روسيا تتمسك بموقفها من سوريا

Syria's President Bashar al-Assad (L) meets Russian Deputy Foreign Minister Mikhail Bogdanov in Damascus August 29, 2011, in this handout photograph released by Syria's national news agency SANA.
undefined

 
قالت روسيا الحليف الأهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الجمعة إنها لن تغير أبدا موقفها مما يجري في سوريا, نافية تصريحات نُسبت لأحد مسؤوليها عن احتمال قرب انهيار نظام الأسد وانتصار الثوار, في حين قال قادة أوروبيون إنه يبحثون كل الخيارات للتعجيل برحيل ذلك النظام.

وكانت قناة روسيا اليوم نقلت أمس عن ميخائيل باغدانوف نائب وزير الخارجية قوله في كلمة ألقاها أمام الغرفة الاجتماعية إنه "يجب النظر إلى الوقائع، النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر".

وسارعت واشنطن وعواصم غربية أخرى إلى الترحيب بذلك التصريح, ورأت فيه علامة على تغيّر في موقف موسكو التي استخدمت بالعشرين شهرا الماضية حق النقض (فيتو) ثلاث مرات لإحباط مشاريع قرارات بمجلس الأمن تدين نظام الأسد وتهدده بعقوبات.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس "نريد من روسيا أن تقر أخيرا بأن أيام النظام السوري باتت معدودة".

لا تغيير
بيد أن الخارجية الروسية نفت اليوم دقة التصريح المنسوب لبوغدانوف. وقال المتحدث باسمها ألكسندر لوكاشيفيتش إن بوغدانوف كان ينقل باجتماع الغرفة الاجتماعية وجهة نظر المعارضين السوريين والجهات الدولية التي تساعدهم.

وأضاف لوكاشيفيتش أن بلاده التي ترفض أي تدخل خارجي لتغيير نظام الأسد بسوريا لم تُغيّر ولن تغير أبدا موقفها مما يجري بهذا البلد.

وكان مصدر مقرب من السفارة الروسية بدمشق قال أمس إن تصريح نائب وزير الخارجية ثمرة استياء موسكو من رفض أي تسوية من قبل نظام الرئيس الأسد الذي يعتقد أن بوسعه سحق المعارضة عسكريا.

‪تصريحات هولاند وكاميرون عبرت عن موقف أوروبا المشترك من سوريا‬ (الفرنسية)
‪تصريحات هولاند وكاميرون عبرت عن موقف أوروبا المشترك من سوريا‬ (الفرنسية)

وتدعم روسيا وكذلك الصين مساعي بدأها الموفد الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي, والتي باءت حتى الآن بالفشل,, وتعتقدان أن أي تسوية تمر بالضرورة عبر مفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين بلا شروط مسبقة.

خيارات مفتوحة
وفي بروكسل, أصدر قادة الاتحاد الأوروبي اليوم بيانا قالوا فيه إن كل الخيارات مفتوحة لمساعدة المعارضة السورية وحماية المدنيين.

وكان ذلك على ما يبدو تلويحا بتسليح تلك المعارضة, مع أن الأوروبيين والأميركيين يحجمون حتى الآن عن اتخاذ قرار من هذا النوع.

وفي بيان صدر بختام قمتهم ببروكسل, أبدى قادة الدول الـ27 أعضاء الاتحاد الأوروبي امتعاضهم الشديد من تدهور الوضع بسوريا, وقالوا إنهم يريدون رحيل نظام الأسد الذي وصفوه بأنه غير شرعي. كما قالوا إن البديل المحتمل يجب أن يكون ديمقراطيا بلا إقصاء, وأن يحترم حقوق الإنسان.

وفي تصريحات على هامش القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بدوره إنه يجب بحث كل الخيارات لمساعدة المعارضة السورية, مضيفا أن الجمود واللامبالاة إزاء ما يجري بسوريا لا يشكلان خيارا.

وأضاف كاميرون أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عمل كل ما يمكن لتسريع وتيرة الانتقال بسوريا. وفي السياق نفسه قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن المجتمع الدولي مطالب بأن يحدد لنفسه الهدف المتمثل في دفع الأسد إلى الرحيل بأسرع وقت.

وكان مسؤول كبير بحلف شمال الأطلسي (ناتو) استبعد قبل ذلك بقاء الأسد في السلطة، وقال رئيس اللجنة العسكرية بالناتو الجنرال الهولندي نود بارتلز عقب اجتماع بموسكو "أفترض أن الأسد سيختفي" ولكنه رفض التكهن بإطار زمني لرحيل الأسد.

خروج الأسد
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب قال أمس إنه ربما لا يزال من الممكن التفاوض بشأن خروج الأسد. وتحدث عن وعود بتقديم مساعدة عسكرية للمعارضة، لكنه قال إن الشعب السوري "سيقتلع النظام حتى بيديه العاريتين".

وخص الخطيب موسكو بالذكر قائلا إنه يعتقد أن الروس أفاقوا ويشعرون بأنهم ورطوا أنفسهم مع النظام السوري "لكنهم لا يعلمون كيف يخرجون".

ورسم الخطيب سيناريوهات لسقوط الأسد، منها أن يختار القتال حتى النهاية، أو يحدث انقسام أو تغيير من الداخل, أو يخرج الأسد من خلال مفاوضات.

وفي تصريحات نشرتها اليوم صحيفة فايننشال تايمز البريطانية, حمل الخطيب روسيا بالمقام الأول مسؤولية استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية من قبل الأسد.

المصدر : وكالات