جوبا تجدد عرض العفو عن المليشيات

حصلت" الجزيرة" على صور لضحايا الهجوم الذي شنته قوات المنشق عن الحركة الشعبية "جورج اطور" في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان - الجزيرة
قتلى هجومٍ شنته مليشيا الجنرال المنشق جورج أتور بأعالي النيل منتصف فبراير/شباط الماضي 

جددت حكومة جنوب السودان عرضا بالعفو عن مليشيات جنوبية متمردة، في مسعى لتأمين الأجواء قبل إعلان الاستقلال هذا الصيف، بينما اتهمها سياسي منشق بأنها لا تؤمن بتقاسم السلطة.

وقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم متحدثا في مطار جوبا اليوم إن كل المليشيات مرحب بها ليشملها العفو.

وأضاف "رسالتنا لكل هذه المليشيات هي أن الوقت قد حان لها كي تستجيب لنداء المصالحة".

لكن أموم جدد اتهام المليشيات المنشقة بتلقي الدعم من حكومة الشمال، وهو اتهام تنفيه الخرطوم وينفيه المتمردون الذين يقولون بدورهم إن الجيش الجنوبي يهاجمهم.

وشهدت مرحلة ما قبل استفتاء الانفصال -الذي جرى في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي- هدوءا نسبيا في جنوب السودان، لكن العنف تصاعد كثيرا بعد الاقتراع، وقتل فيه مئات الأشخاص.

وتتهم مليشيات منشقة حكومة الجنوب بأنها لا تمثل الشعب والجيش في هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالنفط، التي عانت طويلا من الانقسامات القبلية والعرقية وتواجه خطر التحول إلى دولة فاشلة تزعزع استقرار شرق أفريقيا إذا فشلت في إقرار الأمن، حسب مجموعة الأزمات الدولية.

وقالت مجموعة الأزمات في تقرير لها "التمرد بعد الاستفتاء معتاد في المنطقة التي مازالت معسكرة، حيث يلجأ الساخطون إلى السلاح لممارسة النفوذ أو تحقيق غايات يعتقدون أنه لا يمكن تحقيقها عبر قنوات أخرى".

أكول: بعض مسؤولي جيش تحرير السودان يثيرون الصدامات لأنهم يخشون المصالحة(الأوروبية-أرشيف)
أكول: بعض مسؤولي جيش تحرير السودان يثيرون الصدامات لأنهم يخشون المصالحة(الأوروبية-أرشيف)

سياسي ساخط
وبين الساخطين لام أكول وزير الخارجية السوداني الأسبق الغريم السياسي الأول لرئيس حكومة الجنوب سالفاكير ميارديت.

واتهم أكول اليوم حكومة الجنوب بأنها لا تؤمن بتقاسم السلطة، واتهم بعض مسؤولي الجيش الحركة الشعبية بإثارة القلاقل لأنهم يخشون المصالحة.

وقال في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية إن الحركة الشعبية لا تؤمن بالمرحلة الانتقالية، وهو ما يناقض اتفاقا جرى التوصل إليه في مؤتمر للأحزاب الجنوبية.

وأضاف "إذا تغيروا فنحن مستعدون للتعاون"، نافيا تهما تقول إن له علاقة بمليشيات جنوبية متمردة وإنه يحقق أجندة المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال.

وانشق أكول عن الحركة الشعبية أثناء الحرب مع الشمال، ثم تصالح معها، وشارك معها في حكومة جنوب السودان، قبل أن ينشق مجددا ويؤسس في 2009 "الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي".

وعرض سلفاكير عفوا عن المتمردين، ونظمت حكومته سعيا لتحقيق المصالحة مؤتمرا لكل الأحزاب الجنوبية في جوبا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعهدت بعده الحركة الشعبية لتحرير السودان بتشكيل حكومة تمثل أكبر قدر من أطياف المجتمع وبتنظيم انتخابات إذا أصبح الجنوب دولة مستقلة، وهو ما كرسه استفتاء الانفصال.

واعتبر أكول أن الحل الوحيد هو أن تحترم الحكومة قرارات مؤتمر جوبا وتحاور كل من يحمل السلاح، واتهم عناصر في الجيش الشعبي بأنها وراء الصدامات المسلحة التي سجلت الأشهر الأخيرة، لأنها تخشى على مناصبها من مصالحة تتحقق، حسب قوله.

المصدر : وكالات