دمشق تنتقد المعارضة وواشنطن ضد التدخل

انطلاق الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا
undefined
اعترفت وزارة الداخلية السورية -بشكل غير مباشر- بأن الأوضاع الأمنية عاقت عملية التصويت على الدستور الجديد للبلاد، وقالت إن الاستفتاء يجري بطريقة طبيعية في معظم المحافظات باستثناء بعض المناطق، فيما حذرت وزيرة الخارجية الأميركية من أي تدخل أجنبي في سوريا، مؤكدة أنه قد يؤدي إلى حرب أهلية.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء السوري عادل سفر -ردا على دعوات المعارضة لمقاطعة التصويت على الاستفتاء- "إن هذا يوضح عدم الرغبة في الحوار". وأضاف للصحفيين في دمشق أن "هناك بعض الفئات لا ترغب في الإصلاح وتريد النيل من سوريا ومن صمودها، نحن لا نهتم لهذه، ما يهمنا نحن هو أن نهتم بشعبنا".

واعتبر سفر أنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الإصلاح "فيجب أن يكون هناك تحرك من كل المجموعات -خاصة المعارضة- للبدء في حوار على الفور مع الحكومة لتحقيق الإصلاحات وتنفيذها على أرض الواقع".

وفي المقابل، تساءل الناشط وليد فارس في حي الخالدية بحمص "ما الذي يمكن أن نصوت من أجله إذا كنا سنموت بالقصف أو بالرصاص؟، هذا هو الخيار الوحيد أمامنا".

وأضاف "نحن محاصرون في منازلنا منذ 23 يوما، لا نستطيع الخروج إلى الشوارع باستثناء بعض الأزقة. الأسواق والمدارس والأبنية الحكومية مغلقة والحركة قليلة في الشوارع بسبب انتشار القناصة".

سيحذف الدستور الجديد -في حالة إقراره- مادة تجعل حزب البعث الحاكم قائد الدولة والمجتمع، وسيسمح بالتعددية السياسية، وسيقصر الفترات الرئاسية على فترتيْ ولاية مدة كل منها سبع سنوات

وتابع أن حي بابا عمرو المحاصر هو الآخر يعاني من عدم وجود طعام أو ماء منذ ثلاثة أيام، فضلا عن انقطاع الكهرباء لمدة 18 ساعة في اليوم".

وفي مدينة حماة -التي لها سجل من المقاومة الدموية لحكم البعث- قال أحد الناشطين إن أحدا لم يشارك في الاستفتاء، وأضاف -لرويترز عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، طالبا عدم نشر اسمه- "لن نصوت على دستور صاغه قاتلنا".

وسيحذف الدستور الجديد -في حالة إقراره- مادة تجعل حزب البعث الحاكم قائد الدولة والمجتمع، وسيسمح بالتعددية السياسية، وسيقصر الفترات الرئاسية على فترتيْ ولاية مدة كل منها سبع سنوات.

لكن هذه القيود لن تطبق بأثر رجعي، وهو ما يعني الآن أن بشار الأسد الموجود في السلطة بالفعل منذ 11 عاما قد يتولى السلطة لفترتين تاليتين بعد انتهاء ولايته الحالية في 2014.

وهذا هو ثالث استفتاء تجريه سوريا منذ آلت لبشار الأسد السلطة عن والده الراحل، فقد نصبه الاستفتاء الأول رئيسا عام 2000 بنسبة موافقة رسمية بلغت 97.29%، أما الثاني فقد جدد فترة رئاسته سبع سنوات في وقت لاحق بنسبة موافقة بلغت 97.62%.

وتقول الحكومة السورية المدعومة من روسيا والصين وإيران إنها تقاتل "جماعات إرهابية مسلحة مدعومة من الخارج".

ومن جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده "تتعرّض لهجمة إعلامية"، مشيراً إلى أن "مهاجمي سوريا يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء".

ولفت الأسد -خلال مشاركته هو وعقيلته في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد- إلى أن "الهجمة التي تتعرض لها سوريا هي هجمة إعلامية".

‪كلينتون حذرت من أن أي تدخل أجنبي قد يعجل بنشوب حرب أهلية‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪كلينتون حذرت من أن أي تدخل أجنبي قد يعجل بنشوب حرب أهلية‬ (الفرنسية-أرشيف)

حرب أهلية
من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأحد من مخاطر أي تدخل خارجي في سوريا، مؤكدة أنه قد يعجل بنشوب حرب أهلية.

وقالت كلينتون -في تصريحات تليفزيونية- "لدينا مجموعة خطيرة جدا من العوامل في المنطقة. القاعدة و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس، وأولئك الذين على قائمتنا للإرهاب الذين يدعون أنهم يدعمون المعارضة. الكثير من السوريين يشعرون بالقلق بشأن ما قد يحدث لاحقا".

وتابعت "إذا جلبت أسلحة آلية -والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود- فما الذي ستفعله تلك الأسلحة أمام الدبابات والأسلحة الثقيلة. هناك مجموعة من العوامل الأكثر تعقيدا".

وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أن الاستفتاء على دستور جديد في سوريا "مهزلة ليس إلا".

وأضاف في بيان أن "الأصوات الزائفة لا يمكن أن تساهم في حل الأزمة. الأسد يحتاج إلى وضع نهاية للعنف وتمهيد الطريق أمام انتقال سياسي".

المصدر : وكالات