بدء انسحاب القوات الأميركية من العراق

AFP - A picture released by the US Army on August 19, 2010 shows soldiers with Company F, “Fierce Company,” 52nd Infantry Regiment, 2nd Battalion, 12th Field Artillery Regiment, 4th SBCT, 2nd Infantry Division, United States

القوات الأميركية ستنقل من العراق إلى الكويت ومن ثم إلى الولايات المتحدة (الفرنسية-أرشيف)

أعلن مسؤول أميركي في بغداد الأحد بدء عملية سحب القوات الأميركية من العراق، موضحا أنه سيتم نقل 50 ألف جندي أميركي من العراق إلى الكويت ومن ثم إلى الولايات المتحدة، بينما قال قائد عسكري عراقي إن بلده لن يستطيع الدفاع عن نفسه بشكل كامل قبل 2020.

ففي بغداد أعلن المتحدث باسم السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ديفد رانز أن عملية سحب 50 ألف جندي أميركي من الأراضي العراقية "قد بدأت، وستغادر قواتنا الأراضي العراقية إلى الكويت، ومن ثم سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة". 

وأضاف -في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة أنباء "فارس" الإيرانية ببغداد بثتها الأحد- أن عملية سحب القوات الأميركية ونقلها من العراق إلى الكويت ثم إلى الولايات المتحدة "قد تستغرق شهرين". 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري سحب كافة القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بعد فشل محادثات بين واشنطن وبغداد كان من شأنها أن تسفر عن إبقاء بعض الجنود الأميركيين في العراق فترة أطول.

 بابكر زيباري: الجيش العراقي لن يكون مستعدا للدفاع عن العراق بشكل كامل قبل عام 2020 (رويترز-أرشيف)
 بابكر زيباري: الجيش العراقي لن يكون مستعدا للدفاع عن العراق بشكل كامل قبل عام 2020 (رويترز-أرشيف)

حصانة قضائية
وأفادت تقارير بأن المحادثات بين الجانبين قد انهارت بسبب رفض الحكومة العراقية منح حصانة قضائية للقوات التي ستبقى في بلادها بعد ديسمبر/كانون الأول المقبل، الأمر الذي تعتبره واشنطن شرطا رئيسيا للإبقاء على بعض قواتها هناك بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، والذي اتفق عليه الجانبان منذ فترة طويلة.

وكان العراقيون أعربوا في وقت سابق عن تأييدهم لإبقاء خمسة آلاف جندي في بلادهم لتدريب القوات العراقية، ولكن دون منحهم حصانة قضائية.

وسحب القوات الأميركية من العراق كان أحد وعود أوباما في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2008. يذكر أن الغزو الأميركي للعراق بدأ في مارس/آذار 2003 أيام الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.

عجز عراقي
في هذه الأثناء، ذكر تقرير لمفتش أميركي صدر الأحد أن رئيس أركان الجيش العراقي قال إن الجيش لن يكون مستعدا بشكل كامل للدفاع عن العراق في مواجهة التهديدات الخارجية قبل عام 2020.

وحذر الفريق بابكر زيباري مرارا من أن قوات الأمن العراقية -التي أعيد بناؤها بعد غزو 2003 الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين- لن تكون جاهزة قبل سنوات.

وذكرت رويترز أنه جاء في تقرير المفتش العام الأميركي الخاص بإعادة بناء العراق "أشار الفريق زيباري إلى أن وزارة الدفاع لن تكون قادرة على تأدية جميع مهام الدفاع الخارجي حتى وقت ما بين عامي 2020 و2024، وأرجع ذلك إلى نقص الموارد المالية باعتباره السبب الرئيسي للتأخير".

وأفاد التقرير بأن زيباري قال إن القوات الجوية لن تكون قادرة على الدفاع عن المجال الجوي العراقي قبل 2020، ولا تستطيع دعم العمليات القتالية على الأرض، مشيرا في هذا الشأن إلى صفقة تأجلت طويلا لشراء مقاتلات أف 16 من الولايات المتحدة.

جنود أميركيون أثناء تدريب بمعسكر في الكويت (الفرنسية-أرشيف)
جنود أميركيون أثناء تدريب بمعسكر في الكويت (الفرنسية-أرشيف)

ونقل التقرير عن زيباري قوله "جيش بلا قوات جوية يكون مكشوفا". وأرجأ العراق شراء مقاتلات أف 16 في وقت سابق هذا العام لتوجيه الأموال إلى برامج اجتماعية.

واتهم قادة العراق دولا مجاورة بالتدخل في شؤونه، وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن إيران تسلح مليشيات شيعية في العراق.

ونقل التقرير عن زيباري قوله بشأن علاقات الحكومة العراقية مع جيرانها "ليس لدينا أعداء، لكننا أيضا ليس لدينا أصدقاء حقيقيون".

تعزيز بالخليج
على صعيد متصل، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن إدارة الرئيس أوباما تخطط لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في الخليج العربي بعد الانسحاب من العراق في نهاية هذا العام.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن إعادة الانتشار تتضمن توزيع قوات جديدة في الكويت يمكنها التدخل في حال تدهور الوضع الأمني في العراق أو مواجهة عسكرية ضد إيران.

وقالت الصحيفة إن الخطط -التي تُدرس منذ شهور- حصلت على صفة الاستعجال بعدما أعلن أوباما أن آخر الجنود الأميركيين سيغادرون العراق بنهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأوضحت الصحيفة أن البنتاغون وضع هذه الخطة البديلة بعدما فشل في إقناع إدارة أوباما والحكومة العراقية بإبقاء نحو 20 ألف جندي بعد 2011.

وبالإضافة إلى القوات البرية في الكويت، تخطط الولايات المتحدة لإرسال عدد إضافي من السفن الحربية إلى المياه الدولية في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن حجم القوات التي ستبقى في الكويت لا يزال موضوع تفاوض وسيُعرف في الأيام القادمة.

ونقلت الصحيفة قول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في طاجكستان "سوف يكون لنا وجود قوي مستمر في جميع أنحاء المنطقة، وهذا دليل على التزامنا المستمر في العراق ومستقبل تلك المنطقة".

المصدر : وكالات