المرزوقي: أقصى اليسار يخرب الثورة

الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي: الحكومة تجني الثمار المرة لأفعال الدكتاتورية وأفعال الثورة (الجزيرة نت)

المنصف المرزوقي: الحكومة تجني الثمار المرة لأفعال الدكتاتورية وأفعال الثورة (الجزيرة نت)

محمد المختار-تونس

لم يتردد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في اتهام أحزاب أقصى اليسار باستغلال الاحتجاجات الاجتماعية "لتخريب الثورة"، هم "ومجموعة من أزلام النظام البائد"، معتبرا أن ذلك العمل وقع "عن لا مسؤولية أو لإرادة تخريب هذه الثورة".

ولم يفت المرزوقي وصف ما يجري في تلك الاحتجاجات من طرف هذه القوى السياسية بأنه "استغلال وتسييس وتحريض يريد أصحابه إغراق البلد من أجل إغراق الائتلاف الحاكم".

واستعظم المرزوقي في حوار مع الجزيرة نت اليوم الخميس حمل الحكم الحالي الذي ورث "تركة كبيرة وثقيلة هي "ثمرة ستين سنة من الدكتاتورية والفساد".

وبادر الرجل الذي تسلم رئاسة البلاد منذ أسابيع إلى طمأنة المواطنين بأنه لا حل لهذه الاحتجاجات إلا "بالإقناع والحوار" بعيدا عن الحل الأمني فـ"نحن أبناء الثورة لا نتصور أن نطلق النار على أبناء الثورة".

نية مبيتة
ولم يفت الحقوقي السابق رغم ما وصفه "بالنية المبيتة من بعض الأطراف التي تستغل عدم استخدام الحكومة للقوة" مستهدفة وضع الجميع "أمام تحديات كبرى"، أن يقول إنه سيتعامل مع هذه المشاكل "بكل رصانة"، تطبق القانون "دون العنف".

لكنه تمسك بأن "سوء نية بعض الأطراف المعارضة جعلها تعتبر أن هذه المشاكل نتيجة عدم قدرة الحكومة الحالية على معالجة الأوضاع"، وإن اعتبر أن عدم النجاح في إعادة الأمل إلى المناطق المهمشة سيكون "دليلا على فشل الثورة".

على أنه أبدى اطمئنانه بتفهم المواطنين لموقف حكومته إذ اعتبر "الأغلبية الساحقة منهم ضد الاعتصامات وعلى علم بأن البلاد بدأت تسترجع عافيتها".
واعتبر أن ما تعرفه البلاد من تفاوت بين المناطق هو من ثمار الحكم السابق وأن الحكومة الحالية تسعى بإخلاص لتقليص هذا التفاوت، فتلك "مسألة كرامة وطنية ومسألة عدالة اجتماعية".

التحالف المدرسة 
وتشبث المرزوقي بالتحالف الثلاثي الحالي بين حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، واعتبره "مدرسة" جنبت التونسيين "حربا أيديولوجية" بين العلمانيين والإسلاميين "فتركوا خلافاتهم العقائدية والفكرية ليحلوا المشاكل الفعلية للبلاد".

المرزوقي:
التحالف الثلاثي الحالي بين حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، "مدرسة" جنبت التونسيين "حربا أيديولوجية" بين العلمانيين والإسلاميين

وذكر بتاريخية التحالف وصلابة قواعده فهو "ليس وليد اليوم" بحكم العلاقة التي تجمع الأطراف المتحالفة منذ سنوات طويلة.

ولم يسع المرزوقي إلا أن يفند مقولة صراع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، "فالصلاحيات مضبوطة ومتفق عليها" وهناك آليات للتواصل الدائم بين الرئاسات الثلاثة.

واستكمالا لتأكيد التوافق ونفي التخالف اعتبر المرزوقي أن كتابة الدستور لن تكون فيها أية مشاكل، فالجميع متفق على الهوية العربية الإسلامية لتونس و"الاتفاق على مدنية الدولة قائم بين كل الأطراف".

ولم يفته هنا التأكيد على أنه لا "أحد يريد الدولة الدينية أو الدكتاتورية البروليتارية فالجميع "متفق على مدنية الدولة التي تحمي من يؤمن ومن لا يؤمن والتي تدافع على الدين الإسلامي وتحميه وفي الوقت ذاته تحافظ على علاقات جيدة مع الديانات الأخرى".

حرب على الفساد
وطمأن المرزوقي على أن الفساد إلى زوال فقد اجتث رأسه –زين العابدين بن علي– والحكم الحالي غير فاسد "وإنما تفسد السمكة من رأسها"، فالفريق الحاكم اليوم كان حربا على الفساد ويمتلك مقومات ذلك، لكنها مواجهة لن "تكون سهلة، وستكون بطيئة وصعبة".

المارد المغاربي
واستصحب المرزوقي النفس الثوري المتفائل في الحديث عن العلاقات المغاربية وكرر مقولته إن "مستقبل تونس ليس في تونس وإنما في الفضاء المغاربي" فهذا "المارد" يمكن إحياؤه، خاصة بعد سقوط الدكتاتوريات في كل من تونس وليبيا، وتوجه الجزائر والمغرب نحو الإسراع بالإصلاح والانتباه إلى مطالب الشعوب.

مستقبل تونس ليس في تونس وإنما في الفضاء المغاربي" فهذا "المارد" يمكن إحياؤه، خاصة بعد سقوط الدكتاتوريات في كل من تونس وليبيا

وكرس روح التفاؤل باعتبار هذه السنة "سنة المغرب الكبير" عبر تفعيل الحريات الخمس المتمثلة في حرية التنقل والعمل والاستثمار، والاستقرار وحق المشاركة في الانتخابات البلدية، معربا عن أمله في أن تحتضن تونس في 2012 قمة مغاربية.

وواصل المرزوقي نفسه الثوري متحدثا عن الأزمة السورية إذ إن تونس مع "الشعب السوري ومع ثورته، وإن النظام السوري نظام استبدادي وهو أصل المشكل ويجب أن يرحل"، متمنيا أن تحافظ الثورة على وحدويتها وسلميتها رغم أن النظام أجبرها على أن "تتطيف وتتسلح وتتشرذم".

وأثنى على العلاقات مع قطر التي "لا يمكن أن تمثل تهديدا على الاستقرار الوطني" بل أبدت استعدادها للعون، كما أمل أن تكون العلاقات طيبة مع كل الدول الشقيقة والصديقة بما في ذلك السعودية، دون أن ينسى "حق الشعب التونسي في محاكمة بن علي الذي أجرم في حق هذا الشعب".

المصدر : الجزيرة