الجيش السوري.. حماة الديار

Syrian soldiers raise their weapons while holding a picture of Syrian President Bashar al-Assad as they leave the eastern city of Deir Zor following a 10-day military operation on August 16, 2011.

الجيش شارك بفاعلية في قمع الاحتجاجات بسوريا (الفرنسية)

منذ بداية الثورة السورية في 15 من مارس/آذار الماضي ولجوء الحكومة السورية إلى الحل الأمني والزج بالجيش في المدن والقرى والأحياء لقمع الانتفاضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، برز دور "الجيش العربي السوري" باعتباره حاميا للنظام وحجر الزاوية في بقائه وتماسكه.

وهذا الدور -في رأي المراقبين- مخالف تماما لدور الجيوش في ثورات الربيع العربي كتونس ومصر اللتين كان دور الجيش فيهما حاسما في هروب الرئيس زين العابدين بن علي وإسقاط الرئيس حسني مبارك.

وكانت نواة الجيش السوري قوة من المتطوعين الذين حاربوا الانتداب الفرنسي عام 1920، ومر الجيش بعدة مراحل خلال فترة الانتداب، وكان اسمه وقتذاك "الجيش المشرقي" وعدد أفراده لا يتجاوز اثني عشر ألفا إلى أن أصبح جيش الدولة السورية المستقلة عام 1948 وشارك في التاريخ نفسه في أولى الحروب بين العرب وإسرائيل.

ويتألف الجيش العربي السوري –الذي يخضع لإمرة القائد العام للجيش والقوات المسلحة وهو نفسه رئيس الدولة، ينوب عنه وزير الدفاع- من القوات البرية والبحرية والجوية.

ويبلغ عدد الجيش السوري -الذي يعتمد على العقيدة السوفياتية في القتال واللباس- قرابة مائتي ألف مقاتل وثلاثمائة ألف مجند ويصل عدده عند التعبئة إلى نحو ستمائة وخمسين ألف عسكري، يتوزعون في ثلاثة فيالق، الأول قيادته في دمشق والثاني قيادته في الزبداني والثالث قيادته في حلب.

والخدمة العسكرية في سوريا إلزامية لكل ذكر غير وحيد (له أشقاء ذكور من كلا الوالدين) تجاوز الثامنة عشرة من عمره. ومدة الخدمة الإلزامية ثمانية عشر شهرًا، أما المكلفون الذين لم ينجحوا في الصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي فتعتبر مدة خدمتهم الإلزامية واحدًا وعشرين شهرًا.

وعند وصول حزب البعث إلى الحكم في سوريا عام 1963 (ثورة الثامن من مارس) تغيرت تسمية الجيش لتصبح "الجيش والقوات المسلحة" بعد انضمام كافة الوحدات إلى هذه القيادة المركزية مثل الشرطة وحرس الحدود وقوات الأمن.

الانشقاقات تتواصل في الجيش السوري (الجزيرة)
الانشقاقات تتواصل في الجيش السوري (الجزيرة)

العلويون والجيش
تتمتع الطائفة العلوية (طائفة آل الأسد) باليد الطولى في الجيش حيث إن أغلبية كبار الضباط هم من هذه الطائفة، لكن أغلبية الجنود والمجندين هم من الطائفة السنية.

وشارك الجيش السوري -الذي يعتمد في تسليحه على روسيا وكوريا الشمالية وإيران- في عدد من المعارك والحروب على مر التاريخ أهمها:

– معركة ميسلون (ضد الجيش الفرنسي).

– حرب 1948 (ضد إسرائيل).

– حرب 1956 (بشكل جزئي ضد إسرائيل).

– حرب 1967 (ضد إسرائيل).

– حرب الاستنزاف (ضد إسرائيل).

– حرب 1973 (ضد إسرائيل).

– الحرب الأهلية اللبنانية لحفظ الأمن والاستقرار في لبنان ضمن قوات الردع العربية.

– تحرير بيروت 1982 (من العدو الإسرائيلي والمليشيات اللبنانية).

– حرب الخليج الثانية (ضد العراق لتحرير الكويت).

يذكر أن سوريا استعادت في حرب عام 1973 جزءا من مرتفعات الجولان في جنوب غرب البلاد التي احتلتها إسرائيل عام 1967، حيث أُنشئ خط وقف إطلاق النار في المنطقة التي تعد الجبهة الأكثر هدوءا بين جبهات المواجهة مع إسرائيل. وقد احتلت تركيا لواء إسكندرون التابع للأراضي السورية لكن ذلك لم يؤد إلى نشوء صراع مسلح بين البلدين حول هذه القضية.

وخرج نحو عشرين ألف جندي سوري من لبنان في 27 من أبريل/نيسان عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بعد أكثر من ثلاثة عقود أمضوها في لبنان ليكون بذلك هؤلاء آخر الجنود الذين يخدمون خارج البلاد.

وخلال سبعة أشهر من الثورة السورية شهد الجيش العربي السوري انشقاقات كبيرة احتجاجا على قمع المتظاهرين الذين بلغ عدد القتلى بينهم أكثر من ثلاثة آلاف.

وقد شكل المنشقون منه كيانا عسكريا سموه "الجيش السوري الحر"، وبدؤوا مواجهات مع الجيش والأمن ومن يعرفون بالشبيحة.

المصدر : وكالات