ترحيب دولي بالقرار الأممي حول سوريا

The United Nations Security Council meets as current U.N. Security Council President and British Ambassador to the U.N. Lyall Grant reads a "Presidential statement" agreed to by the Security Council, including Russia and China, on Syria that backs U.N.-Arab League envoy Kofi Annan's bid to end violence that has brought the country to the brink of civil war, at U.N headquarters in New York March 21, 2012. The statement also threatens Syria with "further steps" if it fails to comply with Annan's six-point peace proposal, which calls for a cease-fire, political dialogue between the government and opposition, and full access for aid agencies. REUTERS/Mike Segar (UNITED STATES - Tags: POLITICS)

undefined

لقي البيان الرئاسي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا الأربعاء ترحيبا دوليا، واعُتبر خطوة إيجابية في طريق الخروج من الأزمة التي دخلت عامها الثاني، وراح ضحيتها ما يزيد عن ثمانية آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة، فيما قالت مصادر في المعارضة السورية، إن فصائلها تسعى للتغلب على خلافاتها والاتفاق على إستراتيجية أكثر تجانسا خلال اجتماع دعت إليه تركيا.

ويطالب قرار مجلس الأمن سوريا بتطبيق خطة السلام التي عرضها المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وهي الخطة المكونة من ست نقاط تشمل الالتزام بالعمل مع المبعوث فيما يتعلق بالتسوية السياسية، والالتزام بوقف القتال بشكل عاجل، ووقف العنف بجميع أشكاله من جميع الأطراف.

كما تنص خطة أنان على السماح بعمل المنظمات الإنسانية وإطلاق السجناء، وضمان حرية عمل وسائل الإعلام، واحترام حق التجمع والتظاهر السلمي، وتسهيل عملية انتقالية سياسية بقيادة سورية تقود إلى نظام تعددي، عبر حوار بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة السورية.

ففي واشنطن، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقرار المجلس، وحثت الرئيس السوري بشار الأسد على "سلوك هذا الطريق" للخروج من الأزمة.

وقالت كلينتون "إنها خطوة إيجابية. الآن تحدث المجلس بصوت واحد"، وأضافت للصحفيين -عقب اجتماع مع وزير الخارجية الأفغاني- "نقول مع باقي المجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه: اسلك هذا الطريق. التزم به وإلا فستواجه مزيدا من الضغط والعزلة".

ومن جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار، وقال في بيان نشرته الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني "أرحب بقوة بدعم مجلس الأمن الكامل وبالإجماع لعمل كوفي أنان باعتباره مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كماء جاء في البيان الرئاسي".

وذكر هيج "لقد وضع كوفي أنان خطة بالنيابة عن الجامعة العربية والأمم المتحدة لوقف العنف وتأمين دخول المساعدات الإنسانية وتسهيل التحول السياسي بقيادة السوريين" في البلاد.

وأضاف المسؤول البريطاني "أدعو السلطات السورية إلى اغتنام هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء، وأن تظهر التزامها بتطبيق خطة أنان المكونة من ست نقاط، بما في ذلك السحب الفوري للجيش من المراكز السكانية وما حولها".

كما رحب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بصدور البيان الرئاسي من مجلس الأمن، وقال -في تصريح أوردته إذاعة الأمم المتحدة- "نحن سعداء للغاية لأن مجلس الأمن اختار أخيرا النظر بشكل واقعي للوضع في سوريا، وسعداء لأن لدينا عملية نتمنى أن تستمر وأن تؤدي إلى تسوية الأزمة في سوريا، وإلى بدء عملية سياسية مهمة بقيادة سورية في البلاد".

وأكد تشوركين أن "الموقف الروسي إزاء سوريا لم يتغير، لأنه يتطابق مع تفهم الوضع، والحاجة إلى إنهاء العنف بأسرع وقت ممكن، وإشراك جميع الأطراف في الحوار، والتحرك على مسار عملية سياسية بقيادة سوريا".

