فلسطينيون يقطعون طرق المستوطنين بالضفة

قوات اسرائيلية تمنع تقدم فلسطينيون قرروا قطع طرق المستوطنين بقرية سنجل شمال رام الله.jpg
undefined

ميرفت صادق-رام الله

انتشر مئات الشبان الفلسطينيين صباح اليوم الأربعاء، يدعمهم متضامنون أجانب وعرب، على معظم طرق ومفارق الضفة الغربية وشرعوا في إغلاقها في وجه المستوطنين الإسرائيليين، حيث واجهتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقمع والمنع، وتأتي هذه الفعاليات في إطار دعم التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة.

وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي حاجز عطارة شمال رام الله وأطلقوا الغاز المدمع على متظاهرين كانوا متوجهين لقطع طريق استيطاني يربط مدينتي رام الله ونابلس، مما أدى إلى اختناق العشرات، وبينهم رجال دين وقضاة ومسؤولون فلسطينيون.

كما قمعت قوات الاحتلال مسيرات مماثلة نظمت بقرية سنجل وترمسعيا شمال رام الله، وعلى المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية بشمال الضفة الغربية، وعند مدخل مدينة أريحا (جنوب) الذي شهد تجمعا رئيسيا بحضور عدد كبير من المتضامنين العرب والأجانب، وكذلك قرب الخليل.

وأغلق نشطاء من المقاومة الشعبية بالسلاسل الحديدية الشارع الاستيطاني المسمى (446) -الذي يحاصر عددا من القرى الفلسطينية غرب رام الله- ومنعوا حركة المستوطنين عبره.

وقال الناشط راتب أبو رحمة للجزيرة نت إن هذا الشارع القريب من تجمع موديعين الاستيطاني "قد حوّل حياة الفلسطينيين إلى جحيم" ومنعهم من التنقل بحرية بين قراهم وأراضيهم الزراعية وحرمهم الوصول بسهولة إلى مراكز المدن القريبة.

وتحرك النشطاء سيرا على الأقدام وبالسيارات من قرى نعلين إلى رنتيس، ومنها إلى الطريق الاستيطاني قرب تجمع مستوطنات حلميش، وحاولوا قطع الطريق قبل أن تقمعهم قوات الاحتلال بالغاز المدمع.

‪الاحتلال يعتدي على نشطاء فلسطينيين خلال المظاهرة‬ (الجزيرة نت)
‪الاحتلال يعتدي على نشطاء فلسطينيين خلال المظاهرة‬ (الجزيرة نت)

دعم التحرك
ومن جهته، قال وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية والناطق باسم أسبوع الشباب الفلسطيني محمود خليفة إن هذه الفعاليات تأتي لدعم التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة، وفي إطار فعاليات الأسبوع الوطني للشباب.

وأضاف خليفة في حديث للجزيرة نت "آن للاحتلال أن ينتهي وآن للدولة الفلسطينية أن تقام حرة ومستقرة وآمنة، وعلى الإسرائيليين أن يفهموا أنه بدون استقرار هذه الدولة وعاصمتها القدس لا أمن لهم ولا لأي جهة في المنطقة".

وحذر المسؤول الفلسطيني من أن الجمود الحاصل في العملية السياسية سيؤدي في النهاية إلى تصاعد الوضع في الأراضي المحتلة والمنطقة كلها، ودعا المجتمع الدولي إلى رفض الاحتلال بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وحسب اللجنة العليا لأسبوع الشباب الفلسطيني، فقد وصل ما يقارب ألف متضامن دولي وناشط وصحفي عربي للمشاركة في الفعاليات، رغم منع الاحتلال لعدد آخر من عبور الأراضي المحتلة عبر الأردن.

أوان الرحيل
بدوره، اعتبر رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني جبريل الرجوب اليوم الأربعاء عيدا وطنيا يتزامن مع الذكرى الرابعة والعشرين لإعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات وثيقة الاستقلال الفلسطينية بالعاصمة الجزائرية عام 1988.

وقال الرجوب في مؤتمر صحفي إن الفعاليات ستغطي كافة الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس المحتلة، في محاولة لإبراز معاناة الفلسطينيين وتهديدات الاحتلال للمدينة المقدسة، وعلى الأخص استهداف سكانها بالترحيل التهجير.

‪فلسطينيون يشتبكون مع جنود إسرائيليين لدى محاولتهم قطع الطرق‬ (الجزيرة نت)
‪فلسطينيون يشتبكون مع جنود إسرائيليين لدى محاولتهم قطع الطرق‬ (الجزيرة نت)

وأوضح أن هذه الفعاليات ستتوج بسلسلة بشرية تنتهي عصرا، وستكون معبرة عن حق الفلسطينيين في الاستقلال وتجسيد السيادة الشعبية على كل الأراضي المحتلة.

وأضاف الرجوب "نريد أن نشل حركة أعداء شعبنا الموجودين بالقوة على أرضنا، ولنظهر للعالم درجة التناقض التي لا تطاق معهم، وقد آن الأوان لرحيلهم". 

وفي هذه الأثناء، دعت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) الجماهير إلى أوسع مشاركة في المظاهرات التي انطلقت منذ الساعة العاشرة صباحا "لتجسيد السيادة الفلسطينية على كل أراضي الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 بعاصمتها القدس".

وقال المتحدث باسم الحركة أحمد عساف "هذه أرضنا وسوف نبسط سيادتنا عليها ولن نقبل أن يشاركنا فيها أحد من جنود الاحتلال ومستوطنيه".

وشدد عساف على أن التحركات الشبابية الميدانية ستكون مكملة لمعركة القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة وداعمة لها. 

وأضاف "نحن على أبواب مرحلة سياسية جديدة تستند إلى تفعيل المقاومة الشعبية التي تهدف إلى  تحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة المستقلة، وهذه المرحلة ستشهد تغييرا لقواعد الصراع".

المصدر : الجزيرة