تصاعد معركة الأسرى بالداخل الفلسطيني

اسرى القدس والداخل المحررين مع أمهات عمداء الأسرى من الداخل الفلسطيني
undefined

محمد محسن وتد-أم الفحم

حركت معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسير خضر عدنان وتواصلها الأسيرة هناء شلبي الداخل الفلسطيني ليصعد من نضاله الشعبي التضامني من خلال المهرجان التكريمي لعمداء الأسرى الفلسطينيين، ماهر يونس وكريم يونس من بلدة عرعرة في أراضي 48، اللذين مضى على أسرهم ثلاثة عقود.

وأطلقت "الحركة الأسيرة" أمس السبت وبالتعاون مع التجمع الوطني الديمقراطي، مهرجانا بعنوان "ولا بد للقيد أن ينكسر"، للتضامن مع نحو خمسة ألاف أسير، منهم ثلاثمائة معتقل إداري، رهائن لدى الاحتلال دون تهم أو محاكمة، و127 أسيرا ذوي محكومات عالية، و22 أسيرا من فلسطينيي 48 ترفض إسرائيل الإفراج عنهم أو شملهم بصفقات التبادل.

ووجه عميد الأسرى كريم يونس من وراء القضبان رسالة بعثها عبر عائلته إلى الشعب الفلسطيني وقياداته طالبهم من خلالها بتصعيد النضال وتحريك ملف الأسرى والإبقاء عليه ضمن الأجندة الوطنية والدولية، والإعلان رسميا أن كافة الخيارات لتحرير الأسرى مفتوحة وشرعية.

وحرمت سلطات السجون الإسرائيلية الحاجة صبحى يونس، وهي في العقد الثامن من عمرها، من احتضان نجلها كريم منذ أن زج به في السجن قبل ثلاثين عاما، واللقاء الوحيد الذي يجمعهما شهريا لمدة 45 دقيقة من وراء جدار زجاجي عازل لتتحدث إليه عبر الهاتف، معربة عن سرورها بتحرر أسرى بصفقة الوفاء للأحرار، وهي تحلم بتحرر نجلها والاحتفاء به وهي على قيد الحياة.

‪صور لأسرى الداخل الفلسطيني ممن مرّ على أسرهم ربع قرن‬ صور لأسرى الداخل الفلسطيني ممن مرّ على أسرهم ربع قرن (الجزيرة)
‪صور لأسرى الداخل الفلسطيني ممن مرّ على أسرهم ربع قرن‬ صور لأسرى الداخل الفلسطيني ممن مرّ على أسرهم ربع قرن (الجزيرة)

معاناة مضاعفة
وقالت -في حديثها للجزيرة نت- "رغم المعاناة إلا أننا نعيش على الأمل بأن يتحرر أولادنا بأي لحظة، حيث نتسلح بالإيمان والصبر وإن كانت معاناتنا مضاعفة، فإسرائيل لا تعاقب أسرى 48 فقط بل عائلاتهم أيضا. 30 عاما نتنقل بين السجون نتحدى الظلم والذل والإهانة، لكنهم لم ينجحوا في النيل من إرادتنا وصمودنا بمعركة الحرية".

بدوره قال النائب بالكنيست جمال زحالقة إن أسرى الداخل الفلسطيني بحالة معقدة، فإسرائيل ترفض التعامل معهم كأسرى فلسطينيين وشملهم بصفقات التبادل على اعتبار أنهم مواطنون إسرائيليون، لكنها ترفض أيضا التعامل معهم كمواطنين لهم حقوق السجناء العاديين.

وأكد -للجزيرة نت- أن أسرى الداخل بحاجة لجهد مضاعف بسبب التعنت الإسرائيلي، مما يوجب السعي من خلال الحملات الشعبية لتحريك ملف الأسرى قضائيا ودوليا وبرلمانيا حتى يتم إطلاق سراحهم.

وحذر رئيس الرابطة العربية للأسرى المحررين منير منصور من تبعات القمع والتنكيل بالأسرى، وحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حياتهم، واصفا ما يتعرض له الأسرى بعد صفقة التبادل بالموت البطيء.

وأكد -للجزيرة نت- أن إسرائيل تستغل الموقف المتراخي لكافة الفصائل الفلسطينية من ملف الأسرى لتتفرد بهم "بهدف النيل من صمودهم وسحق نضالهم"، وعليه كان لزاما -وفق رأيه- إطلاق الحملة الشعبية لمناصرة قضية الأسرى "لردع إسرائيل ولتشتعل قضيتهم مجددا بالوجدان والذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني".

المصدر : الجزيرة