330 بلاغا عن مفقودين بثورة مصر

ذوو المفقودين أجلوا احتفالهم بنجاح الثورة حتى عودة غائبيهم

ذوو المفقودين أجلوا احتفالهم بنجاح الثورة حتى عودة غائبيهم (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سعد-القاهرة

تلقت لجنة الحريات بنقابة المحامين في مصر 330 بلاغا عن مواطنين اختفوا خلال الثورة، مؤكدة أن عددهم مرشح لبلوغ الألف لأن الكثيرين لم يتقدموا ببلاغات حتى الآن. وقد أعربت بعض الأسر للجزيرة نت عن حزنها وأنها أجلت فرحة نجاح الثورة لحين عودة الأبناء. 

وتلقت اللجنة تلك البلاغات من ذوي وأهالي هؤلاء المفقودين الذين طالبوا بمعرفة مصير ذويهم وإعادتهم إلى عائلاتهم.

وأكد المحامي عضو اللجنة أحمد أبو زيد للجزيرة نت أنه تمت إحالة هذه البلاغات إلى النائب العام، مشيرا إلى أن اللجنة ما زالت تتلقى البلاغات بشأن المفقودين الذين اختفى معظمهم خلال يومي الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني (يوم اندلاع الثورة)، ويوم الجمعة التالي (جمعة الغضب) 28 يناير/كانون الثاني، وذلك قبيل انهيار جهاز الشرطة.

وأشار إلى أن غالبية المفقودين هم شباب في الفئة العمرية المتوسطة، وأنهم يتوزعون على مختلف المحافظات، مؤكدا أن مصيرهم ينحصر بين القتل والدفن أو التعرض للاحتجاز بأماكن غير معلومة.

ومن هؤلاء المفقودين طارق عبد اللطيف (36 سنة) مهندس ميكانيكي بشركة بترول، له ابنتان مريم (6 سنوات) وسارة (سنة واحدة)، حيث نزل للصلاة مع أصدقائه يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني بمسجد مصطفى محمود من أجل المشاركة في الثورة، ولأن شبكة الهواتف المحمولة في ذلك الوقت كانت مقطوعة لم تستدل أسرته عليه.

طارق عبد اللطيف اختفى وترك وراءه ابنتين(الجزيرة نت) 
طارق عبد اللطيف اختفى وترك وراءه ابنتين(الجزيرة نت) 

جمعة الغضب

وتقول زوجة طارق رانيا شاهين للجزيرة نت "كنت أول من التقط الدعوة لمظاهرة 25 يناير عبر فيسبوك". وتضيف "أخبرته بأمرها فلم يعلق عليها، إلا أنه مع النجاح الباهر لها، قرر ألا تفوته مظاهرة جمعة الغضب، لكن صديقا له قال إنه اختفى بعد العاشرة مساء ذلك اليوم بميدان التحرير".

وتتابع رانيا "طارق لم يشارك من قبل في أي مظاهرة أو نشاط سياسي، ولم تكن له مظلمة شخصية، فنحن أسرة ميسورة لكنه ذهب لمواجهة الطغيان. علما بأن والده لواء جيش متقاعد".

وبدوره يقول شقيقه خالد "عندما كنت أسأل عنه رأيت الكثيرين يسألون أيضا عن ذويهم. الآن يعترينا القلق. ووالدتي منهارة، ومن حقنا أن نعرف أين اختفي طارق؟ ولماذا؟ فمن غير المعقول أن يختفي مواطن، ولا يعرف أحد عنه شيئا". 

"يا ريت تحسوا بالثورة دي" عبارة قالتها شقيقة زياد بكير المقيمة بألمانيا محرضة إياه على المشاركة في الثورة. وتؤكد أن زياد الذي لم يكن له أي نشاط سياسي ولم يشارك في أي مظاهرة من قبل استجاب للنداء، لكنه اختفى.  

وتضيف شقيقة زياد التي عادت من ألمانيا بحثا عنه "إنه فنان تشكيلي، يضع كل أحاسيسه في عمله، لكنه شأن جميع المصريين لم يكن راضيا عن الأوضاع".

أما والدته مهندسة الديكور سوسن محمود فؤاد، فروت للجزيرة نت أن زياد قرر المشاركة في الثورة بعد موافقتها على نصيحة أخته "فذهب لصلاة الجمعة 28 يناير/كانون الثاني بمسجد مصطفى محمود. كان مريضا بالإنفلونزا، قلت له خذ الدواء يا بني. أجاب مسرعا: لما آجي، لكنه لم يعد".

زياد بكير ذهب لصلاة الجمعة فاختفى (الجزيرة نت)
زياد بكير ذهب لصلاة الجمعة فاختفى (الجزيرة نت)

مسؤولية
وتشيرهذه الأم إلى أنهم أجلوا احتفالهم بنجاح الثورة لحين رجوع زياد سالما. تضيف "وأحمل مسؤولية اختفائه للرئيس المخلوع ووزير داخليته. وعندما يعود سنرفع قضية عليهما"، مشيرة إلى أن نجلها درس في مدارس رهبان ويتمتع بالتزام أخلاقي صارم.

ومن جانبه والده محمد صالح بكير قال "الحمد لله. المحصلة كانت نجاح الثورة"، مؤكدا شعوره وأسرته بالفخر لما فعل. ويضيف "ما نتوقعه من المسؤولين أنه بعد انتهاء الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر سيعود كل شيء لطبيعته".

وكان ناشطون صمموا على فيسبوك "صفحة المفقودين فى ثورة مصر". وخصصت جهات عدة خطوطا ساخنة لتلقي البلاغات بحقهم، وتكونت مجموعات شبابية تقوم على أمرهم.

المصدر : الجزيرة