فلسطينيون يستلهمون تجربة "ركاب الحرية"

الصورة التي استخدمها الناشطون لدعم حملتهم مستلهمين تجربة لوثر كنج والمناضلين ضد التمييز العنصري في امريكا

الناشطون استلهموا تجربة لوثر كينغ والمناضلين ضد التمييز العنصري في أميركا لدعم حملتهم

ميرفت صادق-رام الله

انطلق ستة فلسطينيين في مبادرة تحت عنوان "ركاب الحرية" واستقلوا الثلاثاء حافلة تابعة للمستوطنين الإسرائيليين متجهة لمدينة القدس المحتلة المحظور دخولها على سكان الضفة الغربية دون تصاريح من الاحتلال.

وأوقفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحافلة قرب بلدة حزما على المدخل الشمالي لمدينة القدس، واقتحمتها ثم أجبرت "ركاب الحرية" الستة على مغادرتها بالقوة بعد اعتقالهم جميعا بتهمة دخول القدس دون تصريح.

وكانت بين المجموعة الناشطة الفلسطينية هويدا عراف الحاملة للجنسية الأميركية، وهي عضو حركة التضامن الدولية ومنسقة أساطيل الحرية لفك الحصار عن غزة ومسؤولة حركة "غزة الحرة" التي ابتكرت فكرة كسر الحصار عن قطاع غزة عبر السفن منذ العام 2008.

وهتفت عراف أثناء سحبها من قبل شرطة الاحتلال خارج الحافلة قبل اعتقالها "أنا فلسطينية وأريد الدخول إلى القدس مدينتي". وردد زميلها فادي قرعان "ثورة ثورة حتى النصر"، فيما حمل الناشط باسل الأعرج لافتة تدعو لمقاطعة "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي" وإدانته.

واستلهم الناشطون الفلسطينيون مبادرتهم من أسلوب "ركاب الحرية" الذي طوره الأميركيون الأفارقة في نضالهم التحرري لإلغاء التمييز العنصري في المواصلات العامة أواسط الخمسينيات، وهو النضال الذي قاده الزعيم الأميركي مارتن لوثر كينغ عام 1955.

هويدا عراف
هويدا عراف

ثمن الحرية
وقالت الناطقة باسم مبادرة "ركاب الحرية" حرية زيادة إن المشاركين هم مجموعة نشطاء في المقاومة الشعبية واختير خمسة إلى ستة أشخاص بناء على توقع عدد المقاعد الفارغة في حافلات المستوطنين الذاهبة للقدس.

وأكدت زيادة للجزيرة نت أن النشطاء كانوا على علم بالمخاطر التي قد يتعرضون لها خاصة أنهم سيصعدون إلى حافلات إسرائيلية مع مستوطنين قد يكونون مسلحين "ولكن الحرية لن تكون بلا ثمن"، مؤكدة مواصلة هذه المبادرة وتكرارها.

وارتدى "ركاب الحرية" الستة كوفيات فلسطينية لتمييز هويتهم الفلسطينية، ويحملون جميعا بطاقات فلسطينيي الضفة الغربية، ومنهم من يحمل الجنسية الأميركية، وصعدوا إلى إحدى الحافلات بصورة سلمية من محطة قرب مستعمرة "بسغوت" القريبة من مدينة البيرة والمتجهة إلى القدس.

وكان الكاتب والناشط الفلسطيني الأكاديمي مازن قمصية من مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم أحد المشاركين في المبادرة، وقال للجزيرة نت إنه لم يدخل القدس في السنوات الأخيرة إلا عند اعتقاله واقتياده للتحقيق في مركز المسكوبية قبل فترة.

ووجه قمصية نداء للعالم بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين ويمنعهم من التحرك في أراضيهم.

وقال "نحن نعيش في ظل نظام فصل وتفرقة عنصري ممنوع دوليا ويعد جريمة ضد الإنسانية، في حين يتاح للمستوطنين السكن في أراضينا وسرقتها والاستيلاء على مياهنا ودخول القدس والاستيطان فيها، نمنع نحن أصحاب الأرض الأصليين من كل ذلك".

حرية زيادة
حرية زيادة

أهداف المبادرة
ولجأ "ركاب الحرية" الستة للاعتصام في الحافلة التابعة لشركة نقليات عامة إسرائيلية وعرقلة سفرها بغية التسبب بخسارتها كواحدة من أهداف المبادرة بتكبيد شركات نقل مثل "أيغد" و"فيوليا" التي تخدم المستوطنين.

وطالبت مبادرة "ركاب الحرية" الفلسطينية شعوب العالم بدعم نضالها التحرري، كما دعم النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتكريس مفاهيم التضامن مع المضطهدين بتطبيق مُقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العُقوبات عليها.

وقال بيان للمبادرة عقب اعتقال كل أعضائها إنها تستمد عزيمتها من تراث الشعب الفلسطيني بالنضال ضد الاستعمار الاستيطاني، ومن ثورات الربيع العربي الآخذة في الانتشار.

واعتبرت صعود نشطائها إلى هذه الحافلات المخصصة لخدمة المستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية، وسيلة لإيصال رسالة واضحة لشعوب العالم خاصة في هولندا وبولندا اللتين وقعتا عقودا مع شركة نقليات "إيغد" الإسرائيلية مؤخرا.

وطالبت العالم بإنصاف الفلسطينيين والوقوف إلى جانب النضال ضد الأبارتهايد كما حدث في جنوب أفريقيا، وإنهاء سياسة الكيل بمكيالين تجاه دولة الاحتلال و"الفصل العنصري الإسرائيلي".

وتغلق إسرائيل مدينة القدس بخمسة حواجز رئيسية عدا الفجائية التي تفرض بين الحين والآخر، وتمنع فلسطينيي الضفة وغزة من دخول المدينة، فيما تصادر تبعا لتقديرات اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان نحو 300 كيلومتر من طرقات الضفة الغربية لصالح المستوطنين فقط.

المصدر : الجزيرة