مقتل 69 وتبادل الاتهام بشأن الهدنة

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 69 شخصا قتلوا أمس السبت في سوريا، مع تبادل النظام والمعارضة اتهامات بشأن المسؤولية عن انتهاك هدنة عيد الأضحى.

وقال ناشطون سوريون إن طائرات النظام واصلت قصفها في ثاني أيام العيد على الريف الدمشقي ومعظم قرى وبلدات الغوطة الشرقية.

وبحسب لجان التنسيق المحلية، فقد سقط عشرات القتلى والجرحى في دوما وحرستا وزملكا وعربين جراء القصف المستمر، كما أدى إلقاء القنابل الفراغية على عربين إلى تهدم أبنية بكاملها.

وفي غضون ذلك، قال ناشطون سوريون إن طائرات النظام ألقت مواد سامة على شكل خيوط عنكبوتية على بلدة "العبادة" في ريف دمشق.

وأفاد الناشطون بأن المواد التي قالوا إنها تحتوي على مادة الزرنيخ السامة أصابت بعض الأهالي بحساسية وحكة، بالإضافة إلى إغماء بعض الأطفال الذين لمسوها أو تعرضوا لها.

كما بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا مسربة قالوا إنها لعمليات إلقاء قنابل "تي أن تي" من طائرة مروحية على أحياء مدنية، وبينما يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاك الهدنة في عيد الأضحى، ارتفع عدد ضحايا أمس السبت بنيران قوات النظام إلى 42 شخصا.

وقال الناشطون إنهم حصلوا على صور من هاتف جوال لجندي تابع لقوات النظام بعد أن اعتقله الجيش الحر في درعا، ويظهر فيها الجنود وهم يصورون أنفسهم أمام قنابل "تي أن تي" داخل مروحية قبل أن يُلقوها عشوائيا على تجمعات سكنية.

وتزامن بث الصور مع مقتل ثمانية أشخاص في غارة جوية على مدينة عربين بريف دمشق، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "يمكننا أن نقول إنه بهذه الغارة دفنت الهدنة"، في إشارة إلى هدنة الأضحى التي اقترحها المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي.

وفي دوما بريف دمشق، قال الناشط محمد الدوماني إن الجيش النظامي بدأ قصفا صاروخيا على المدينة صباح السبت، وإن مدنييْن قتلا، مضيفا أن الوضع الآن لا يختلف عما كان عليه قبل الهدنة.

وأفادت شبكة شام الإعلامية بأن قوات النظام قصفت بلدة عين ترما في ريف دمشق وسط تحليق للطيران الحربي، بينما وثق ناشطون مقتل أربعة أشخاص جراء القصف المستمر على حرستا، وقالوا إن الحواجز الأمنية تعوق حركة النزوح التي تشهدها المدينة تحت القصف.

قصف متواصل
وفي السياق نفسه، واصلت قوات النظام قصفها بالدبابات والمدفعية الثقيلة على مناطق القابون والأحياء الجنوبية في دمشق، وعلى أحياء كرم الجزماتي وكرم الجبل وقرلق والليرمون في حلب.

كما هزت انفجارات ضخمة حي الجبيلة في دير الزور إثر قصف مدفعي عنيف من الفوج 137، بينما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 13 شخصا صباح السبت بينهم خمسة بانفجار سيارة مفخخة بالمدينة، وقال ناشطون إن الانفجار وقع بمنطقة تسيطر عليها الحكومة وألحق أضرارا بكنيسة الوحدة، كما تضررت كنيسة السيدة العذراء بسبب القصف المستمر على المدينة.

وفي محافظة درعا، أفاد ناشطون بسماع إطلاق نار من حاجز جيش النظام في خربة غزالة، كما اقتحمت قوات النظام بالدبابات حي طريق السد بمدينة درعا وسط قصف عشوائي.

وتواصل القصف أيضا على بلدة معرة حرمة وقرية دير سنبل في جبل الزاوية، وعلى مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وكذلك الحال في قريتيْ مام والسلومية بريف حمص وأحياء حمص القديمة.

خرق واشتباكات
من جهته، قال رئيس المجلس العسكري للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ لقناة الجزيرة إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين "يشكل خرقا". وأضاف أن المقاتلين المعارضين أكثر هدوءا من قوات النظام "لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار".

الشيخ: الثوار أكثر هدوءا من قوات النظام  (الجزيرة)
الشيخ: الثوار أكثر هدوءا من قوات النظام  (الجزيرة)

وقال رئيس المجلس العسكري بحلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن الهدنة ولدت ميتة وفشلت في تحقيق دورها، حيث واصل الجيش النظامي قصفه المدن في اليوم الأول للهدنة أمس الأول الجمعة.

وفي غضون ذلك، أصدرت قيادة الجيش السوري بيانا حول الهدنة المفترضة بين الجيش الحر والنظامي في سوريا، إذ
اتهمت من وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب خروقات متزايدة لوقف إطلاق النار.

وحتى قبل سريان الهدنة كان كل من الجيشين النظامي والحر أكد احتفاظه بحق الرد على "الانتهاكات"، حيث رد الحر بالاشتباك مع قوات النظام في حييْ الأشرفية ومساكن السبيل بحلب.

كما أعلن ناشطون أن الحر أحكم سيطرته على مدينة حارم بمحافظة إدلب بشكل كامل، وبذلك تكون معظم المنطقة الواقعة شمال وغرب المحافظة تحت سيطرته.

وفي الأثناء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند -في مؤتمر صحفي- "نجدد دعوتنا طرفي النزاع في سوريا إلى ألا يكون الحديث عن وقف إطلاق النار مجرد كلام، وإنما أن يطبق"، مشيرة إلى وجود انتهاكات من الجانبين.

المصدر : الجزيرة + وكالات