عشرات القتلى بمعارك ضارية بالصومال

مقاتلون من الشباب المجاهدين يسيرون إلى مواقعهم في حي داينيلي بمقديشو في الخامس من هذا الشهر
 

undefined

قاسم أحمد سهل-مقديشو

قتل وأصيب العشرات في معارك ضارية دارت السبت بين قوات حكومية تساندها قوات إثيوبية وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في منطقة يوركود بجنوب غرب الصومال. ووصفت المعارك التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات بالأعنف منذ توغل القوات الإثيوبية في المناطق الجنوبية الشهر الماضي استجابة لطلب من الحكومة الانتقالية الصومالية.

وتضاربت الأنباء بخصوص عدد القتلى الذين سقطوا خلال المعارك، فبينما أكدت مصادر للجزيرة نت أن العدد بلغ 50، ذكرت تقارير إعلامية صومالية أن هناك مخاوف من وصول العدد إلى مائة، في حين قال الشهود للجزيرة نت إن الضحايا هم من الطرفين.

وفي تفاصيل الهجوم، ذكر شهود عيان من سكان منطقة يوركود بمحافظة جيدو للجزيرة نت أن المعارك اندلعت بعد أن شن مقاتلو الشباب المجاهدين في وقت مبكر من صباح السبت هجوما مباغتا من اتجاهات مختلفة على مواقع للقوات الحكومية والإثيوبية في ضواحي يوركود القريبة أيضا من مدينة لوق، التي أكد سكانها أنهم سمعوا دوي المدافع وأصوات طلقات النيران المتبادلة.

وفي الرواية الحكومية، أكد الضابط دياد عبدي كليل للصحافة المحلية أنهم صدوا صباح السبت هجوما شنه مقاتلو الشباب على مواقع القوات الحكومية والإثيوبية، وقال إن الهجوم بدأ في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، مشيرا إلى أن المعارك -التي وصفها بالشديدة جدا- دارت بين الطرفين واستمرت حتى التاسعة والنصف صباحا.

وأضاف دياد عبدي أنهم ألحقوا خسائر كبيرة في الأرواح في صفوف مقاتلي الشباب المجاهدين، وذكر أنهم شاهدوا بعد انتهاء المعارك 86 جثة من الشباب، وأن الخسائر من جانب القوات الحكومية تقتصر على إصابات لحقت بعدد من الجنود.

عملية ناجحة
وفي المقابل أكد المتحدث العسكري باسم الشباب المجاهدين الشيخ عبد العزيز أبو مصعب للجزيرة نت أن مقاتلي الشباب نفذوا عملية عسكرية وصفها بالناجحة صباح السبت في منطقة يوركود، وأنهم هاجموا مواقع للقوات الإثيوبية "الصليبية" وألحقوا بها هزيمة.

جنديان من القوات الحكومية في خندق بمحافظة جيدو
جنديان من القوات الحكومية في خندق بمحافظة جيدو

وبدأت المعارك -وفق المتحدث- في ضواحي يوركود وانتشرت داخلها بعد تراجع القوات الحكومية والإثيوبية إليها مما أدى إلى سقوط المنطقة بالكامل تحت سيطرة مقاتلي الشباب، وأكد أنهم قتلوا 73 جنديا إثيوبيا وجرحوا أكثر من مائة آخرين في المعارك، إضافة إلى أسر جنديين إثيوبيين، إصابة أحدهما خطيرة.

كما أكد مسؤول الشباب المجاهدين أنهم دمروا أيضا عربات عدة تابعة للقوات الإثيوبية واستولوا على أكثر من مائة قطعة من الأسلحة الخفيفة والأسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ وأسلحة القناصة، مؤكدا "استشهاد خمسة من المجاهدين وإصابة 15 آخرين بجروح".

أما حاكم إقليم باي في الصومال عبد الفتاح محمد إبراهيم جيسي فأكد لوكالة رويترز أن 130 من مقاتلي الشباب قتلوا مع خسائر محدودة للغاية في صفوف القوات الإثيوبية. وقال سكان في يوركود لنفس الوكالة إن عشرات الجثث من الجانبين تناثرت في الشوارع، وإن القوات الإثيوبية ظلت مسيطرة على البلدة بعد انتهاء القتال العنيف.

هجمات متكررة
يذكر أن القوات الإثيوبية سيطرت خلال الشهرين الماضيين على مناطق من وسط وجنوب الصومال من بينها مدينة بلدوين وبيداوا اللتان كانتا من المعاقل الرئيسية للشباب المجاهدين، غير أن هذه القوات تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات مباشرة وأخرى تفجيرية وكمائن من قبل مقاتلي الشباب.

وتأتي هذه المعارك بعد يوم واحد من إعلان الاتحاد الأفريقي أن قوات له من أوغندا وبوروندي وجيبوتي سيتم استبدالها بالقوات الإثيوبية الموجودة حاليا في مدينة بلدوين بوسط الصومال وبيداوا بالجنوب في نهاية شهر أبريل/نيسان القادم.

المصدر : الجزيرة + وكالات