المعارضة تنضم للمطالبين برحيل صالح

Anti-government protesters shout slogans during a rally demanding the ouster of Yemen's President Ali Abdullah Saleh in Sanaa March 19, 2011. Two prominent members of Yemen's ruling party resigned on Saturday in protest against the killing of dozens of anti-government protesters, while troops enforced a state of emergency in the capital.

مئات الآلاف عادوا للاعتصام بساحة التغيير رغم الطوارئ ورغم مجزرة أمس (رويترز)

انضمت قيادات المعارضة اليمنية لمئات الآلاف الذين احتشدوا اليوم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد، في أعقاب مجزرة شهدتها الساحة عقب صلاة الجمعة أمس، وقتل فيها 52 شخصا برصاص قناصة تربصوا لمئات الآلاف من المعتصمين.

وقال مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي إن مئات الآلاف توافدوا إلى الساحة بعد صلاة عصر اليوم، وإن عشرات الآلاف من المعلمين جاؤوا إليها لإعلان انضمامهم للثوار، ورغبتهم في حمايتهم من أي هجوم قد تدبره السلطات ضدهم مجددا.

تغيير محوري
واعتبر المراسل أن التطور الأبرز الذي يشكل منحنى في تطورات الأحداث على الساحة اليمنية هو إعلان قوى المعارضة انضمامها إلى مطالب المعتصمين بضرورة رحيل صالح ونظامه.

وقال المراسل إن قيادات المعارضة اعتلت عصر اليوم المنصة في ساحة التغيير ورددت شعار المعتصمين وهو "الشعب يريد إسقاط النظام".

undefinedوبشأن هذا التحول قال الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني حميد الأحمر إن صالح قد فقد شرعية كونه رئيسا لليمن، وإن مبدأ التفاوض مع النظام قد شطب تماما من قاموس قوى المعارضة بعد مجزرة أمس.

وأكد في تصريحات للجزيرة أن المعارضة ليس بإمكانها التحاور مع "مجرم" يقتل شعبه، ودعا صالح إلى التهيؤ لمواجهة محاكم جرائم الحرب الدولية.

وكان مراسل الجزيرة قد أكد أمس أن قناصة اعتلوا أسطح الأبنية المحيطة بساحة التغيير، وبدؤوا إطلاق النار على المعتصمين بعد صلاة الجمعة مباشرة.

وقال الأطباء في المستشفى الميداني بالساحة إن القناصة تعمدوا إصابة المعتصمين في رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم.

ولم تلق محاولات الرئيس صالح تبرئة نظامه من المجزرة أي قبول لدى أطياف الشعب اليمني، حيث قال صالح إن الشرطة لم تكن موجودة في الساحة، ورأى أن مواطنين متضررين من الاعتصامات المتكررة هم الذين فعلوا ذلك.

صالح سعى لتبرئة رجال الشرطة من مجزرة التغيير (الجزيرة)
صالح سعى لتبرئة رجال الشرطة من مجزرة التغيير (الجزيرة)

وقد سادت حالة من الغضب الشديد مختلف المدن اليمنية بعد مجزرة أمس، وقال مراسلو الجزيرة نت في عدة مدن يمنية إن مظاهرات حاشدة طافت شوارع هذه المدن للتنديد بما جرى بساحة التغيير

اشتباكات بعدن
وفي تطور ميداني آخر أصيب ما لا يقل عن أربعة متظاهرين بالرصاص خلال قيام قوات الأمن اليمنية بمحاولة اقتحام مخيم الاعتصام بمدينة المعلا بالمحافظة.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن المعززة بالآليات العسكرية قد حاصرت المدينة قبل البدء في إطلاق كثيف للرصاص الحي ومسيلات الدموع على المعتصمين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة. ومنعت الحواجز التي أقامها المعتصمون في الشوارع قوات الأمن من بسط سيطرتها عليها.

إدانة دولية
على الصعيد الدولي توالت الردود الدولية والعربية المنددة بما جرى أمس بساحة التغيير، وتعالت الأصوات الدولية المطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية.

وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاسبة المسؤولين عن هجمات أمس، وأعرب عن تأييده لتغيير سياسي في اليمن يلبي طموحات المواطنين هناك.

كما أعربت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون عن قلق بلادها التي تسعى إلى "التحقق من معلومات" أفادت أن المتظاهرين قتلوا إثر "تدخل قوى الأمن".

أوباما دعم مطالب اليمنيين بالتغيير السياسي(الجزيرة)
أوباما دعم مطالب اليمنيين بالتغيير السياسي(الجزيرة)

كما نددت روسيا وفرنسا ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بإطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم، مطالبين السلطات اليمنية بوقف التعامل بعنف مع مطالب المواطنين السلمية.

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد ندد بشدة بما وصفه باستخدام السلطات اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وكرر دعوته إلى ضبط النفس.

وأعرب المسؤول الدولي عن إيمانه بأنه لا بديل للحوار المتعدد الأطراف بشأن الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

عربيا أدانت قطر ما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات اليمنية ضد المتظاهرين في صنعاء. وأعربت عن حزنها لسقوط العديد من الضحايا.

كما دعت تونس إلى الوقف الفوري لأعمال العنف باليمن، معربة عن حزنها الشديد ورفضها القاطع لأعمال العنف التي استهدفت المدنيين العزل وأدت إلى مقتل العشرات وجرح أعداد كبيرة منهم.

المصدر : الجزيرة