تحركات دولية بعد فيتو روسيا والصين

German Chancellor Angela Merkel and French President Nicolas Sarkozy arrive for a press conference following a meeting at the Chancellery in Berlin on January 9, 2012. Nicolas Sarkozy called for a new European pact enforcing tighter budgetary discipline to be signed by member states on March 1. AFP PHOTO / ODD ANDERSEN

ساركوزي وميركل سيبحثان اليوم الرد الأوروبي بعد الفيتو المزدوج (الفرنسية-أرشيف)

أكدت القوى الغربية عزمها تكثيف جهودها وعلى صعد عدة لوقف ما سمته حمام الدم في سوريا بعد فشل مجلس الأمن في تمرير قرار عربي غربي يتعلق بالأزمة السورية بفعل فيتو روسي صيني مزدوج.

وفي هذا السياق كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عزم بلاده حشد جميع الأطراف المعارضة للأحداث في سوريا، ودراسة فرض عقوبات جديدة على دمشق.

وأكد جوبيه في تصريحات تلفزيونية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيتخذ مبادرات في غضون الأيام القليلة القادمة لمحاولة حشد كل شخص يعتقد أن الوضع في سوريا غير مقبول، ووصف الوضع بالـ"فضيحة"، وأضاف "سنجمع كل الدول التي تريد الانضمام إلينا لوضع سوريا تحت أشد ضغط ممكن".

ومضى جوبيه يقول "سنساعد أولا المعارضة السورية على هيكلة نفسها، وتشديد العقوبات الأوروبية على النظام السوري وزيادة الضغط الدولي، وعند نقطة ما ستدرك دمشق أنها أصبحت منعزلة تماما ولا تستطيع الاستمرار".

وفيما يتعلق بدعوة رئيس البرلمان العربي الدول لطرد السفراء السوريين، قال جوبيه إنه يتعين دراسة هذا الأمر مع "جميع شركائنا، ولكن يتعين تقدير العواقب لأن سفيرنا يؤدي دورا إنسانيا في اتصالاته مع السكان، ولهذا يتعين علينا أن نفكر فيمن سيلحق به الضرر الأكبر جراء ذلك".

وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه قد وصف في وقت سابق الوضع في سوريا بأنه "مأساوي تماما"، وأضاف "نشعر أننا في حرب أهلية فعلية، نحن الأوروبيين علينا واجب من خلال المقترحات الفرنسية أن نبين أننا لن نقبل هذا النظام، تستطيع روسيا أن تقاوم لمدة 15 يوما أو شهرين ولكن ليس لأجل غير مسمى".

تصريحات الوزيرين تأتي بعد دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتشكيل مجموعة أصدقاء سوريا من أجل التوصل لحل للأزمة هناك.

undefinedومن المقرر أن يبحث ساركوزي في وقت لاحق اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العنف في سوريا، وكيفية رد أوروبا على التطورات هناك خاصة بعد الفيتو المزدوج.

وفي سياق الضغط على دمشق، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لضرورة زيادة الضغط الدبلوماسي على النظام السوري، وتشكيل حكومة تمثل كل الشعب السوري.

ووصفت كلينتون استخدام روسيا والصين الفيتو بمهزلة، وحذرت من حرب أهلية وحشية في سوريا في حالة الفشل في نقل السلطة.

وبدوره دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء بسوريا، وإلى اضطلاع تركيا بدور رئيسي في تشكيل تلك المجموعة.

في حين انتقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الفيتو الروسي الصيني، معتبرا أن "منطق الحرب الباردة يتواصل". وأوضح أوغلو أن تصويت روسيا والصين لم يستند إلى الوقائع القائمة بقدر استناده إلى موقفهما المناهض للغرب.

واعتبر وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية أن عدم القدرة على تمرير القرار يسمح لسوريا بمواصلة قتل المتظاهرين بشكل فعال، وأضاف "هذا تماما ما نخشاه.. إشارة إلى الأسد إلى أن هناك رخصة للقتل".

روسيا أكدت سعيها لحل سلمي للأزمة بسوريا (الجزيرة)
روسيا أكدت سعيها لحل سلمي للأزمة بسوريا (الجزيرة)

موسكو تبرر
وبررت موسكو استخدامها الفيتو بكون "مشروع القرار لم يكن متوازنا"، وحثت في بيان خاص على ضرورة السعي لإطلاق حوار وطني في سوريا يشمل كافة أطراف النزاع ووضع حد للعنف من قبل جميع أطراف الأزمة في هذا البلد.

في هذه الأثناء أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مواصلة الجامعة جهودها لمعالجة الأزمة السورية وبحث تطوراتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر يوم 11 فبراير/شباط الجاري، وقال إن الفيتو الروسي الصيني لا يلغي حقيقة أن هناك تأييدا دوليا واضحا لقرارات الجامعة العربية.

المصدر : الجزيرة + وكالات