الاتهامات والرهانات تهدد المصالحة

سمير حسن
جانب من اجتماع تفعيل بنود اتفاق المصالحة (الجزيرة-أرشيف)

عوض الرجوب-الخليل

 
أثارت تصريحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، بشأن وجود جيوب داخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد المصالحة، مجددا التوتر بين طرفي الانقسام الفلسطيني، الأمر الذي بات يهدد المصالحة الفلسطينية بإقرار الحركتين.
 
وفيما تصر حركة فتح على موقفها بوجود "قيادات أمنية وسياسية متنفذة" في غزة تعطل المصالحة، تنفي حماس صحة الخبر، وتقول إن حركة فتح تهتم بالمفاوضات أكثر من اهتمامها بالمصالحة وإنجازها.
 
في حين يرى مواكبون للحوارات الفلسطينية أن مجموعة عوامل ورهانات تهدد المصالحة.
 
قيادات متنفذة
وحاولت الجزيرة نت الاتصال بشعث للاستيضاح منه عن التصريحات المنسوبة له دون أن تتمكن من ذلك، لكن الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي تحدث في ذات السياق، وقال إن بعض قيادات حماس لا تريد المصالحة "لأن المصالحة تعيد ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني من جميع النواحي الوظيفية والإدارية".
 
وأضاف أن "مجموعات داخل الحكم الانقسامي في قطاع غزة متضررة ماليا ولا تريد أي خطوة للأمام"، مشيرا إلى تزايد الاعتقالات والاستدعاءات في غزة، إضافة إلى "تصريحات سيئة جدا تجاه المصالحة صدرت من غزة تتناقض مع تصريحات حماس في الضفة ومكتبها السياسي في الخارج".
 
وقال إن "الحديث يدور عن شخصيات سياسية وأمنية متنفذة، ومتصلة ببعض المصالح التي لها علاقة بتجارة الأنفاق وبعض العلاقات الإقليمية". مؤكدا أن المصالحة ستكون في مهب الريح "إذا لم تضبط حركة حماس عناصرها المتنفذة في الحكم العسكري".
 

فوزي برهوم نفى اتهامات حركة فتح (الجزيرة)
فوزي برهوم نفى اتهامات حركة فتح (الجزيرة)

نفي
في المقابل نفى القواسمي وجود تيارات داخل فتح لا تريد المصالحة. وقال إن الضفة الغربية أكثر إيجابية فيما يتعلق بجميع ملفات المصالحة، وعدد المعتقلين سياسيا، وهي قضية في طريقها للحل كليا.
 
من جهته نفى الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم اتهامات حركة فتح، مضيفا أن "الدكتور نبيل شعث يبدو أنه أجبر على مثل هذه التصريحات، رغم أنه لاقى احتراما كبيرا من قيادة حركة حماس عندما زار قطاع غزة".
 
وشدد على أن حركة حماس وقراراتها موحدة، وأن الموضوع الأكثر اهتماما ولا تختلف عليه الحركة هو إنجاز مشروع المصالحة في أسرع وقت ممكن، نافيا وجود شخصيات مستفيدة ماليا.
 
وقال "هذا كلام غير صحيح بالمطلق، والمتضرر من الانقسام هو كل الشعب الفلسطيني والمستفيد منه أيضا هو كل الشعب الفلسطيني".
 
وأشار برهوم إلى "اهتمام كبير من قبل قيادة حركة فتح بما يجري من مفاوضات مع الاحتلال، وليس ثمة اهتمام كبير بالمصالحة، رغم أن الأولوية هي للمصالحة وليس للتفاوض مع العدو".
 

خليل شاهين: الفصائل كانت أمام مصالحة حقيقية لإعادة بناء وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني (الجزيرة)
خليل شاهين: الفصائل كانت أمام مصالحة حقيقية لإعادة بناء وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني (الجزيرة)

رهانات الحركتين
من جهته لا يرى المحلل السياسي المتابع لحوارات المصالحة خليل شاهين أن الفصائل كانت أمام مصالحة حقيقية لإعادة بناء وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني على مستوى السلطة ومنظمة التحرير".
 
وأضاف أن التوترات الحالية "ناجمة عن عدم وجود إرادة حقيقية لاستكمال ملفات المصالحة بكاملها"، مشيرا إلى عدم تشكيل لجان للبرنامج السياسي والملف الأمني خلال حوارات الفصائل في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
 
ويؤكد شاهين وجود تيارات داخل فتح وحماس، مضيفا أن بعض المصالح الاقتصادية والأمنية نشأت خلال فترة الانقسام في الضفة وقطاع غزة ومرتبطة باستمراره، لكن الأهم "وجود قرار مركزي لدى الحركتين للمضي في اتفاق المصالحة".
 
ولا يرى المحلل الفلسطيني أن هناك قرارا لدى حركة فتح بالمضي في المصالحة حتى نهايتها "بسبب الرهان على العملية التفاوضية والرباعية الدولية"، فيما حركة حماس غير مستعجلة للضغط من أجل إتمام المصالحة "بانتظار تطورات الربيع العربي التي تأمل أن تحمل لها بشرى سارة".
المصدر : الجزيرة