لبنان يشارك بالمسيرة العالمية للقدس

الواجهات الحدودية بين لبنان وفلسطين كانت مقترحة لمكان المسيرة قبل رفض الجيش.
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

تنطلق اليوم في لبنان المسيرة العالمية للقدس بعدما وضعت اللمسات الأخيرة للتحضيرات والاستعدادات الفنية واللوجستية للمشاركة في المسيرة، وسط اكتمال وصول الوفود الأجنبية المشاركة والداعمة لمسيرة القدس التي اشترط الجيش اللبناني أن تكون نقطة نهاية التجمع والاحتفاء بها في قلعة شقيف بدلا من منطقة مارون الرأس الحدودية.

وأنهت اللجنة التنسيقية العليا -التي تتألف من ممثلين لفصائل فلسطينية عدة على رأسها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وحركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والجهاد الإسلامي إلى جانب أحزاب لبنانية على رأسها حزب الله والتي ستتولى قيادة وتنسيق وتسيير تحضيرات المسيرة- استعداداتها الفنية واللوجستية للمشاركة في مسيرة القدس العالمية المقررة عقب صلاة الجمعة.

وأقرت اللجنة في اجتماعها أمس عدة قرارات على رأسها تحديد مكان التجمع النهائي للمسيرة الذي تقرر أن يكون في محيط قلعة شقيف التاريخية (خمسة كيلومترات عن الحدود مع فلسطين) بدلا عن منطقة مارون الرأس الحدودية.

وقال عضو اللجنة العليا للمسيرة والمسؤول في حركة حماس ياسر عزام للجزيرة نت إن تغيير مكان التجمع من مارون الرأس إلى قلعة شقيف جاء بالتوافق بين القوى المنظمة للمسيرة والجيش اللبناني لحقن أي قطرة دم قد تسفك برصاص الاحتلال.

وتسببت مواجهات مارون الرأس التي وقعت في مايو/أيار الماضي في ذكرى النكبة في سقوط ثمانية شهداء فلسطينيين وأكثر من مائة جريح برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وعن برنامج الانطلاق، أوضح عزام أن الحافلات ستنطلق من بيروت والمخيمات صباحا باتجاه قلعة شقيف وستبدأ الفعاليات بعد أداء صلاة الجمعة هناك. وأضاف أنه بالنسبة لشمال لبنان فقد تم الاتفاق على تنظيم مسيرة حاشدة داخل مخيم البداوي عوضا عن المشاركة في فعاليات الجنوب. 

الجيش رفض خمسة مقترحات لأماكن تجمع المسيرة (الجزيرة)
الجيش رفض خمسة مقترحات لأماكن تجمع المسيرة (الجزيرة)

التماس الحدودي
وكشف المسؤول في حماس عن وجود حالة من التذمر لدى قطاعات فلسطينية واسعة من تغيير مكان التجمع المطروح
(مارون الرأس)، بالنظر لضيق مساحة قلعة شقيف عن استيعاب آلاف المشاركين وخطورة تضاريسها المرتفعة وبعدها النسبي عن رؤية فلسطين.

وكانت مصادر في اللجنة التنسيقية للمسيرة أفادت الجزيرة نت بأن قيادة الجيش اللبناني هي من قررت أن تكون نقطة نهاية التجمع في قلعة شقيف.

وقالت المصادر إن الجيش اللبناني طلب من المنظمين تقديم خمسة مقترحات لأماكن تجمع المسيرة، فجرى اقتراح مارون الرأس أو بوابة فاطمة أو الناقورة أو ملعب بنت جبيل أو سهل الخيام، لكنها قوبلت كلها بالرفض.

وذكرت أن الجيش اشترط أن تكون الأماكن كلها شمال نهر الليطاني وليس جنوبه، وهو ما استقر عليه الحال بالنهاية لاختيار قلعة شقيف التاريخية مآلا للمسيرة.

وأوضحت المصادر أن قوات اليونيفيل هي من اعترضت ابتداء على أي فعالية تقام بالجنوب، طالبة من الجيش اللبناني أن تكون جميع الفعاليات المقررة خارج نطاق عملها (أي جنوب الليطاني) لضمان عدم تسجيل أي خروقات قد تقع أو تحسب على الجانب اللبناني.

ولفتت إلى أن رغبة الجيش واليونيفيل تطابقت مع رؤى غالبية قيادات الفصائل الفلسطينية التي فضلت البحث عن أماكن بعيدة عن التماس الحدودي حتى لا يجري الزج بالجماهير الفلسطينية المتحمسة في أحداث أو أجندات غير مجمع عليها.

لارودي قال إن قضية فلسطين ليست فقط للفلسطينيين بل لشعوب العالم الحر (الجزيرة)
لارودي قال إن قضية فلسطين ليست فقط للفلسطينيين بل لشعوب العالم الحر (الجزيرة)

يشار إلى أن مخابرات الجيش اللبناني هي من ستتولى كافة الترتيبات الأمنية والتنسيق مع القوى الشعبية والحزبية لضمان وصول المشاركين لمكان التجمع، حيث حددت الطرق والمسارب التي ستسلكها الحافلات والسيارات المتجهة لقلعة شقيف.

متضامنون أجانب
وتحتل قلعة شقيف مكانة تاريخية ونضالية كبيرة في لبنان حيث كانت أحد المعاقل الحصينة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية إبان الغزو الإسرائيلي وشهدت معارك ضارية للدفاع عنها قبل احتلالها عام 1982 بقيادة أرييل شارون.

في غضون ذلك اكتمل وصول الوفود الأجنبية المشاركة والداعمة لمسيرة القدس العالمية إلى لبنان. وبحسب اللجنة المنظمة وصلت وفود داعمة للمسيرة من كل من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وبريطانيا وكندا والنمسا وسويسرا وإندونيسيا والهند والجزائر إضافة إلى ممثلين عن طوائف يهودية رافضة ومناوئة لإسرائيل.

وقال عضو اللجنتين التنفيذية والمركزية للمسيرة الدكتور بول لارودي -وهو أكاديمي وناشط سياسي أميركي- إن مشاركته جاءت لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في أرضه التي سلبها منه الاحتلال.

ووجه لارودي عبر الجزيرة نت رسالة إلى أهل القدس وفلسطين، دعاهم فيها للصمود والثبات في أرضهم وتحمل إجراءات الاحتلال لأن النهاية يتحقق فيها دائما النصر لأصحاب الحق. 

وكشف أن هناك فعاليات تضامنية أخرى بدأت في واشنطن ضمن فعاليات المسيرة العالمية للقدس على رأسها التظاهر ورفع اللافتات المنددة بالسياسة الإسرائيلية أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

المصدر : الجزيرة