وفي السياق نفسه، أشادت الصين بالبيان، ووصفته بأنه خطوة إيجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، ودعت دمشق إلى "وقف العنف فورا".

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الأمم المتحدة قوله إن الصين حثت سوريا على "دعم مهمة أنان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وإبداء الإرادة السياسية، وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة".

المجلس الوطني السوري يواجه تحديات أبرزها الانشقاقات بين أعضائه (الجزيرة-أرشيف)
المجلس الوطني السوري يواجه تحديات أبرزها الانشقاقات بين أعضائه (الجزيرة-أرشيف)

اجتماع المعارضة
في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية الأربعاء إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد سيحاولون التغلب على خلافاتهم والاتفاق على إستراتيجية أكثر تجانسا في اجتماع دعت إليه تركيا وسيعقد أوائل الأسبوع المقبل.

ويلقي فشل جماعات المعارضة في الاتفاق بشأن من سيحضر اجتماعا يعقد في إسطنبول الاثنين المقبل يهدف للتنسيق بين هذه الجماعات، مزيدا من الشكوك بشأن قدرتها على تجاوز خلافاتها العميقة، مما يخيب آمال القوى الكبرى التي تبحث عن شريك يمكن الاعتماد عليه في توحيد الحركة المعارضة للأسد، وتتضمن خطة أنان إجراء حوار بين السلطات السورية والمعارضة.

ويأتي موعد عقد اجتماع المعارضة المزمع قبل مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي تستضيفه إسطنبول أيضا في الأول من أبريل/نيسان المقبل، وهو عبارة عن تحالف واسع يضم أكثر من 50 دولة، وعقد للمرة الأولى في تونس.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن لديه آمالا كبيرة بشأن مؤتمر أصدقاء سوريا، وأشار إلى أن بلاده ربما تدرس إقامة مناطق عازلة داخل سوريا لحماية اللاجئين المدنيين.

ونقلت رويترز عن مسؤول في المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم جماعات معارضة أغلبها في الخارج قوله "اقترحت تركيا مناطق آمنة لحماية المدنيين، لكنها تشعر بخيبة الأمل تجاه المعارضة، وهي تضغط عليهم لعقد هذا المؤتمر".

ويضم المجلس الوطني السوري 270 عضوا، يمثلون كل ألوان الطيف السياسي، لكن خمسة من أعضائه البارزين استقالوا، قائلين إنهم يئسوا من جعل المجلس لاعبا أكثر فاعلية، وشكلوا بمفردهم مجموعة منافسة هي مجموعة العمل الوطني السوري.

وقال العضو البارز في مجموعة العمل الوطني السوري وليد البني إنه لن يحضر اجتماع إسطنبول ما لم يعط رئيس المجلس الوطني برهان غليون قادة المعارضة الآخرين مساحة لاختيار المدعوين للاجتماع.

ومن جانبها، قالت المحامية الحقوقية والعضو في مجموعة العمل الوطني السوري كاترين التلي إنها لم تتلق الدعوة للحضور، لكن المعارض البارز نجاتي طيارة قال إنه سيحضر الاجتماع، معربا عن أمله في توحيد المعارضة.

وأضاف طيارة -الذي فر من سوريا إلى الأردن الشهر الماضي، بعد أن أفرجت عنه السلطات- إن الدعوات حتى الآن لحضور الاجتماع لا تزال شفهية، وإن المناقشات بشأن جدول أعماله مستمرة، وقال إن المزيد من المعلومات سيتضح خلال اليومين القادمين.

وفي المقابل، قال مسؤول في المجلس الوطني السوري -رفض نشر اسمه- إن المجلس يحاول تنسيق الاجتماع وإن كل المدارس الفكرية ستكون ممثلة. وأضاف أن المؤتمر لن يستبعد أحدا.

المصدر : الجزيرة + وكالات