إدانات لهدم مقر مفتي القدس السابق

وليد العمري

أثار هدم الاحتلال الإسرائيلي مقر مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني المسمى فندق شبرد بحي الشيخ جراح وسط المدينة -تمهيدا لبناء حي استيطاني مكانه- إدانات دولية وعربية، كما أدانت هذه العملية كافة الأطراف الفلسطينية.

ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الإجراء الإسرائيلي بالتطور المزعج، واعتبرت في تصريحات بأبو ظبي أنه يقوض جهود السلام الرامية إلى تحقيق حل الدولتين.

وأدان الاتحاد الأوروبي -على لسان مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون- الإجراء الإسرائيلي، وقالت في بيان الأحد إنها تدين بشدة عملية هدم الفندق والخطط المزمعة لبناء حي استيطاني مكانه، مؤكدة أن المستوطنات غير قانونية وفقا للقانون الدولي، وتقوض الثقة بين الأطراف، وتشكل عائقا أمام عملية السلام.

وأعادت أشتون التأكيد على سياسة الاتحاد الأوروبي التي تعتبر القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم الاعتراف بضم إسرائيل لها.

ومن ناحيتها أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي عملية الهدم. واعتبر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أن ذلك "يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تحرّم على دولة الاحتلال تغيير معالم الأراضي المحتلة، أو الاستيلاء على الأملاك الخاصة ونقل المستوطنين إليها". وأكد أن المنظمة ستتحرك على جميع الصعد الممكنة لوقف المخطط الإسرائيلي.

كما أدانت الحكومة الأردنية هدم الفندق واعتبرت ذلك خطوة تتعارض مع القانون الدولي.

وطالب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة المجتمع الدولي بالتدخل بهدف الإيقاف الفوري لهذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية. وحذر من أن هذه الخطوة سوف تعرقل الجهود الرامية لاستئناف محادثات السلام "وتخلق حالة من عدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية".

إدانات فلسطينية
وعلى الصعيد الفلسطيني أدانت رئاسة السلطة الفلسطينية هذه الخطوة، وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس محمود عباس، إن إسرائيل دمرت -بهدمها فندق شبرد بحي الشيخ جراح- كل الجهود الأميركية، وأنهت أي احتمال للعودة إلى المفاوضات.

وقال إن المطلوب من الإدارة الأميركية -حفاظًا على مصداقيتها- أن توقف هذا العبث الإسرائيلي، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني ذاهب إلى مجلس الأمن للحصول على إجماع دولي حول عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

ومن جهتها، أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هدم الفندق، واعتبرت أن الاستيطان لا قيمة شرعية له.

ومن ناحيته، دعا رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية الأحد الدول العربية ورئيس القمة العربية العقيد معمر القذافي لاجتماع عربي طارئ، لدراسة ما يجري في القدس من "اعتداءات" إسرائيلية.

وقال هنية -خلال استقباله أعضاء قافلة المساعدات الليبية "القدس 5" التي وصلت غزة الخميس الماضي- إن "القدس اليوم في مرحلة هي الأخطر منذ الاحتلال، الذي يهدف لضرب تاريخها وإزالة معالمها وإنهاء وجودها".

وندد هنية بعملية الهدم، وقال "إن كل محاولات تغيير معالم القدس لن تنجح، ولن تغير حقائق التاريخ".

أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فأدانت هي الأخرى في بيان عملية هدم الفندق. وجاء في البيان الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه "إننا ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد إلى التصدّي للسياسة الصهيونية الاستيطانية داخل المدينة المقدسة وخارجها، كما ندعو فريق أوسلو إلى الكفّ عن اللِّهاث خلف المفاوضات العبثية، والتوقف عن ملاحقة المقاومة لتأخذ دورها في الدفاع عن القدس والحقوق الفلسطينية".

كما طالبت حماس الدول العربية برفع الغطاء عن المفاوضات التي ما زال الاحتلال يستغلها في استكمال مشاريعه الاستيطانية والتهويدية في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية.

المصدر : وكالات