الكيب يحذر من "أشباه" الثوار

عبد الرحيم الكيب - رئيس الوزراء الليبي - لقاء خاص 9/11/ 2011 (الجزيرة)
undefined
دعا رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الليبيين إلى حماية الدولة من "أشباه الثوار"، وإنهاء سيطرة المسلحين على مقار الحكومة بينما ينتظر اليوم إعلان فيدرالية برقة كما يشيع اليوم 163 شخصا عثر على جثثهم في مقبرة جماعية بمدينة سرت.
 
وقال الكيب خلال برنامج "لقاء مع وزير" على شاشة التلفزيون الليبي مساء الاثنين "هناك تضامن لابد منه بين الحكومة والشعب، والأغلبية الصامتة عليها الخروج لحماية مؤسسات الدولة من أشباه الثوار.. على الشارع الليبي الخروج للحفاظ على الثورة".

وأضاف "على الشارع أن يفعّل صوته الصامت بالقول لا لمن يسيطر على مقرات الدولة ويغتصب أراضيها، ولا لغير مؤسسات الدولة".

ورغم إعلان تحرير ليبيا لا تزال بعض مليشيات الثوار التي قاتلت نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تسيطر على بعض المواقع الحساسة في البلاد، ومنها مطار طرابلس ومقرات عدد من مؤسسات الدولة ووزاراتها.

وحول الأنباء التي تحدثت عن الاستعداد للإعلان عن إقامة فدرالية في ليبيا وخصوصا إعادة إحياء إقليم برقة شرق البلاد، قال الكيب "نشعر بأننا لسنا بحاجة إلى الفدرالية ولسنا مضطرين للفدرالية، ونتجه إلى اللامركزية، ولا نريد العودة 50 عاما إلى الخلف".

وأضاف أن "الحكومة بصدد إنشاء ديوان لها في بنغازي (شرق) وآخر في سبها (جنوب)، وسيفعل لتسهيل حركة المواطن".

وعقدت الحكومة يوم الأحد جلسة طارئة لمناقشة "مشروع قانون الإدارة المحلية لتعزيز اللامركزية".

ولم يعط الكيب تفاصيل عن مشروع اللامركزية، في حين سرت أنباء عن استعداد عدد من قبائل الشرق الليبي لإعلان إقليم برقة الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا فدرالية اتحادية تستمد شرعيتها من الدستور الليبي الذي أقر في عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951.

وحددت هذه القبائل هذا اليوم الثلاثاء لإعلان الفدرالية بحضور ثلاثة آلاف سياسي وزعيم قبلي في مدينة بنغازي.

وتحدثت مصادر مطلعة على التحرك عن الاستعداد للإعلان عن "مجلس انتقالي وبرلمان خاص بالفدرالية للإقليم الجديد، يتمتع بسلطات إدارية ومالية بالإضافة إلى ترشيح شخصيات لتولي حقائب النفط والمالية والتعليم العالي والداخلية والدفاع".

وقال العضو في التكتل الفدرالي المزمع إعلانه والباحث الليبي أنس بعيرة إن "الفدرالية ليست نظام تقسيم، وإنما نظام تنظيم عبر ترتيبات دستورية لمنع التهميش وتقوية سيادة الدولة ارتكازا على العدالة بين الأقاليم".

وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى لبرقة صالح العبيدي "لسنا دعاة تقسيم كما يتهمنا البعض، وهدفنا بناء جيش وطني يدافع عن بلادنا من المخاطر الخارجية وحماية الليبيين في الداخل والخارج".

واعتبر المحلل السياسي إسماعيل القريتلي أن مبررات الفدرالية تكمن في "الخوف من التهميش في التنمية والإقصاء عن المشاركة في الحياة السياسية التي عانت منها مناطق الشرق إبان حكم القذافي، والرغبة في المشاركة المتساوية في النظام السياسي، مطالبين بالمساواة بين ثلاث ولايات وهي برقة وطرابلس وفزان، أسوة بالحالة التي كانت في ليبيا حتى 1964" قبل انقلاب القذافي.

وشهدت بنغازي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مظاهرات ضمت المئات ممن رفعوا أعلام الأقليات الأمازيغية وقبيلة التبو وإقليم برقة احتجاجا على مركزية طرابلس.

‪جثث مجموعة ترتدي زي رجال الأمن ملقاة على الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪جثث مجموعة ترتدي زي رجال الأمن ملقاة على الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام‬ (الجزيرة-أرشيف)

تشييع
وفي تطورات أخرى، شارك آلاف الليبيين أمس الاثنين ببنغازي (شرق) في تشييع 163 شخصا عثر على جثثهم في مقبرة جماعية في بن جواد شرق سرت.

وتوجه المشاركون إلى ساحة التحرير وأقيمت الصلوات على أرواح "الشهداء" الذين سقطوا خلال الثورة قبل دفنهم.

وكانت اللجنة الليبية للمفقودين قد أعلنت الأحد العثور على جثث 163 شخصا قتلوا خلال المعارك التي جرت للإطاحة بنظام القذافي العام الماضي.

وقال عضو اللجنة ماهر ورفللي إن "هذه الجثث لثوار قتلوا بين فبراير/شباط ومارس/آذار 2011 في البريقة وراس لانوف وبن جواد وفي ضواحي سرت"، مشيرا إلى أنه تم العثور على هذه الجثث بمساعدة الأمم المتحدة ووزارة الشهداء والمصابين والمفقودين.

من ناحيته قال رئيس اللجنة والطبيب الشرعي عمر عبد الخالق العبيدي إن بعض هؤلاء أعدم، في حين قضى الآخرون خلال المعارك.

وأوضح العبيدي أنه تم التعرف على هويات 70 جثة فقط، مشيرا إلى أن اللجنة حصلت على فتوى من المفتي الصادق الغرياني وإذن من المدعي العام عبد العزيز الحسادي لإعادة فتح النعوش في حال حصول أي تطور يساعد على تحديد هوية جثث أخرى.

المصدر : وكالات