يمني يخشى اغتياله بغوانتانامو

من فعاليات تضامنية للافراج عن عبد السلام الحيلة - يمني بجوانتانامو: الأمريكان يحاولون قتلي
من فعاليات تضامنية للإفراج عن عبد السلام الحيلة (الجزيرة نت)
 
عبده عايش-صنعاء
 
قال شقيق لليمني عبد السلام الحيلة -ضابط الاستخبارات السابق المعتقل في غوانتانامو- إن أخاه يخشى تعرضه للقتل في المعتقل، وقد طلب في رسائل إلى عائلته عدم تصديق ما سيقوله الأميركيون عن "انتحاره" إذا توفي.
 
واختطف الحيلة في سبتمبر/أيلول 2002 في القاهرة حيث كان يحاول إبرام صفقة مع شركة "المقاولون العرب" باعتباره رجل أعمال، واختفت أخباره، ولم يعرف مصيره إلا بعد عامين حين وصلت رسالة منه إلى السفير اليمني بإسلام آباد كشف فيها أنه يقبع في معتقل بغرام الأفغاني، قبل أن ينقل إلى غوانتانامو.
 
وقال شقيقه الأصغر نبيل الحيلة للجزيرة نت إن أخاه يشعر، بعد ثماني سنوات من المعاناة القاسية والاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي، بالخطر على حياته، حيث تعرض لمحاولتي اغتيال، آخرها قبل حوالي شهرين.
 
آلة حادة
وأوضح أن معتقل غوانتانامو يمنع فيه دخول أي شيء حاد إلى غرفة المعتقل، وقد فوجئ الحيلة بمقص كبير تحت وسادة نومه، وتفطن للأمر، ونبه مسؤول الأمن إلى الآلة الحادة.
 
وأضاف أن الغرض كان تنفيذ عملية اغتيال، حيث يصور الحيلة بكاميرات مراقبة عندما يأخذ المقص بيده، فيدخل أفراد التدخل السريع لمحاولة إنقاذه وخلالها يضرب بآلة حادة تقضي عليه ويصور الأمر وكأنه "انتحار" فشل أفراد التدخل السريع في منعه، كما تصوره الكاميرات.
 
وتحدث نبيل عن محاولة ثانية تمت بإعطاء شقيقه أدوية تؤثر على صحته، فهو يعاني من مرض السكر، ولمّا اكتشف أن الأدوية ليست المطلوبة وقد تكون "قاتلة" اضطر لتركها وعدم تعاطيها برغم حاجته لأدوية مرض السكري.
 

نبيل قال إن واشنطن حاولت إغراء شقيقه ليتعاون وعرضت عليه اللجوء (الجزيرة نت)
نبيل قال إن واشنطن حاولت إغراء شقيقه ليتعاون وعرضت عليه اللجوء (الجزيرة نت)

محاولات إغراء


كما تحدث عن محاولات لإغرائه بمنحه اللجوء السياسي في الولايات المتحدة أو دولة أخرى، وعرضت عليه أموال تصل إلى خمسة ملايين دولار، إذا تعاون معهم، وشهد على شخصيات يمنية كبيرة، لكنه رفض.
 
وحسب نبيل يحاول المحققون الأميركيون جعل أخيه تحت ضغط نفسي كبير، وحاولوا التفاوض معه، وأيضا تيئيسه من تحرك حكومة اليمن لتطالب به، أو من قدرتها على الإفراج عنه.
 
وتحدث نبيل عن رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح، يطالب فيها بالعمل على الإفراج عنه باعتباره مواطنا يمنيا له حقوق دستورية، إلى جانب كونه ضابطا عمل بالقوات المسلحة، وعضوا في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.
 
وقال المحامي أحمد عرمان للجزيرة نت إن على حكومة اليمن القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في حماية مواطنيها في غوانتانامو، ومنهم الحيلة الذي كان ضابطا عسكريا، وأبسطها إرسال وفد أمني لزيارته في معتقله، والتحدث معه، والتأكد مما ورد في رسالته عن محاولات قتله واغتياله.
 
عمل رسمي
وأضاف أن الحيلة اختطف واعتقل على ذمة أعمال قام بها أثناء ممارسة عمل رسمي "فما الذي قامت به الحكومة اليمنية من أجل حماية موظفيها؟

كما قال إن كل اليمنيين في غوانتانامو يتعرضون لمخاطر، ومجرد بقائهم بالسجن خطير على سلامتهم النفسية والجسدية، خاصة وأنه سجلت حالتا وفاة ليمنيين في غوانتانامو زعم الأميركيون أنهما حالتا انتحار.
 
وتحدث عرمان -المكلف من منظمة هود اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات بمتابعة ملف معتقلي غوانتانامو اليمنيين- عن قضية مرفوعة باسم الحيلة في المحكمة الدولية بواشنطن، أساسها المطالبة بمثوله أمام القضاء لمحاكمته، أو الإفراج عنه.
 
وجدد مطالبته حكومة اليمن بإجراءات حقيقية لحماية الحيلة والعمل على أن يعود سالما وحرا إلى بلده، وبالكشف عن ما يدور في مفاوضاتها مع الحكومة الأميركية بشأن الإفراج عن جميع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو.
المصدر : الجزيرة