تمهيد لنقل مبارك إلى سجن طرة

Ousted Egyptian president Hosni Mubarak is wheeled on a stretcher into court for his murder trial in Cairo on January 5, 2012.

 مبارك آثر الصمت وحضور محاكمته محمولا على سرير طبي (الفرنسية)

أعلن في مصر اليوم عن الإعداد لنقل الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى مستشفى سجن مزرعة طرة للمرة الأولى منذ بدء محاكمته، إضافة إلى توزيع خمسين مسؤولا سابقا في نظامه موجودين بالسجن نفسه على خمسة سجون أخرى، تلبية لمطالب المحتجين وقوى سياسية بمصر للتخفيف من الاحتجاجات والاحتقان الأمني.


وصرح وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، خلال اجتماعه اليوم  في مقر وزارة الداخلية بالقاهرة ببعض أعضاء مجلس الشعب ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، بأنه سيتم تجديد مستشفى سجن مزرعة طرة في وقت قياسي.


وبينما لم يعلن الوزير صراحة أن الغرض من ذلك هو الاستعداد لنقل مبارك (83 عاما) من المركز الطبي العالمي شرق القاهرة إليه، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين مصريين -رفضوا ذكر أسمائهم- القول إنه سيتم نقل مبارك قريبا إلى مستشفى سجن مزرعة طرة لكنهم لم يحددوا موعدا لذلك.


كما نقلت الوكالة عن المسؤولين قولهم إن نحو خمسين مسؤولا سابقا في نظام مبارك مسجونين حاليا في سجن طرة سيتم توزيعهم على خمسة سجون أخرى في القاهرة.


وقد استؤنفت اليوم الأحد محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في قضية إهدار المال العام وقتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير العام الماضي.

يذكر أن مبارك أمضى فترة في مستشفى شرم الشيخ قبل أن يتم نقله إلى المركز الطبي العالمي، حيث يتم نقله من هناك بطائرة مروحية لمثوله أمام المحكمة.

متظاهرون مصريون يطالبون بإعدام مبارك(الأوروبية-أرشيف)
متظاهرون مصريون يطالبون بإعدام مبارك(الأوروبية-أرشيف)

 تجدد الاشتباك
في غضون ذلك تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في شارع محمد محمود وسط القاهرة، بعد أن ساد هدوء حذر محيط الوزارة إثر تدخل الجيش في اليوم الرابع من الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة.

وشهد شارع منصور هدوءا تاما بعد قيام قوات الجيش بوضع كتل إسمنتية في منتصفه للفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين.


وفي شارع نوبار وقعت أمس اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن، امتدت إلى تحطيم أحد المراكز التجارية الموجودة بالشارع واحتراق بعض المحلات.


ويسود الهدوء ميدان التحرير حيث حركة المرور طبيعية، والباعة الجائلون يتحركون بشكل معتاد، في حين تجمع عدد كبير من المتظاهرين والمعتصمين في بداية شارع محمد محمود من ناحية الميدان.


وفي وقت سابق صباح اليوم واصل محتجون يطالبون الجيش بتسليم السلطة وتقديم موعد انتخابات الرئاسة رشق قوات الأمن التي تحرس وزارة الداخلية بالحجارة اليوم الأحد، لكن قنابل الغاز المدمع أجبرتهم على التراجع.


وتبادلت الشرطة والمحتجون الذين كان بعضهم يلوح بأعلام فريق الأهلي الذي كان طرفا في مباراة الأربعاء، الرشق بالحجارة وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المدمع لإبعاد المحتجين -وأغلبهم شبان- عن مبنى وزارة الداخلية.

هدوء حذر بمنطقة مقر وزارة الداخلية المصرية
هدوء حذر بمنطقة مقر وزارة الداخلية المصرية

احتجاجات
ويعد الأحد اليوم الرابع لاشتباكات خارج الوزارة قتل فيها سبعة أشخاص.

ويتهم المحتجون الوزارة بالتقاعس عن منع سقوط 74 قتيلا بعد مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد، وقتل خمسة أشخاص آخرين في السويس.


وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت السبت عن 12 حالة وفاة جراء الاشتباكات مع رجال الأمن بمحيط وزارة الداخلية.

كما أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي المصابين في اشتباكات محيط وزارة الداخلية منذ وقوعها بلغ 2532 حالة.


من جانبها أعلنت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، التي تضم نحو 32 منظمة حقوقية، اليوم الأحد أن النيابة العامة قررت حبس 53 متهما مصريا اعتقلتهم الشرطة على خلفية الاشتباكات في محيط وزارة الداخلية المصرية، في حين قررت إخلاء سبيل ثلاثة متهمين.


حرائق
وأضرم مجهولون النار في مبنى تابع لمصلحة الضرائب وسط القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، ولم يتضح بعد من يقف وراء الهجوم الذي بث التلفزيون الرسمي لقطات منه بعد منتصف الليل، في حين ألقت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية باللائمة على مجهولين.


وقام مجهولون في وقت مبكر من صباح اليوم أيضا بتفجير خط الغاز المصري المؤدي لإسرائيل والأردن الذي يوفر الغاز أيضا لمصانع الإسمنت والأسواق المحلية في سيناء.


ووقع الانفجار في منطقة المساعيد غرب العريش مما أدى إلى ارتفاع ألسنة اللهب إلى نحو 40 مترا فوق الأرض، حيث شوهدت النيران من مسافة 20 كيلومترا تقريبا، بحسب ما أفاد به شهود عيان.

وتزامن الانفجار مع الإعلان أمس السبت عن وفاة محمد عيد التيهى المحبوس احتياطيا على ذمة تحقيقات متعلقة باتهامات منها تفجير خط الغاز.

المصدر : الجزيرة + وكالات