إقبال ضعيف باقتراع الشورى المصري

أغلقت لجان الاقتراع أبوابها أمس الأحد في اليوم الأول من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشورى المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) التي تجرى في 13 محافظة، وسط إقبال ضعيف على عكس الطوابير الطويلة التي شوهدت في بداية انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأعلن حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين– أن نسبة المشاركة في اليوم الأول لم تتجاوز 10%، بينما أصدر القضاء الإداري في القاهرة حكمين بإلغاء انتخابات القوائم في محافظتي قنا والمنوفية لعدم ظهور اسمي حزبين في القوائم أحدهما في كل محافظة.

وأرجع مصريون الحضور الضعيف من جانب الناخبين على لجان الاقتراع إلى ما سموه "ضبابية اختصاصات" المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في حين أن الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس –الذي يدير شؤون البلاد بعد سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك– نص على أن البرلمان بغرفتيه سيختار لجنة المائة المنوط بها إعداد الدستور الجديد.

من جانبها أرجعت الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية هالة مصطفى ضعف الإقبال إلى أن أغلب القوى السياسية كانت دائما تركز على مجلس الشعب الذي له صلاحيات تشريعية واضحة، "لذلك لم تجر العادة على أن يكون هناك إقبال على انتخابات الشورى".

الاحزاب الاسلامية تسعى للمحافظة على التقدم الذي حققته في انتخابات مجلس الشعب (الفرنسية)
الاحزاب الاسلامية تسعى للمحافظة على التقدم الذي حققته في انتخابات مجلس الشعب (الفرنسية)

تعزيز المكاسب
وتأتي انتخابات الشورى بعدما حصد الإسلاميون أغلب المقاعد في مجلس الشعب الذي يتكون من 508، حيث تسعى أحزاب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي لتعزيز المكاسب التي حققتها في انتخابات مجلس الشعب، لاسيما أن تحالف الكتلة المصرية (التي تضم ثلاثة أحزاب ليبرالية) أعلن انسحابه من المشاركة في الانتخابات وطالب بإلغائها.

وذكر تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار -التابع لمجلس الوزراء- أن حزب الحرية والعدالة تقدم بأكبر عدد من المرشحين، يليه النور ثم الوفد الجديد، ثم الإصلاح والتنمية فحزب الوسط.

وتخصص لكل من محافظتي القاهرة والدقهلية 12 مقعدا، في حين خصصت ستة مقاعد لكل واحدة من المحافظات الـ11 الأخرى –تتم فيها الانتخابات خلال المرحلة الأولى- وهي الإسكندرية، وأسيوط، والبحر الأحمر، والغربية، والفيوم، والمنوفية، والوادي الجديد، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، ودمياط، وقنا، وتجرى الإعادة يوم 7 فبراير/شباط القادم.

وتتم الجولة الأولى من كل مرحلة على مدى يومين، بينما تجرى جولة الإعادة في يوم واحد.

وينتخب المصريون 180 عضوا لمجلس الشورى من أصل 270، حيث يعين رئيس الدولة حين انتخابه في يونيو/حزيران باقي الأعضاء. وبالنسبة للمنتخبين فإن الثلثين ينتخبون بنظام القوائم الحزبية المغلقة، وينتخب الباقون بنظام المنافسة الفردية.

وكان مقررا إجراء انتخابات مجلس الشورى على ثلاث مراحل كانتخابات مجلس الشعب، لكن احتجاجات نشطاء تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا للمدنيين جعلت المجلس يختصر الفترة.

وتجرى انتخابات المرحلة الثانية (الأخيرة) يومي 14 و15 فبراير/شباط المقبل، والإعادة يوم 22 من الشهر نفسه. وتشمل محافظاتها 14 محافظة هي: الجيزة، والقليوبية، والشرقية، والبحيرة، وكفر الشيخ، والإسماعيلية، وبورسعيد، والسويس، ومطروح، وبني سويف، والمنيا، وسوهاج، والأقصر، وأسوان.

وتعقد الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى المنتخب يوم 28 فبراير/شباط المقبل، ليلتئم بذلك بناء السلطة التشريعية في مصر بعد الثورة. وسيشارك هذا المجلس مع مجلس الشعب في اختيار اللجنة التأسيسية التي تتولى صياغة الدستور.

المصدر : الجزيرة + رويترز