الصلابي: لا اتفاق مع القذافي

د. علي الصلابي / داعية ليبي - الجزيرة

علي الصلابي قال إن القذافي يحاول شق وحدة الثوار (الجزيرة)

نفى المعارض الليبي وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي أن يكون إسلاميون ليبيون توصلوا إلى أي اتفاق مع نظام العقيد معمر القذافي لمحاربة القوى ذات التوجه الليبرالي من الثوار، الذين يقاتلون منذ شهور لإسقاط النظام.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في عددها الصادر اليوم عن سيف الإسلام، نجل القذافي، قوله إن نظام والده بدأ يغير رأيه تجاه الإسلاميين ويسعى لعقد اتفاق سري مع من هم موجودون في صفوف الثوار، وذلك من أجل إقصاء الثوار الليبراليين.


القوة الحقيقية
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن سيف الإسلام أكد أنه سيتم التوصل إلى سلام في ليبيا خلال شهر رمضان، وأنه من المنتظر أن يعلن هو والإسلاميون بلاغا مشتركا بهذا الشأن خلال أيام من العاصمة طرابلس ومن بنغازي، شرقي البلاد، وهي معقل الثوار.

وأضاف سيف الإسلام –حسب ما أوردت نيويورك تايمز- "الليبراليون سيفرون أو سيقتلون، سنقوم بهذا معا"، وتابع "ليبيا ستصبح مثل السعودية أو إيران، وماذا بعد؟".

وقال إن الإسلاميين "إرهابيون ودمويون ولا نثق فيهم، لكن لا مناص من التعامل معهم"، وأضاف "أعلم أنهم إرهابيون وأنهم دمويون وأنهم ليسوا جيدين، لكن عليكم أن تقبلوهم".

وقال وهو يوجه خطابه للدول الغربية، "تريدوننا أن نصل إلى توافق، تريدوننا أن نقتسم السلطة، لكن مع من؟ الإسلاميون هم القوة الحقيقية على الأرض".


سيف الإسلام القذافي قال إنه سيتم إعلان اتفاق مع الإسلاميين من الثوار (الجزيرة)  
سيف الإسلام القذافي قال إنه سيتم إعلان اتفاق مع الإسلاميين من الثوار (الجزيرة)  

صف واحد
وقال الصلابي في حديث عبر الهاتف للجزيرة نت إن ما قاله سيف الإسلام لصحيفة نيويورك تايمز بشأن التوصل إلى اتفاق سري "بهتان عظيم وكذب وإفك لا أصل له".

وأضاف أن "كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الليبي تقف صفا واحدا في وجه دكتاتورية واستبداد القذافي وأبنائه"، معتبرا تصريحات سيف الإسلام "محاولة يائسة من نظام القذافي لشق صف الثوار".

ووصف الصلابي ما قاله سيف الإسلام القذافي بأنه "خطة وبرنامج مبيت من القذافي لإيجاد صدع في صفوف الثوار الليبيين، ولكنه لن يفلح في ذلك، وكما قال الله تعالى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)".

وتابع الصلابي "حوارنا مع النظام ارتكز ويرتكز دائما على شروط على رأسها رحيل القذافي وأبنائه أولا عن السلطة، وحفظ العاصمة طرابلس وباقي المدن الليبية من الدمار وحقن دماء الليبيين وحق الشعب الليبي في تقرير مصيره".


نفخة في رماد
واعتبر محاولة القذافي وأبنائه لإثارة الشقاق بين الثوار -حسب قوله- "نفخة في رماد تدل على أن نظام القذافي بدأ يتهاوى أمام ضربات الثوار، وهو الآن يحاول أن يجد صدعا وشقوقا في صفوفهم، ولكن هيهات فهو لن يستطيع ذلك".

وقال الصلابي إن الإسلاميين الليبيين يدعمون "أي مبادرة من أي دولة أو من الأمم المتحدة تحترم شرط رحيل القذافي وأبنائه عن السلطة وتحفظ دماء الليبيين، سواء كنا داخل هذه المبادرة أو خارجها".

وأضاف "لا خوف على ليبيا من الإسلاميين لأنهم يؤمنون بإقامة دولة مدنية ديمقراطية مبنية على التداول السلمي للسلطة وسيادة القانون واستقلال القضاء، ويؤمنون بالتعددية وبدستور يحمي أعراف الليبيين وتقاليدهم وعقيدتهم ودينهم".

وأكد أن ليبيا ستبقى "متماسكة قوية متلاحمة رغم كيد القذافي وأبنائه عبر وسائلهم الإعلامية المهزومة"، وأن "الثوار الليبيين بكل توجهاتهم مصممون على الدفاع عن أنفسهم وعلى تحقيق أهداف الشعب الليبي في التحرر من نظام القذافي وأبنائه والوصول إلى الحرية والعدالة والمساواة".

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز