الوطني يهاجم زيارة البرادعي للإخوان
محمود جمعة-القاهرة
شن الحزب الحاكم في مصر هجوما عنيفا على رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد زيارته النادرة لمقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.
كما اعتبر الحزب الوطني أن الزيارة مثلت "إهانة" للبرادعي، وهو ما رفضه مصدر مقرب من هذا الأخير، واتهم الحزب الحاكم بمحاولة تشويه صورته.
وخلال زيارته لمقر كتلة نواب الجماعة يوم أمس، أكد البرادعي مجددا دعمه لحق الإخوان في تشكيل حزب سياسي، كما اعتبرهم -رغم اختلافه معهم في بعض الرؤى- المعارضة السياسية الأكبر في مصر، مبديا استعداده للقاء المرشد العام للجماعة محمد بديع.
جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، وهي اللجنة التي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس المصري، اعتبر في تصريح للجزيرة نت أن زيارة البرادعي للإخوان "إهانة له وإنهاء لدوره كلاعب سياسي في الحياة المصرية".
وقال إن البرادعي لم يقابل المرشد العام للجماعة، بل تعامل مع من هو أقل مرتبة، مع أنه هو (البرادعي) يُعد الرأس الأول في الجمعية الوطنية للتغيير.
واستغرب عودة أن يحدث تقارب بين البرادعي والإخوان، وقال إن أيديولوجية الجماعة سواء في مستوياتها القيادية أو حتى قاعدتها الشعبية "تتعارض تماما مع فكرة الدولة المدنية التي يدعو لها البرادعي" وأضاف "لعل السؤال المطروح (على البرادعي) الآن هو هل وضع الرجل نفسه رهينة في يد جماعة الإخوان".
واستبعد العضو القيادي بالحزب الحاكم ما تردد عن إمكانية لعب البرادعي دور الوساطة بين الإخوان والغرب، وقال "الإخوان ليست لديهم مشكلة مع الغرب فهم ليسوا على القوائم الإرهابية لأي دولة، كما أنهم لا يحتاجون وسيطا لأنهم يديرون حوارا مع الغرب، ولعل اعتراف الإدارة الأميركية الأخير بإدارة هذا الحوار مع الجماعة أكبر دليل على ذلك".
اتهامات سخيفة
في المقابل، رفض عبد الرحمن يوسف، منسق الحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي، انتقادات الحزب الحاكم، وقال إن الحزب يحاول التقليل من تأثير البرادعي وتحركاته، وإبقاءه طوال الوقت في موقف المدافع عن نفسه أمام اتهامات "سخيفة ومتكررة".
وأضاف يوسف في تصرح للجزيرة نت "عجز الحزب عن تقديم أي بديل أو حل المشكلات التي دمرت الحياة اليومية للمصريين أو حتى تحريك مياه الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتجمدة، تجعله يستشعر الحرج في كل تحرك للتغيير سواء كان من البرادعي أو غيره".
ونفى يوسف ما تردد عن أن مرشد الإخوان أرجأ مقابلة البرادعي، وقال إن زيارة البرادعي لرئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الدكتور محمد سعد الكتاتني، وهو عضو بالجمعية الوطنية للتغيير التي أنشأها البرادعي، جاءت في إطار تبادل الزيارات.
ونفى أيضا ما تناقلته وسائل إعلام من أن الاستقبال الكبير الذي حظي به البرادعي في الفيوم (جنوب غرب القاهرة) قبل أيام كان بدعم من أعضاء الإخوان بالمدينة، مؤكدا أن الكتاتني بدوره زار البرادعي أكثر من مرة ممثلا للجماعة.
وقال إن الحملة الشعبية لدعم البرادعي "هي من نظمت ولم تنسق مع الإخوان وغيرهم، ولم يكن للإخوان أي مشاركة تذكر في هذا اليوم لأنهم كانوا مشغولين بتنظيم تظاهرة حاشدة للتنديد بالاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية".
وبشأن الجدل المثار عن تقارب البرادعي مع الإخوان، قال يوسف "لا الاقتراب الزائد عن اللازم ولا الابتعاد المبالغ فيه مع أي تيار أمر صحيح، فالواقع المصري لن يغيره الإخوان أو أي تيار سياسي لأن هذه التيارات موجودة منذ عشرات السنين ولم تغير شيئا، لكن الأمل في الناس العاديين من غير ذوي الانتماءات السياسية أن يقودوا التغيير الشامل في مصر".