حرائق ونهب في أبيي

(FILES) Armed men walk on April 17, 2011 in the restive town of Abyei, on the Sudanese north-south border. Sudan’s flashpoint border town of Abyei is burning, with gunmen looting properties after its capture by Khartoum troops, UN peacekeepers said on May 23, 2011.

مسلحون في شوارع أبيي (الفرنسية-أرشيف)

شهدت مدينة أبيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان اليوم الاثنين حرائق وعمليات نهب من قبل "عناصر مسلحة" بعد يومين من سيطرة الجيش الشمالي عليها، في حين أيد البرلمان بقاء الجيش بالمنطقة لحين ترتيبات أخرى.

وقد هرب آلاف المدنيين باتجاه جنوب المدينة الغنية بالنفط بعد أن أحكم الجنود ودبابات القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني النظامي) سيطرتهم عليها في انتهاك لـاتفاقية السلام الشامل.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان (يوناميس) في بيان اليوم تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إنها "تدين بقوة الحوادث وعمليات النهب التي تنفذها عناصر مسلحة في مدينة أبيي".

وحذرت البعثة حكومة الخرطوم من أنها مسؤولة عن فرض القانون في المدينة التي سيطرت عليها، داعية إياها إلى التدخل "لوقف هذه الأعمال الإجرامية".

وأبيي هي إحدى أبرز نقاط التوتر منذ 2005 ونهاية الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والمدينة في صلب نزاع من أجل الوصول إلى المياه ولكنها أيضا في صلب خصومات قبلية تاريخية.

وتشهد هذه المنطقة تصعيدا في أعمال العنف منذ استفتاء يناير/كانون الثاني الماضي بشأن انفصال جنوب السودان والذي صوتت خلاله غالبية ساحقة لصالح الانفصال، مما فتح الباب أمام استقلال الجنوب المنتظر إعلانه في يوليو/تموز المقبل.

وكانت القوات المسلحة السودانية استولت السبت بعد معارك عنيفة على مدينة أبيي. وقالت الخرطوم إن قواتها تسيطر على المدينة و"كل منطقة شمال نهر بحر العرب" الذي يسميه الجنوبيون نهر كير.

 عبد الرحيم حسين: الجيش باق في أبيي ولن يغادرها (الجزيرة-أرشيف)
 عبد الرحيم حسين: الجيش باق في أبيي ولن يغادرها (الجزيرة-أرشيف)

باقون
وقد أكد وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين اليوم الاثنين أن الجيش السوداني سيبقى في أبيي ولن يغادرها.

وقال في جلسة للبرلمان السوداني خصصت للاستماع إلى أقواله بشأن التطورات في أبيي "نحن باقون في أبيي حتى صدور قرار بغير ذلك"، مؤكدا أن "الجيش لن يتراجع قيد أنملة".

من جهته قال رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر "تبقى القوات المسلحة في أبيي حتى تتضح المسألة، وتبحث الرئاسة مع الحركة كيفية إدارة المنطقة، وحتى ذلك الحين ستظل القوات المسلحة في أبيي".

وكان وزير الدولة السوداني في رئاسة الجمهورية أمين حسن عمر حذر الأحد من أن الجيش السوداني سيبقى في أبيي التي دخلها السبت "لحين التوصل لترتيبات أمنية جديدة"، مع تأكيده استعداد حكومة السودان للتفاوض.

وقال عمر للصحفيين عقب مباحثات أجرتها الحكومة السودانية مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في الخرطوم "حتى نتوصل لترتيبات أمنية جديدة سيظل الجيش حارسا للمنطقة حتى يضمن عدم دخول قوات الجيش الشعبي لها مرة أخرى".

وفي جوبا، قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين "إنه اجتياح غير مشروع ينتهك كل اتفاقيات السلام ويعرض للخطر حياة آلاف المدنيين".

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أدانت هجوم الجيش السوداني على أبيي. حيث طالبت واشنطن بانسحاب القوات الشمالية من المدينة، فيما نددت باريس بـ"انتهاك خطير" لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب.

المصدر : الجزيرة + وكالات