مظاهرات واعتصام لمعارضي مرسي وتحشيد للمؤيدين
أعلن عدد من رموز المعارضة في مصر عن اعتصامهم في ميدان التحرير الذي شهد اليوم مظاهرة حاشدة أطلق عليها "مليونية حلم الشهيد" للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي قبل أسبوع وأثار جدلا واسعا في البلاد، في حين يحشد الإسلاميون لمليونية تأييد للرئيس غدا السبت.
وبين أبرز من أعلنوا اعتصامهم المفتوح في ميدان التحرير مؤسس ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي ومرشحا الرئاسة السابقان حمدين صباحي وعمرو موسى.
وبينما شهدت الكثير من محافظات مصر اليوم الجمعة الكثير من المظاهرات المؤيدة والمعارضة للإعلان الدستوري والجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، كان الحشد الأكبر في ميدان التحرير.
وتحركت ثلاث مسيرات ضخمة من أمام مساجد الاستقامة ومصطفى محمود بالجيزة جنوب القاهرة، والنور بحي العباسية، باتجاه التحرير للمشاركة في المظاهرة المطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
ووقعت اشتباكات محدودة بالأيدي وملاسنات بمدينة الجيزة بين منظمي مسيرة احتجاجية على الإعلان الدستوري وبين منتمين لتيار الإسلام السياسي معترضين على المسيرة.
وردَّد المتظاهرون هتافات "عيش حرية عدالة اجتماعية"، و"حياة دمك يا شهيد.. ثورة ثاني من جديد"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وهذه المظاهرة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد مظاهرات حاشدة شهدتها القاهرة وغالبية المحافظات المصرية يوم الثلاثاء الماضي تحت شعار "للثورة شعب يحميها".
وتعهد تحالف لجماعات المعارضة المصرية باستمرار الاحتجاجات، وقال "إن العصيان المدني ممكن" في مواجهة ما وصفها بـ"محاولة لاختطاف مصر"، وقالت "صحيفة المصري اليوم" إن 11 صحيفة مصرية قررت الاحتجاب يوم الثلاثاء المقبل احتجاجا على الإعلان الدستوري، كما أن ثلاث قنوات فضائية خاصة ستتوقف عن البث يوم الأربعاء للسبب ذاته.
وتشهد غالبية المحافظات المصرية مظاهرات مؤيدة للرئيس المصري وداعمة لإعلانه الدستوري مقابل مظاهرات تطالب بإسقاط الإعلان الدستوري.
أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم أن إجمالي المضبوطين من مثيري الشغب منذ بداية أحداث شارعي محمد محمود وقصر العيني وميدان سيمون بوليفار بلغ حتى الآن 765 شخصا |
ضحايا
وتشهد المحافظات المصرية منذ الجمعة الفائتة اشتباكات عنيفة بين آلاف من المؤيدين للإعلان الدستوري وآلاف آخرين من المعارضين له أسفرت -حتى الآن- عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة المئات، إلى جانب إحراق عدة مقار لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المصري.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم أن إجمالي المضبوطين من مثيري الشغب منذ بداية أحداث شارعي محمد محمود وقصر العيني وميدان سيمون بوليفار "بلغ حتى الآن 765 شخصا، من بينهم 16 شخصا لهم معلومات جنائية، وعدد المصابين 522 ضابطا ومجندا وفردا، من بينهم 53 إصابة بالخرطوش، و8 إصابات حروق، فضلا عن إتلاف 22 مركبة شرطة".
تأييد
من جانبها دعت جماعة الإخوان وحلفاؤها الإسلاميون إلى مظاهرات مؤيدة لمرسي غدا السبت، لكن مسؤولين في حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان غيروا مكان المظاهرات، وقالوا إنهم لن يذهبوا إلى ميدان التحرير حيث يعتصم معارضو الرئيس لليوم الثامن على التوالي.
وتقول جماعة الإخوان إن الموافقة على الدستور في الاستفتاء ستنهي كل الأقاويل بشأن شرعية الجمعية والمسودة التي صاغتها خلال الشهور الستة الماضية.
وفي محاولة لتهدئة المحتجين، قال مرسي إنه يرحب بالمعارضة لكنها يجب ألا تقسّم المصريين، وأضاف أنه لا يوجد مكان للعنف، وقال إنه سعيد بأن مصر بها معارضة سياسية حقيقية.
وقال مرسي إن الإعلان الدستوري الذي أصدره "لمرحلة استثنائية جدا"، وأضاف في مقابلة مع التلفزيون المصري مساء أمس "منصوص في الإعلان الدستوري على أنه ينتهي مباشرة العمل به بمجرد أن يصوت الشعب على الدستور ولا مجال للحديث عن دكتاتورية".
وبعد جلسة استمرت 19ساعة صادقت الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور المصري على الدستور الجديد وأقرت بنوده الـ234، ويتوقع أن يصادق الرئيس مرسي على الوثيقة بحلول الغد ليتم الاستفتاء عليه في موعد قريب قد يكون في منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال رئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني في الجلسة "هذا دستور ثوري"، وطلب من أعضاء الجمعية بدء حملة على مستوى مصر لشرح الدستور. وذكر الغرياني أن الجمعية التأسيسية ستقوم بأعمال ذات طابع إداري للإعداد للاستفتاء الشعبي الذي سيدعو له الرئيس.