قصف عنيف لمناطق عدة بسوريا

قال نشطاء سوريون إن القصف تجدد صباح اليوم على حي بابا عمرو في حمص، كما تتعرض بلدة حلفاية في محافظة حماة لقصف مماثل. يأتي ذلك بعد مقتل 109 أشخاص أمس بنيران الجيش النظامي والأمن بينهم ست نساء وعشرة أطفال.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن حي بابا عمرو تعرض طوال الساعات الماضية للقصف براجمات الصواريخ مع تحليق للطيران الحربي فوق مدينة حمص.

كما أظهرت صور بثت على مواقع الثورة السورية على الإنترنت خروج مظاهرة مسائية في حي البياضة في مدينة حمص. وردد المتظاهرون عبارات تأييد وتضامن مع أهالي حي بابا عمرو الذين يتعرضون لقصف الجيش السوري. كما طالبوا برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وجميع أعوانه فورا عن السلطة.

وقد بث التلفزيون السوري صورا لما قال إنها فرق تابعة للهلال الأحمر السوري وهي تقوم بإجلاء جرحى من حي بابا عمرو بحمص.

وأضاف التلفزيون السوري أن الجرحى نقلوا بواسطة طواقم الهلال الأحمر السوري من حي بابا عمرو ويتلقون العلاجات الضرورية في مستشفيات مختلفة بحمص.

وعن أحدث التطورات في مدينة حمص، تحدث الناشط السياسي أبو محمد للجزيرة قائلا إن حي بابا عمرو يعيش حالة مأساوية وقد تعرض صباح اليوم لقصف عنيف من جميع الاتجاهات، ولوحظ وجود انتشار كثيف للقناصة على أسطح المباني.

وأشار إلى وجود أكثر من ألفي مصاب بحاجة للإخلاء بأسرع وقت ممكن، وإلى وجود أربع سيارات إسعاف فقط وهي بالتأكيد لا تكفي لإخلاء هذا العدد الكبير من الجرحى، كما لفت إلى عدم وجود ثقة في الجهات الحكومية خشية أن يتم نقل الجرحى إلى مستشفيات حكومية وتصفيتهم هناك كما حدث لبعض الجرحى سابقا.

‪صورة بثها ناشطون تظهر مبان تضررت جراء القصف على حي بابا عمرو‬ 
صورة بثها ناشطون تظهر مبان تضررت جراء القصف على حي بابا عمرو (الفرنسية)
‪صورة بثها ناشطون تظهر مبان تضررت جراء القصف على حي بابا عمرو‬
صورة بثها ناشطون تظهر مبان تضررت جراء القصف على حي بابا عمرو (الفرنسية)

الوضع بحماة
وبالتزامن مع القصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو، تجدد القصف العنيف صباح اليوم على بلدة حلفاية بمحافظة حماة.

وكانت انفجارات عدة قد سمعت مساء أمس في معظم أنحاء مدينة حماة أبرزها من الجهة الجنوبية الغربية مع إطلاق نار من حواجز الأمن والجيش السوري المنتشرة بالمدينة.

وعن الوضع في حماة تحدث عضو الهيئة العامة للثورة السورية جهاد الحموي للجزيرة قائلا إن قصف الجيش السوري لبلدة حلفاية تسبب في هدم العديد من المنازل مما اضطر سكانها للانتقال إلى أحياء مجاورة، مشيرا إلى أن البلدة باتت منكوبة وبحاجة لتدخل المنظمات الإنسانية لإغاثتها.

وتحدث الحموي أيضا عن سقوط ثمانية قتلى أمس والعديد من الجرحى بينهم خمسة أطفال مع توقعات بارتفاع عدد القتلى بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له البلدة.

كما تجدد صباح اليوم القصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري النظامي على كل من بلدة آفس ومدينة سراقب وخان شيخون في محافظة إدلب.

وأظهرت الصور على مواقع الثورة السورية على الإنترنت جثث ثمانية أشخاص بينهم أطفال وطبيب في آفس. ويقول الناشطون إنهم قُتلوا بعد اعتقالهم في وقت سابق من قبل الأمن السوري.

وأظهرت صور بثت على مواقع الثورة السورية على الإنترنت تعرّض مدينة سراقب في محافظة إدلب لقصف عنيف بالدبابات. وتظهر الصور رتلا من الدبابات والآليات العسكرية التابعة للجيش النظامي في أحد شوارع المدينة وهي تقصف عشوائيا يوم أمس ما قال الناشطون إنها بيوت سكنية.

من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن شخصين قُتلا وأصيب ثمانية عشر آخرون برصاص الأمن السوري أثناء تفريق مظاهرة معارضة للنظام السوري في حي غويران في مدينة الحسكة مساء أمس الأحد.

وانطلقت المظاهرة المسائية للمطالبة برحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمة المسؤولين عن إراقة دماء المدنيين، حسب صور بثها ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت.

وشنت قوات الأمن اليوم حملة دهم في حي الفيض في جبلة قرب اللاذقية.

قتلى أمس
وكان 109 أشخاص قتلوا أمس بنيران الجيش النظامي والأمن 44 منهم بحمص و22 بحماة و17 بدرعا و14 بإدلب و12 بحلب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأضافت الشبكة أن الأمن ارتكب "مجزرة" في بلدة علما بمحافظة درعا حيث سقط أكثر من 13 قتيلا و24 جريحا بسبب القصف المدفعي العنيف والعشوائي عليها، مؤكدة أن قوات الأمن خطفت بعض الجثث.

من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الأمن أعدمت ثمانية أشخاص اعتقلوا في قرية آفس بإدلب خلال الحملة التي يشنها جيش النظام السوري على القرية وحرق العديد من المنازل.

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 16 من عناصر الأمن والجيش قتلوا إثر اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في قرى الجانودية وآفس والمسطومة بريف إدلب وأعزاز بمحافظة حلب وقرب بلدة تلبيسة.

كما اعتقلت قوات الأمن ثلاث نساء وهن زوجات لناشطين في الحراك الثوري في مدينة إنخل بمحافظة درعا وذلك بهدف الضغط عليهم لتسليم أنفسهم.

فشل الصليب الأحمر
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر صالح دباكة في دمشق فشل المفاوضات التي أجرتها اللجنة السبت مع السلطات والجيش الحر لإجلاء الجرحى والمرضى من حيّ بابا عمرو بحمص.

وأكد دباكة أن المفاوضات التي أجراها الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري مع السلطات السورية والمجموعات المعارضة في حمص لم تسفر عن نتائج ملموسة.

وأضاف المتحدث "للأسف لن نقوم بإجلاء عاجل اليوم"، موضحا أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر "يواصلان التفاوض مع السلطات والمعارضة سعيا للدخول إلى بابا عمرو والقيام بعملية إجلاء".

ونجح الهلال الأحمر والصليب الأحمر الجمعة لأول مرة في إجلاء سبعة جرحى وعشرين امرأة وطفلا مرضى من بابا عمرو الذي يتعرض للقصف منذ ثلاثة أسابيع.

ولكن لم يتم إجلاء جثماني الصحفيَين ماري كولفن وريمي أوشليك اللذين قتلا الأربعاء في القصف على الحي، ولا الصحفيَين الجريحين الفرنسية أديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي اللذين أصيبا في اليوم نفسه.

المصدر : الجزيرة + وكالات