كرمان تطلب دعما ألمانيا لثورة اليمن

كرمان في لقاء مع مسلمي برلين

توكل كرمان في لقاء مع مسلمي برلين (الجزيرة نت)

برلين-خالد شمت

طالبت الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة علي جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الحكومة الألمانية باتخاذ مواقف أكثر حسما في دعم ثورة مواطنيها لإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وتجميد أرصدته وأسرته وكبار مسؤولي نظامه في البنوك الألمانية، والمساعدة في إحالة ما سمته ملف "جرائم الحرب في اليمن" إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وانتقدت توكل -في مؤتمر صحفي بمؤسسة فريدريش إيبرت القريبة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض- المبادرة الخليجية التي ترك صالح السلطة بموجبها وفوض صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي.

واعتبرت أن هذه المبادرة "تعاملت مع الثورة السلمية للشباب اليمني كأزمة بين الرئيس المخلوع والمعارضة، وغضت الطرف عن ملايين المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام في ساحات الحرية والتغيير".

وكشفت الناشطة اليمنية -في المؤتمر الذي عقدته بمستهل زيارتها للعاصمة برلين قبل سفرها إلى النرويج لتسلم جائزة نوبل للسلام- أن شباب الثورة اليمنية يعدون لتأسيس حزب سياسي جديد يعبر عن تطلعاتهم السياسية ويعطي زخما لاستمرار ثورتهم.

وأوضحت في حديث للجزيرة نت أن زيارتها لألمانيا جاءت تلبية لدعوة من حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، وأشارت إلى أنها ستلتقي خلالها بكبار المسؤولين في وزارة الخارجية والبرلمان (بوندستاغ) ومنظمة الشفافية الدولية التي يقع مقرها في برلين.

توكل كرمان في المؤتمر الصحفي بمؤسسة فريدريش إيبرت ببرلين (الجزيرة نت)
توكل كرمان في المؤتمر الصحفي بمؤسسة فريدريش إيبرت ببرلين (الجزيرة نت)

لقاءات مع مسؤولين
والتقت توكل أمس الخميس برفقة أعضاء المبادرة الشبابية ليمن جديد ورئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا أيمن مزايك مع وزير الدولة بالخارجية الألمانية فيرنر هوير، واستقبلها اليوم وزير الخارجية غيدو فيسترفيله وكبار مسؤولي البوندستاغ ووزيرة العدل السابقة هيرتا دوبيلر غيميلين.

وامتدحت توكل -في لقاءاتها ومؤتمرها الصحفي- دعم ألمانيا لبلادها طوال العقود الماضية ودور برلين في إصدار القرار الأممي 2014، وقالت إن اليمنيين "يتطلعون لقيام الحكومة الألمانية بدور هام في الشأن اليمني واتخاذ إجراءات عقابية ضد صالح وبقايا نظامه، وفي مقدمتها تجميد أرصدتهم المالية ومحاسبتهم على جرائمهم بحق اليمنيين".

واعتبرت أن المبادرة الخليجية "أعطت علي عبد الله صالح فرصة جديدة للمراوغة والخداع مع المجتمع الدولي ومواصلة النهب المنظم للمال العام ونقله للخارج".

وقالت توكل إن "الرئيس المخلوع قام بخروقات عديدة للمبادرة بعد توقيعها واجتمع بالجيش وأصدر قرارات جديدة، وعين أمينا عاما للرئاسة كأنه مازال يمارس سلطاته".

ورأت أن المبادرة الخليجية "تضمنت بندا إيجابيا هو تشكيل لجنة عسكرية لإعادة توحيد وهيكلة الجيش والمؤسسات الأمنية" غير أنها أضافت أن عددا من المتهمين بقتل الثوار هم أعضاء في اللجنة.

وأشارت إلى أن حديث المبادرة عن مرشح توافقي واحد للرئاسة يلغي حق اليمنيين في التداول السلمي للسلطة.

الناشطة اليمنية قالت إن الدول الغربية مخطئة إذا تراجعت عن تأييد ثورة الشباب اليمني بدافع من الخوف من انتشار ما يسمى "الإرهاب" في اليمن

الخوف من الإرهاب
ودعت الناشطة اليمنية الغرب لإظهار دعمه لما يدعو إليه من قيم عالمية، وإقامة شراكة مستقبلية مع الشعب اليمني بدلا من نظام بات صفحة من الماضي.

واعتبرت أن الدول الغربية مخطئة إذا تراجعت عن تأييد ثورة الشباب اليمني بدافع من الخوف من انتشار ما يسمى "الإرهاب" في اليمن.

وقالت إن نظام صالح هو من ربى تنظيم القاعدة وأمده بالأموال والسلاح لابتزاز العالم، مشيرة إلى أن "تحقيق هدف الثورة السلمية بإسقاط نظام صالح وإقامة دولة مدنية حديثة كفيل بتجفيف الإرهاب من منابعه" مؤكدة أن "الثورة السلمية مثلت خصما من رصيد الإرهاب وكرست ثقافة السلم بين شعب يملك سبعين مليون قطعة سلاح".

وكشفت توكل عن عزم اليمن الجديد على الاستفادة من أوجه التشابه مع ألمانيا في إقامة نظام حكم فدرالي يحقق تطلعات شماله وجنوبه في إطار دولة موحدة، وأوضحت للجزيرة نت أن اليمن الجديد يعول على السياحة القادمة من ألمانيا لتنمية موارده المالية وإظهار تاريخه وحضارته للعالم.

وأشادت الناشطة الحقوقية اليمنية بالدور الرئيسي لمواطناتها في الثورة ضد "النظام المستبد ومنظومة مجتمعية قيدتهن في إطار تقليدي" وتوقعت لعب المرأة اليمنية دورا هاما في صياغة مستقبل بلادها.

وأشارت إلى تغير النظرة التقليدية للمرأة في اليمن بعد الثورة إلى احترام مجتمعي واسع، واعتبرت أن "اليمنيات حصلن بعد الثورة على أضعاف حقوقهن قبلها وخرجن من محيطهن النسوي الضيق إلى ساحات عمل غير مسبوقة".

المصدر : الجزيرة