باناكواش أيضا في ولاية الوحدة لقصف جوي شمل هجمات بطائرات هليكوبتر".
وأضاف "بينما نتحدث الآن يقصف السودان جنوب السودان". وقال إن المفاوضات علقت بعد أن اتهم السودان جنوب السودان باجتياح أراضيه، وأوضح أن ذلك "غير صحيح على الإطلاق". وأكد أن السودان ينوي شن هجمات جديدة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين.
وقال إن الخرطوم "تخطط لاجتياح وشيك في ولاية الوحدة"، موضحا أن جنوب السودان سيمارس -إذا اقتضى الأمر- حقه المشروع في الدفاع عن النفس وأن "من حق حكومة جنوب السودان أن تدافع عن نفسها".
لكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى هذه الاتهامات.
واستقل جنوب السودان عن الخرطوم في يوليو/ تموز العام الماضي بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية.
التزام
وكان من المفترض أن يستأنف الجانبان المحادثات مطلع الأسبوع في أديس أبابا، لكن مسؤولي الاتحاد الأفريقي قالوا إن أعضاء أساسيين في وفد السودان مثل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان لم يصلوا بعد.
وقال الوفد السوداني إنه ملتزم بالمحادثات لأن السودان يريد السلام دون إعطاء إطار زمني .
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن الوفد قوله في بيان إن الحكومة السودانية تؤكد أن الحوار مع جنوب السودان هو الطريق السليم لحل كل القضايا وإحلال السلام بين البلدين.
واتهم باقان أموم الخرطوم بمحاولة تأخير المحادثات، وقال إن "حكومة السودان لم ترسل رئيس وفدها، بات من الواضح الآن أن لديهم نوايا مختلفة".
وبالإضافة إلى الاتفاق على وقف العمليات العسكرية يحتاج الجانبان إلى تحديد المبالغ التي يتعين على الجنوب أن يدفعها مقابل تصدير النفط الخام عبر السودان.
وكانت جوبا قد أوقفت إنتاجها من النفط لمنع الخرطوم من الاستيلاء على نفطها مقابل ما يقول السودان إنه رسوم مرور لم تسدد.
ولم يقم الجانبان حتى الآن بترسيم الحدود التي تمتد بطول 1800 كيلومتر والمتنازع على الكثير من مناطقها ولا بإيجاد حل لمنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط. ويواصل الجانبان أيضا تبادل الاتهامات بدعم المتمردين على جانبي الحدود.