الأمم المتحدة تعد قوة لحفظ السلام بسوريا
أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو اليوم الاثنين أن المنظمة الدولية تعد خططا لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا في حال توقف إطلاق النار في هذا البلد، وذلك في وقت اجتمع فيه الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي مع مسؤولين سوريين للتوصل إلى هدنة خلال أيام العيد.
وقال لادسو في مؤتمر صحفي تزامن مع زيارة الإبراهيمي لدمشق "أؤكد أننا نفكر في ما سيحصل في حال توقف إطلاق النار وتبلور حل سياسي، في ما يمكننا القيام به للمساهمة في الأمن وحماية المدنيين". وأضاف "إننا نستعد للتحرك عند الضرورة إذا صدر تفويض من مجلس الأمن".
وأوضح لادسو أنه لا يزال من المبكر تحديد عدد القوات، خاصة أن الأمر يحتاج إلى ضوء أخضر من مجلس الأمن الذي يشهد انقساما عميقا بشأن القضية.
وتتزامن هذه التصريحات مع عقد الإبراهيمي اجتماعات مع مسؤولين سوريين في وزارة الخارجية السورية الاثنين في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة خلال أيام العيد. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أبلغ الإبراهيمي في وقت سابق أن المحور الرئيسي لأي حل سياسي هو وقف تسليح المعارضة.
وفي الأردن قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -خلال تفقدها مخيمات اللاجئين السوريين- إن الأولوية القصوى في مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي هي وقف القتال في سوريا.
وأوضحت أنه يتوجب على الإبراهيمي الاجتهاد لفعل ما يراه هو أفضل السبل للمضي قدما، وأضافت "أعتقد أن أولويته القصوى هي أن يحاولَ إيجاد سبل لوقف القتال".
وأكدت أنه من واجب المجموعة الدولية أن تدعم الرجل الذي توسمت فيه الأمم المتحدة والجامعة العربية القدرة على تحقيق ذلك التقدم.
أمل ضعيف
في هذه الأثناء قال أحمد بن حلي -نائب الأمين العام لـجامعة الدول العربية– إن "الأمل ضعيف" في تطبيق المبادرة التي طرحها الإبراهيمي للتوصل إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، واعتبر -في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش مؤتمر دولي بشأن الطاقة في دبي- أن "الأمل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الأضحى حتى الآن مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات".
وأوضح أن "الأمل ضعيف لأن المؤشرات الموجودة على الساحة ورد فعل الحكومة، حتى إعلاميا، والأجواء كلها لا تشير إلى وجود رغبة حقيقية في التجاوب مع هذه المبادرة".
وشدد بن حلي على أهمية الهدنة "كخطوة أولى"، وقال "إن الأمر الهام الذي لا بد من العمل على تنفيذه هو الهدنة، وكلنا نعتقد أنه إذا استطعنا تنفيذ هذه المبادرة واستجابت الحكومة السورية والمعارضة، سيُفتح أفق ربما مبشر ببدء العملية الأساسية لحل الأزمة".
واعتبر أن "الهدنة ليست حلا لكنها فقط تفتح نافذة للحل"، مشيرا إلى أن "جهودا تبذل على المستوى العربي والدولي للضغط على الطرفين لتنفيذ هذه الهدنة".
وإذا فشلت الهدنة، قال بن حلي إن الأمم المتحدة والجامعة العربية "ستواصل جهودها ومساعيها لأن هناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية على الكل" إزاء الأزمة في سوريا.
قرار منفرد
وكان الأخضر الإبراهيمي قد دعا بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد طرفي النزاع في سوريا إلى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الأضحى الموافق يوم الجمعة القادم.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بدمشق "أوجه النداء إلى الجميع لأن يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد"، مشيرا إلى أن كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا "متى يريد اليوم أو غدا".
وعبر المبعوث العربي والدولي عن أمله في "أن تكون هذه العطلة هادئة في سوريا إن لم تكن سعيدة".
وقال الإبراهيمي إن مبادرته لقيت ترحيبا من قبل أطراف متعددة، وأشار إلى أنه اتصل "ببعض المسؤولين من المعارضين في الخارج والداخل، من المعارضة السلمية وبعض الجماعات المسلحة في الداخل" ولقي تجاوبا "كبيرا جدا".
من جانبه أعرب وزير الخارجية الإيراني علي صالحي عن أمله في استجابة طرفي النزاع في سوريا لمطلب الهدنة خلال عيد الأضحى.
وجدد صالحي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره في أفريقيا الوسطى أنطوان جامبي يوم الأحد في طهران- استعداد بلاده لاستضافة حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، وقال "اتصلنا ببعض المجموعات المعارضة وأبلغناها إذا كان لديها الاستعداد لتنفيذ هذا الاقتراح بدخول بعض المجموعات المعارضة وليس جميعها في حوار مع الحكومة".