الأسد يدعو الأكراد وتنديد دولي بالعنف

Syrian ethnic Kurds demonstrate in the Syrian town of Qamishli May 14, 2011.

مظاهرة للأكراد تطالب بالحرية وإسقاط النظام في مدينة القامشلي (الفرنسية-أرشيف)

ذكرت مصادر سورية كردية أن الرئيس بشار الأسد دعا قادة 12 حزبا كرديا للاجتماع به اليوم السبت لبحث الأوضاع بالبلاد، فيما دعت فرنسا شركاء سوريا للتحرك لانتقاد "أعمالها غير المقبولة"، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف العنف قبل إجراء حوار وطني.

وقال عضو اللجنة السياسية لحزب ياكيتي الكردي السوري فؤاد عليكو ليونايتد برس إنترناشيونال مساء الجمعة، إن محافظ الحسكة أبلغ بعض قادة الأحزاب الكردية أن اجتماعا مع الأسد سيعقد السبت، وذلك في إطار اللقاءات التي يعقدها الرئيس السوري مع أطياف المجتمع كافة.

وأضاف "من حيث المبدأ نحن موافقون على اللقاء، ولكن طلبنا مهلة يومين أو ثلاث حتى يتم التشاور بين قيادات الأحزاب الكردية"، مؤكدا أن الدعوة وجهت إلى 12 حزبا كرديا.

وقال إن الأحزاب الكردية تقف على مسافة واحدة من المعارضة والنظام، مؤكدا أن الأحزاب الكردية طرحت مبادرة تتضمن تجنب اللجوء إلى القتل والعنف، والسماح بالاحتجاج السلمي والحوار الوطني الشامل بين التيارات السياسية في سوريا.

ومن جانبه اعتبر رئيس المبادرة الوطنية لأكراد سوريا عمر أوسي ليونايتد برس إنترناشيونال أن الدعوة تشكل بادرة طيبة لحل الأزمة الراهنة بعد تصاعد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس/آذار الماضي، والتي تطالب بالحرية والإصلاحات وارتفاع سقف المطالب لإسقاط النظام.

فرنسا دعت دمشق للتوقف عن
فرنسا دعت دمشق للتوقف عن "العنف البربري" ضد المتظاهرين (رويترز-أرشيف)

دعوة فرنسية
وكانت فرنسا دعت الجمعة شركاء سوريا إلى التحرك لانتقاد ما أسمتها الأعمال غير المقبولة التي تقوم بها السلطات السورية ودعتها إلى التوقف عن "العنف البربري".

وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا دعت فيه شركاء سوريا إلى التحرك لانتقاد "هذه الأعمال غير المقبولة التي يجب أن تتوقف".

وجددت إدانتها للوضع في سوريا، وحثت السلطات على التوقف عن "هذا العنف البربري والالتزام بتعهداتها بموجب حقوق الإنسان وتطبيق إصلاحات جدية وإطلاق حوار وطني شامل".

وتأتي الدعوة الفرنسية في وقت تعارض فيه روسيا والصين أي قرار قد يتخذ في مجلس الأمن ضد سوريا بسبب قمع المظاهرات المستمرة في البلاد منذ مارس/آذار الماضي والتي أدت إلى مقتل المئات.

وسعى دبلوماسيون في مجلس الأمن الخميس لبحث إمكانية تعديل مشروع قرار لإدانة سوريا لتجنيبه احتمال استخدام روسيا والصين حق الفيتو لنقضه.

وكان مستشاران خاصان في الأمم المتحدة قد عبرا الخميس عن قلقهما من "العنف المنهجي والمتعمد" الذي تستخدمه السلطات السورية ضد المدنيين في إطار محاولاتها لوقف الاحتجاجات.

وقال مستشار الأمم المتحدة لشؤون الإبادة الجماعية فرانسيس دينغ والمستشار المعني "بالمسؤولية عن الحماية" إدوارد لاك في بيان إنهما يشعران "بقلق بالغ بشأن تزايد الخسائر في الأرواح في سوريا نتيجة استمرار القمع العنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة".

وأضافا أنهما قلقان بشكل خاص "بخصوص الهجمات المنهجية والمتعمدة على ما يبدو التي تقوم بها الشرطة والجيش وغيرهما من قوات الأمن ضد المدنيين العزل المشاركين في الاحتجاجات على مدى الشهرين الأخيرين".

إدانة بريطانية
كما أدانت بريطانيا الجمعة "الازدراء المقيت" من قبل الحكومة السورية للحياة الإنسانية، وذلك بعد مقتل عشرات المتظاهرين برصاص قوات الأمن الجمعة، ونددت بالقمع "الوحشي والقاسي للمتظاهرين الأبرياء".

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر بورت في بيان "مرة أخرى، أثبتت الحكومة السورية ازدراء مقيتا للحياة الإنسانية، في وقت نزل فيه سوريون عاديون إلى الشارع لإحياء ذكرى أطفال أبرياء قتلوا في الاضطرابات، من بينهم حمزة الخطيب الذي صدم مقتله العالم بأسره".

وبعد أن أخذ علما بإعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن عفو عام وتشكيل لجنة "لإرساء أسس حوار وطني"، طلب بورت بأن تعقب هذا الإعلان "أعمال ملموسة" وتؤدي إلى إصلاحات في العمق. ودعا أيضا و"مرة جديدة" إلى أن تحترم دمشق "التزاماتها في مجال حقوق الإنسان"

بان: يجب وقف العنف من أجل إجراء حوار حقيقي في سوريا (رويترز-أرشيف)
بان: يجب وقف العنف من أجل إجراء حوار حقيقي في سوريا (رويترز-أرشيف)

مطالبة أممية
في هذه الأثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة بالوقف الفوري "للقمع العنيف" وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات السورية في حملتها ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.

وقالت فانينا مايستراتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن الأمين العام بان كي مون "يشعر بانزعاج بالغ من استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك تقارير مثيرة للقلق عن مقتل أطفال تحت وطأة التعذيب واستخدام الذخيرة الحية والقصف".

وقالت إن بان "على علم بعفو وعدت به السلطات السورية ودعوة إلى حوار وطني، ومع ذلك فإنه يؤكد أن القمع العنيف من قبل قوات الأمن والجيش يجب أن ينتهي على الفور من أجل إجراء حوار حقيقي وشامل يؤدي إلى إصلاحات شاملة وتغيير دعا إليه الشعب السوري".

وأضافت أن الأمين العام الأممي كرر دعوته لإجراء تحقيق كامل وصريح ومستقل في أعمال القتل.

المصدر : الجزيرة + وكالات