معارضة موريتانيا تدعو لمرحلة انتقالية

من قادة منسقية المعارضة الموريتانية
undefined

أمين محمد-نواكشوط

دعت منسقية المعارضة الموريتانية إلى الدخول في مرحلة انتقالية على أنقاض نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يتعالج بالعاصمة الفرنسية باريس بعد إصابته بطلق ناري -تضاربت الروايات بشأن مصدره- في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وجاءت دعوة منسقية المعارضة في مهرجان شعبي نظمته مساء الخميس تحت شعار "الوطن أولا" للمطالبة بوضع حد لما تصفه بالفراغ الذي تعيشه البلاد حاليا، وهو أول نشاط جماهيري لها منذ إصابة الرئيس ونقله للعلاج خارج موريتانيا، بعد أن جمدت نشاطها وأعلنت تضامنها مع أسرة الرئيس في الأيام الأولى للحادثة.

ودعت المعارضة إلى تشاور وطني مسؤول بين جميع الأطراف دون إقصاء ولا استثناء يؤسس على ميثاق وطني، ويفضي إلى خروج توافقي من الأزمة الحالية، مشيرة إلى أن الجميع مسؤولون عن هذا البلد، ومطالبون بملء الفراغ الناتج عن عجز الرئيس، في تكامل بين الأدوار التي تلعبها القوات المسلحة وقوات الأمن، وبين تلك التي يؤديها السياسيون وأصحاب الرأي.

فراغ واضح
وقال الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة صالح ولد حننا إن "كل القرائن والمؤشرات تؤكد أننا أمام فراغ واضح في المسؤولية الأولى في الدولة"، وهو فراغ يحمل في طياته مخاطر كثيرة على الوحدة الوطنية، وعلى الدولة وانتظامها وتسيير مصالحها الإدارية والمالية، حسب قوله.

‪صالح ولد حننا: كل القرائن والمؤشرات تؤكد أننا أمام فراغ واضح في المسؤولية الأولى في الدولة‬  (الجزيرة)
‪صالح ولد حننا: كل القرائن والمؤشرات تؤكد أننا أمام فراغ واضح في المسؤولية الأولى في الدولة‬  (الجزيرة)

وأضاف ولد حننا أن المنسقية اليوم -تقديرا منها للظروف والتحديات الداخلية والإقليمية التي تمر بها البلاد- تمد يدها للجميع، وتدعو لفتح صفحة تتواصل فيها الجهات والأطراف وتتعاون على إخراج موريتانيا من وضعية لم يعد يخفى على أحد ما فيها من مخاطر وتحديات.

ولم يخل خطاب منسقية المعارضة الذي قرأه ولد حننا من رسائل للخارج، إذ أكدت المنسقية أن الشعب الموريتاني -وإن كان يريد علاقات ودية مع جميع أصدقاء وشركاء موريتانيا فضلا عن إخوانها- فإنه مع ذلك لم يعد يقبل الوصاية من أحد، ولم يعد يساوم في الاستقلال والعزة والديمقراطية، وهي إشارات يعتقد أن المعارضة توجهها إلى فرنسا التي يعتقد كثيرون أنها تتحكم في العديد من أوراق اللعبة السياسية الهامة في موريتانيا.

وتحدث خلال المهرجان عدد من قادة المنسقية فشددوا على المطالبة بمرحلة انتقالية وتشاور موسع، وبإبعاد الجيش عن السياسية، كما أكدوا وجود فراغ دستوري بسبب عجز الرئيس عن مزاولة مهامه، حسب قولهم.

ويقول مقربون من الرئيس الموريتاني إن صحته في تحسن مطرد، وإنه سيعود قريبا إلى البلاد لمزاولة مهامه الدستورية، كما أكد رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير يوم أمس أنه اتصل هاتفيا بالرئيس واطمأن على صحته، وطالب برص الصفوف ونبذ الخلافات في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.

وتتهم الأغلبية الحاكمة منسقية المعارضة بالسعي لتوتير الأجواء، واستغلال فرصة غياب الرئيس لبث الشائعات المغرضة عن صحته، وعن عزم الجيش الانقلاب على نظامه، وهي تهم ترفضها المعارضة، وتؤكد أنها تتضامن مع الرئيس ولكن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، حسب قولها.

المصدر : الجزيرة