الرئيس الفرنسي يزور الجزائر

Caption:French deputy and former head of the French Socialist party Francois Hollande (R) and former Algerian President Ahmed Ben Bella (1962-1965) are pictured prior to their meeting on December 8, 2010 in Algiers. Hollande pays a three-day visit to Algeria.
undefined

يشرع رئيس فرنسا فرانسوا هولاند اليوم الأربعاء في زيارة رسمية إلى الجزائر بهدف توطيد العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات، ومحاولة التوصل إلى "معاهدة صداقة وتعاون"، حسب ما أعلنه رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال.  

ويرافق هولاند في الزيارة التي تستمر يومين، وفد هو الأكبر الذي يغادر معه إلى الخارج منذ توليه رئاسة فرنسا في مايو/أيار الماضي، ويضم نحو مائتي شخص بينهم تسعة وزراء و12 مسؤولا سياسيا وأربعون رجل أعمال وكتاب وفنانون وقرابة مائة صحفي.

وقال الناطق الدبلوماسي باسم قصر الإليزيه رومان نادال إن الوفد الكبير الذي يصاحب هولاند إلى الجزائر "يدل على الأهمية السياسية، لكن أيضا يدل على الرمزية والاقتصادية التي يوليها رئيس الجمهورية لهذه الزيارة".

وأضاف أن "الزيارة تتوافق أيضا مع رغبة الجزائريين في تأمين تجدد العلاقة" بين البلدين.

أما في الجزائر فأكد رئيس الوزراء عبد المالك سلال أن بلاده تأمل بناء علاقة مع فرنسا تمهد لمستقبل خال من "المفاهيم البالية"، وقال في مقابلة تلفزيونية قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي، "إن الجزائر تنتظر من هذه الزيارة فتح فصل جديد في العلاقات بين البلدين مبنية على الصداقة والتعاون".

وأكد سلال إرادة الجزائر التوصل مع فرنسا إلى "معاهدة صداقة وتعاون" من شأنها أن تبني المستقبل بين البلدين، مشيرا إلى أن البلدين سيوقعان سبعة إلى ثمانية اتفاقات تطال عدة قطاعات بينها الدفاع والصناعة والزراعة والثقافة والتعليم والتدريب.

اعتذار فرنسا
ولم يتطرق المسؤول الجزائري إلى مسألة اعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية أثناء احتلالها الجزائر، واكتفى بالقول إن "البلدين في مرحلة تاريخية، فنحن مستعدون لفتح فصل جديد.. إننا لا نستطيع نسيان ماضينا، وكل الجزائريين يفتخرون بماضيهم وبحربهم التحريرية الوطنية.. لكن الأهم الآن هو بناء المستقبل".

وكان بيان صدر في وقت سابق بالجزائر عن 14 حزبا ومنظمة قد اعتبر أن زيارة هولاند "لا معنى لها في ظل الظروف القائمة، كما أن الحديث عن علاقات متميزة بين الجزائر وفرنسا يظل عديم الجدوى ولا قيمة له إلا باعتراف فرنسا بجرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري والتعويض عنها".

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قال في مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن الجزائر تريد "علاقة قوية وحيوية مع فرنسا". 

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية يعتزم هولاند -الذي يعرف جيدا الجزائر حيث أمضى فترة تدريب حين كان بمعهد الإدارة العليا عام 1978- خلال زيارته التطرق في خطاب له أمام مجلسي البرلمان الجزائري، إلى ماضي العلاقات بين البلدين.  

وكان هولاند قام بأولى خطواته بهذا المجال في الخريف حين اعترف "بالقمع الدموي" الذي قامت به الشرطة الفرنسية لمظاهرة 17 أكثوبر/تشرين الأول 1961 والذي أوقع عشرات القتلى بالعاصمة الفرنسية باريس في صفوف المتظاهرين الجزائريين. وقال إن "التاريخ يجب أن يستخدم لبناء المستقبل وليس لوقفه".

ومن جهة أخرى يبحث هولاند مع المسؤولين الجزائريين قضايا دولية ذات اهتمام مشترك على رأسها ملف شمال مالي، حيث ترغب باريس في الحصول على دعم الجزائر لتدخل دولي في هذا البلد.

يذكر أنه في العام 2005 أجاز البرلمان الفرنسي قانونا يمجد الاستعمار، وصفه الرئيس الجزائري بأنه يدل على "نزعة إلى الإنكار والرجعية"، ثم جاء الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى السلطة ووصف الاستعمار بأنه "حلم حضاري"، وظل يكرر أن فرنسا لا يمكنها الاعتذار عن ماضيها الذي "يجب تركه للباحثين"، مما أدى إلى فتور العلاقة بين الجزائر وباريس. 

المصدر : الجزيرة + وكالات