سفينة الإجهاض الهولندية تصل المغرب

وقالت إليزابت فان تونغيرين النائبة الهولندية التي حضرت للمشاركة في مبادرة الإجهاض، إن "السفينة وصلت منذ بضعة أيام لأنهم (الناشطون) كانوا يعرفون أن السلطات ستمنعها.. كانت تلك الوسيلة الوحيدة للوصول إلى ساحل المغرب".

من جهتها قالت ناشطة في منظمة "نساء على الأمواج" غير الحكومية الهولندية إن السفينة ستبقى ستة أيام في المنطقة "للقيام بعمليات إجهاض (علاجية) آمنة قدر الإمكان".

وأعلنت المنظمة الأربعاء أن سفينتها ستصل منتصف نهار الخميس إلى سواحل المغرب، حيث أثارت العملية جدلا. وجاءت مبادرة المنظمة الهولندية بدعوة من الجمعية المغربية "الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية".

من جهتها ردت الحكومة المغربية بأن طلبت من السلطات المحلية منع السفينة من دخول ميناء سمير.

وتمركزت قوات من البحرية وقوات الأمن المغربية صباح الخميس في الميناء ومنعت عددا كبيرا من الصحفيين من الوصول إليه.

لكن المفاجأة تمثلت في إعلان المنظمين بعد ظهر الخميس أن السفينة موجودة فعلا في المكان منذ أيام.

وشاهد صحفيون -وبينهم مراسل وكالة الأنباء الفرنسية- السفينة راسية على بعد عشرين مترا من اليابسة داخل ميناء سمير، لكن قوات الأمن منعت الصحفيين من الاقتراب منها.

وأعلنت المنظمة الهولندية مؤخرا نيتها زيارة المغرب بدعوة من جمعية مغربية بهدف إجراء عمليات إجهاض علاجية في المملكة التي تلجأ فيها عشرات النساء للإجهاض يوميا، وفق بعض التقديرات.

انتقادات واحتجاجات
وتعرضت مبادرة المنظمة الهولندية للنقد في وسائل الإعلام المحافظة بالمغرب منذ الإعلان عنها قبل أكثر من أسبوع.

وتظاهر نحو 200 من شبيبة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في المغرب صباح الخميس في منطقة سمير ضد هذه العملية ومن أجل "الحق في الحياة".

وعبر رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري شفيق الشرايبي عن أسفه للجانب "الاستفزازي" للمبادرة، معتبرا أن "الأمر وإن كان رمزيا، فإنه ليس في صالح المرأة، ولا أظنها وسيلة سليمة لحل المشكلة".

من جانبها قالت عضوة الجمعية المغربية للدفاع عن الحق في الحياة حياة الإدريسي في تصريحات صحفية، "إن الأرقام التي يتم تداولها من قبل المنظمة حول الإجهاض غير صحيحة (..) واستدعاء منظمة خارجية هو استقواء بالأجنبي".

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها المنظمة الهولندية بهذا النوع من التحرك في بلد مسلم، وسبق لها أن أجرت حملات مماثلة قبالة شواطئ إيرلندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا، مما أثار احتجاج الجماعات المناهضة للإجهاض.