انتقادات لخطة بنكيران ومحاولات انتحار

قدم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران برنامج حكومته على وقع انتقادات معارضين ومحاولات انتحار على طريقة مفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي في مؤشر على جدية التحديات.

وركز بنكيران في بيان حكومته التي يقودها حزب العدالة والتنمية أمس الخميس على وعود بإنشاء 200 ألف منصب عمل جديد سنويا، وتخفيض البطالة إلى 8% بنهاية 2016، وذلك بتعزيز الاستثمارات في القطاعين العام والخاص، وزيادة برامج التأهيل المهني، ووعد بتحسين خدمات التعليم والرعاية الصحية.

وانتقد سياسيون معارضون برنامجا اعتبروه يخلو من أهداف محددة حيث قال رئيس التجمع الوطني للأحرار صلاح مزوار "كنا نتوقع برنامجا حكوميا تلتزم فيه (الحكومة) أمام المواطنين والرأي العام بأهداف مرقمة بوسائل محددة ومنهجية مسطرة".

وأثناء تقديم بنكيران برنامج حكومته تحت قبة البرلمان في الرباط، كان ألفٌ من خريجي الجامعات معتصمين أمام مقر مجلس النواب، احتجاجا على تفشي البطالة بين ملايين الطلبة المتخرجين. 

وسجل المغرب نسب نمو مرتفعة السنوات الماضية تراوحت بين 4% و5%، ولا تتعدى فيه نسبة البطالة رسميا 9.1%، لكن المعدل يرتفع إلى 16% بين خريجي الجامعات، الذين يتظاهر آلافٌ منهم كل يوم تقريبا احتجاجا على أوضاعهم.

محاولات انتحار
وفي مؤشر على حجم التحدي الذي تواجهه الحكومة الائتلافية (التي تضم أيضا أحزاب الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية إضافة إلى مستقلين)، سجلت محاولة خمسة شبان الانتحار الأربعاء في الرباط، بعدما أضرموا النار في أنفسهم.

وكان الخمسة بين عشرات من خريجي الجامعات اعتصموا أمام وزارة التعليم، وحاولت الشرطة منع إمدادات الطعام عنهم.

وعندما تدخلت الشرطة مسلحة بالعصي لمنع الطعام عن المعتصمين سكب الشبان الخمسة البنزين على أجسادهم، وأضرموا النيران في أنفسهم، لكن اللهب لم ينلْ إلا من اثنين منهم، وُصفت حالة أحدهما بالخطيرة.

وقال أحد المحتجين إن الخمسة حاولوا حرق أنفسهم لأن الأمن ضيق الخناق على الاعتصام، ومنع الطعام عن المشاركين فيه.

وقال آخر "لو كانت هناك إرادة (للقضاء على البطالة) لما كان مصير أبناء الشعب هو التسكع".

وباتت محاولات الانتحار على طريقة البوعزيزي –أي بإضرام المحتج النار في نفسه- وسيلة مفضلة لدى كثيرين للاحتجاج على البطالة في عدد من البلدان العربية.  

المصدر : الجزيرة + وكالات