إضراب في قطاع التعليم بموريتانيا

من نشاطات سابقة لحركة 25.
undefined

أمين محمد-نواكشوط

بدأ أساتذة التعليم الثانوي في موريتانيا أمس الأحد إضرابا عن التدريس يستمر لمدة شهر، بدعوة من النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي المقربة من التيار الإسلامي.

وتضاربت المعلومات والأنباء بشأن مستوى نجاح هذا الإضراب الذي يعتبر أول إضراب عن التدريس تخوضه النقابة خلال العام الجاري، والذي يأتي في أجواء الاحتجاجات التي تشهدها موريتانيا حاليا إحياء للذكرى الأولى لاحتجاجات 25 فبراير/شباط العام الماضي.

وقال الأمين العام لنقابة التعليم الثانوي محمدن ولد الرباني إن نسبة نجاح الإضراب في اليوم الأول من تنفيذه زادت على 70% من الأساتذة الرسميين دون المتعاونين (غير المكتتبين رسميا) الذين تلجأ إليهم الإدارة في مثل هذه الظروف لسد الفراغ والتعويض عن الأساتذة المتغيبين.

وجاء دخول نقابة التعليم في إضراب عن التدريس بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والبيانات والعرائض المطلبية، وحتى اللقاءات مع مسؤولي التعليم في البلاد، وهي التحركات التي تقول النقابة إنها لم تحقق أي هدف، ولم تمكن من الوصول إلى حل مُرض بشأن مطالب الأساتذة.

مطالب المضربين
ويقول ولد الرباني للجزيرة نت إن مطالب الأساتذة كثيرة ومتنوعة، ولكنها تتركز في الوقت الحالي على المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والتربوية للمدرسين، وتحديدا تلح على مطلبين أساسيين هما زيادة الأجور، ومراجعة ما يسمى نظام الأسلاك التعليمية، ويعني نظام الأسلاك المواقع والرتب التي تحدد منح وعلاوات وامتيازات المدرسين.

ويضيف أن "النجاح الكبير للإضراب يمثل صفعة قوية للإدارة ولوزارة التعليم التي بذلت جهودا مضنية، ومارست ضغوطا غير مسبوقة على الأساتذة من أجل عدم الاستجابة للإضراب، بما في ذلك التهديد بالتحويل إلى الأماكن النائية، وتعليق الراتب، وغير ذلك من أساليب الضغوط التي لم تثن الأساتذة عن ممارسة حقهم في الإضراب والانخراط فيه بقوة".

وأكد ولد الرباني أن نقابته مع إصرارها على الاستمرار في إضرابها وممارسة حقها كاملا غير منقوص في استكمال فترة الإضراب المعلنة (شهر)، فإنها مع ذلك تبقى منفتحة على أي حوار جاد ومسؤول مع الجهات المعنية بالتعليم، شريطة ألا يكون الحوار من أجل تضييع الوقت، أو لامتصاص غضب الأساتذة وإفشال إضرابهم.

"إضراب فاشل"
وعلى النقيض من تصريحات النقابة الداعية إلى الإضراب، أكدت وزارة التعليم الموريتانية أن "الإضراب كان فاشلا، وأن الأساتذة رفضوا رفضا قاطعا الانخراط فيه".

وقال مدير التعليم الثانوي با جاجي للجزيرة نت إن نسبة حضور الأساتذة فاقت 81% في عموم التراب الوطني، مما يعني أن مجموع المتغيبين لم يصل إلى 20% على اختلاف أعذارهم ومبرراتهم.

وقال إن أضعف نسبة حضور تم تسجيلها اليوم كانت على مستوى العاصمة الاقتصادية للبلاد مدينة نواذيبو، حيث لم تتجاوز نسبة الحضور 37%، مما يعني -بحسبه- أن التصريحات التي قدمتها النقابة "محض كذب وافتراء".

ويأتي إضراب الأساتذة ضمن حراك تعيشه مؤسسات التعليم الموريتانية، حيث تخوض نقابات طلابية من جهتها إضرابا عن الدراسة للضغط من أجل الاستجابة لعرائض مطلبية تقدمت بها هذه النقابات منذ فترة.

المصدر : الجزيرة