الشيوعيون بتونس: الأوضاع لم تتغير

الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي
undefined

إيمان مهذب-تونس

قال الأمين العام لحزب العمال الشيوعيالتونسي حمة الهمامي إن الثورة التونسية لم تحقق أهدافها، وإن الأوضاع لم تتغير وليست هناك مؤشرات جدية على أنها ستتغير حتى بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، ناصحا الحكومة بالتفكير جديا في إيجاد حل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وقال الهمامي خلال حوار أجرته معه الجزيرة نت إن وجود عدد من المظاهر يهدد مسار الثورة  بالالتفاف عليها، وهو ما يفسر تواصل التعبئة على مستوى شعبي من أجل الذهاب بهذه الثورة لغاية تحقيق أهدافها.

ورأى أن "الحرية ذاتها لم تثبت إلى حد الآن في الدستور والقوانين، كما أن الديمقراطية كذلك لم تتحول إلى واقع من خلال الدستور والمؤسسات، والأهم من كل ذلك هو أن القاعدة الاقتصادية للدكتاتورية لم تمس إلى حد الآن والشعب التونسي لم يحقق طموحاته الاقتصادية والاجتماعية، بل العكس من ذلك، إذ ساءت الحالة الاجتماعية للشعب من خلال تفاقم البطالة، وتدهور المقدرة الشرائية".

وذكر الهمامي أن البرامج الاقتصادية والاجتماعية للائتلاف الثلاثي بزعامة حركة النهضة لا تختلف في الجوهر عن السياسة الاقتصادية التي كان يترأسها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كما أن خطاب الوزير الأول حمادي الجبالي وقانون المالية هما نسختان مما كان يقوله الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في المجال الاقتصادي والاجتماعي.

ورأى أن أداء الحكومة سلبي إلى حد الآن، على عدة مستويات منها المستوى السياسي، ومستوى الحريات منذ ذلك، والتعيينات الأخيرة التي قام بها الجبالي على رأس عدد من المؤسسات الإعلامية والتي تم الاكتفاء فيها بإبعاد جماعة الحكومة السابقة، وتعويضها بعدد من الموالين للنظام السابق، فضلا عن كون القانون المنظم للسلطات العمومية أو "الدستور الصغير" لا يبشر بخير بل عوض سلطة رئيس الدولة بمثلها.

وأضاف الهمامي أنه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لم تقدم حكومة الجبالي خطوة واحدة من أجل حل مشاكل الشعب، ولم تقدم إشارات تؤكد عزمها على تغير توجهات العهد البائد التي أوصلت البلاد إلى عدة مشاكل، وما ظهر إلى حد الآن يشير إلى أن هذه الحكومة تحمل بالأساس بصمة حزب حركة النهضة ولم تفكر في مصلحة غالبية الشعب.

وقال إنه كان على الحكومة أن تبادر باتخاذ إجراءات ملموسة للحد من غلاء الأسعار، وإقرار منحة لفائدة المعطلين والطلبة، واتخاذ إجراءات لصالح المناطق الفقيرة والمهمشة، لكنها قامت بطمأنة رأس المال الأجنبي على مصالحه، ودعت الشعب المدمر والمفقر إلى الانتظار.

وأوضح الأمين العام لحزب العمال الشيوعي أن حزبه بصدد النقاش مع قوى يسارية اشتراكية وقومية لبحث سبل تشكيل تحالف حزبي.

واعتبر أن "فوز الحركات الإسلامية في عدة بلدان عربية يمثل محاولة مدروسة لحد ما لتحديد قيادات التحالفات في هذه الأقطار، وهو تجديد على غرار ما حدث في تركيا مدعوم من الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة