مظاهرات وقصف كيني بالصومال

النازحون يشاهدون البيت الذي تعرض للقصف المباشر

آثار القصف الجوي للطيران الحربي الكيني على مخيم خيبر (الجزيرة نت)

خرجت جماهير صومالية غاضبة إلى شوارع مدينة جلب، احتجاجا على القصف الجوي الكيني الذي استهدف سكان مخيم خيبر الأحد الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة العشرات.

وتوعد المتظاهرون الذين رددوا التكبير والتهليل برد قاس على السلطات الكينية، وطلبوا الانتقام للمدنيين الذين سقطوا جراء القصف الجوي على مخيم خيبر حيث يقبع آلاف النازحين الهاربين من جحيم الجفاف.

وتشن كينيا حملة عسكرية شاملة من البر والبحر والجو على المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة حركة الشباب المجاهدين بهدف توجيه ضربة لحركة المجاهدين.

سكان مخيم خيبر يقيمون فيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر (الجزيرة نت)
سكان مخيم خيبر يقيمون فيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر (الجزيرة نت)

رد الشباب
وفي أول رد فعل يصدر من الحركة إزاء القصف الجوي الكيني، شن أمس الاثنين مقاتلوها هجوما خاطفا على بلدة أمومي الكينية الواقعة في الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.

وقال الشيخ أبو بكر علي آدم للجزيرة نت "شن مقاتلونا هجومين وفي وقت متزامن على موقع تابع للشرطة، وآخر للقوات المسلحة الكينية في بلدة أمومي الكينية، وتم السيطرة على الموقعين بالكامل لساعات، ثم انسحب المقاتلون حيث رجعوا إلى مواقعهم سالمين غانمين".

وذكر أبو بكر أنهم قتلوا أعدادا كبيرة من قوات الشرطة والقوات المسلحة الكينية -من بينهم ضباط- إضافة إلى الاستيلاء على أسلحة خفيفة وثقيلة وذخائر حية متنوعة، غير أنه لم يذكر أرقاما محددة.

وهذا هو أول هجوم مسلح لحركة الشباب المجاهدين تنفذه داخل الأراضي الكينية مستهدفة قوات حرس الحدود الكينية، والقوات المسلحة أيضا.

وتقع بلدة أمومي قرب بلدة هوسنكو الصومالية بولاية جوبا السفلى، ويربط بينهما طريق غير معبد ويتجه بعد ذلك نحو مخيمات اللاجئين الصوماليين داخل الأراضي الكينية.

ويرى مراقبون صوماليون أن هذا الهجوم هو مؤشر قوي لترجمة تهديدات حركة الشباب ضد كينيا إلى أفعال، وإمكانية نقل بعض وحداتها الخاصة إلى عمق الأراضي الكينية لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية قد تزعزع استقرار كينيا.

طفلة صومالية مصابة بجروح خطيرة وقد عجز الطاقم الطبي في مستشفى مريري علاجها (الجزيرة نت)
طفلة صومالية مصابة بجروح خطيرة وقد عجز الطاقم الطبي في مستشفى مريري علاجها (الجزيرة نت)

قصف وقتلى
وكان ثلاثة أشخاص قد لقوا مصرعهم من جراء قصف الطائرات الحربية الكينية الأحد، وأصيب أكثر من خمسين آخرين بجروح متفاوتة، حالة بعضهم خطيرة.

وذكر شاهد العيان عبد النور آدم علي للجزيرة نت أن طفلا عمره سبعة أشهر فارق الحياة على الفور أثناء القصف، بينما لفظت طفلة أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها جراء القصف الجوي وهي في طريقها إلى العاصمة مقديشو لتلقي العلاج، كما توفيت امرأة -وعمرها 39 عاما- اليوم الاثنين وهي متأثرة كذلك بإصابة خطيرة.

ويتلقى حاليا نحو أكثر من أربعين شخصا -أغلبهم من الأطفال- العلاج في مستشفى مريري الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود جنوب مدينة جلب.

وقد تعرضت البيوت المتهالكة المصنوعة من الأخشاب والمواد المحلية في مخيم خيبر لقصف جوي قيل هو الأعنف من نوعه، مخلفا خسائر بشرية.

يشار إلى أن هذا القصف الجوي الذي استهدف سكان مخيم خيبر بمدينة جلب هو الأول من نوعه الذي يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين أثناء الحملة العسكرية الكينية الشاملة الهادفة إلى توجيه ضربة عسكرية إلى حركة الشباب المجاهدين، ثم سيطرتها على مدينة كيسمايو والمناطق الإستراتيجية المجاورة لها.

المصدر : الجزيرة