رئيس موريتانيا يعود والمعارضة تنتقد استقباله

أمين محمد-نواكشوط

عاد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس السبت إلى بلاده عقب رحلة إلى فرنسا للعلاج من الإصابة بطلق ناري أصابه "خطأ" يوم 13 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، حيث احتشدت جموع كبيرة من المواطنين لاستقباله، لكن المعارضة اعتبرت أن الدولة سخرت وسائلها لتنظيم ذلك الاستقبال.

وجاءت عودة ولد عبد العزيز بعد رحلة العلاج التي استغرقت أربعين يوما، إثر جدل واسع في الساحة الموريتانية تعلق بالوضع الصحي للرجل ومستوى قدرته في المستقبل بدنيا وصحيا على إدارة شؤون البلاد.

كما صاحب غياب الرئيس الموريتاني جدل تعلق بالتساؤلات التي أثارتها المعارضة بشأن من يدير دفة البلاد في غياب الشخصية الأولى دستوريا في هرم الدولة الموريتانية.

ووصل ولد عبد العزيز على متن طائرة فرنسية صغيرة رفقة أفراد من عائلته، ودون أي مرافقة رسمية من طرف أفراد من ديوانه ولا من أعضاء حكومته أو مسؤولي تشريفاته الرئاسية.

واستقبلته قرب سلم الطائرة التي أقلته إلى بلاده مجموعة خاصة تضمنت عددا محدودا من الوزراء (الوزير الأول، والداخلية والخارجية والعدل والدفاع)، ورئيس مجلس النواب، وقادة أركان الجيش والدرك والحرس، وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط.

وتجمع بقية أعضاء الحكومة وممثلو الأغلبية في البرلمان وقادة أحزاب وقوى الأغلبية الحاكمة وعدد من الشخصيات السياسية، في محيط المطار لاستقبال الرئيس العائد.

جانب من الجماهير التي استقبلت الرئيس (الجزيرة نت)
جانب من الجماهير التي استقبلت الرئيس (الجزيرة نت)

حشود وانتقاد
وإضافة إلى الاستقبال الرسمي، احتشدت جموع كبيرة من المواطنين على جنبات الطرق المؤدية إلى المطار، رافعة الصور المكبرة والشعارات واللافتات المؤيدة للرئيس والممجدة لإنجازاته ولما حققته موريتانيا في ظل عهده الميمون، حسب ما جاء في إحدى اللافتات.

لكن منسقية المعارضة انتقدت الطريقة التي جرى بها التحضير لاستقبال الرئيس، وقالت إنه تم تسخير وسائل الدولة لتنظيم الاستقبال، وجرى إرغام الموظفين والعمال على الحضور إلى المطار في يوم عطلة تحت طائلة التهديد بالفصل والطرد من الوظيفة.

وخضع الرئيس الموريتاني خلال الفترة الماضية لعلاج في مستشفى بيرسي العسكري بضواحي العاصمة الفرنسية باريس لعلاج من آثار الطلق الناري الذي تعرض له يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في حادث عرضي، حسب ما قالته الحكومة ونفته المعارضة.

رسالة وعبرة
وتعليقا على عودة الرئيس قال النائب في الأغلبية الحاكمة محمد يحيى ولد الخرشي، إن عودة الرئيس من شأنها أن تضع حدا لمسلسل الشائعات الذي كانت البلاد مسرحا له خلال الفترة الماضية بدفع من بعض ذوي النوايا غير الحسنة تجاه النظام الحالي.

وقال ولد الخرشي للجزيرة نت إن الرسالة الأهم التي تحملها عودة الرئيس، هي أن الرجل قادر صحيا وبدنيا ونفسيا على إدارة شؤون البلاد، وأنه ليس هناك أي فراغ سياسي ولا دستوري.

صالح ولد حننا رحب بعودة الرئيسوتمنى أن يعتبر مما حدث (الجزيرة نت-أرشيف)
صالح ولد حننا رحب بعودة الرئيسوتمنى أن يعتبر مما حدث (الجزيرة نت-أرشيف)

ولكن الرئيس الدوري لمنسقية أحزاب المعارضة صالح ولد حننا قال إن المنسقية ترحب بعودة الرئيس وتتمنى له الشفاء، ولكنها تتمنى أن يأخذ العبرة مما حدث، ويهيئ لمرحلة انتقالية توافقية تفضي إلى تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد.

وكانت المنسقية قد أكدت وجود فراغ دستوري وسياسي في السلطة إثر إصابة الرئيس، ودعت إلى مرحلة انتقالية توافقية، وعرضت التشاور مع جميع الأطراف السياسية للخروج بتصور يفضي إلى المرحلة الانتقالية المنشودة، حسب قولها.

ولكن ولد عبد العزيز نفى خلال تصريحات له في الأيام الماضية وجود أي فراغ في السلطة، وقال إنه كان يدير البلاد بنفسه خلال فترة علاجه، وأكد أن الإصابة التي تعرض لها كانت في الأجهزة المنظفة للبدن (الأمعاء) ولم تصب الأجهزة الحيوية.

المصدر : الجزيرة