فلسطينيون غير راضين عن أداء الأونروا

 

كشف استطلاع رأي اشتركت في إجرائه ثلاث هيئات فلسطينية تُعنى بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، أن نسبة 92% من اللاجئين الفلسطينيين يؤيدون استمرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بتقديم خدماتها، رغم أن 86% من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية غير كافية.

 
الاستطلاع -الذي اشترك في إجرائه مركز العودة الفلسطيني (لندن) ومنظمة "ثابت" لحق العودة (بيروت) وتجمع العودة الفلسطيني (سوريا)- ستعلن نتائجه بشكل رسمي في مؤتمر صحفي مشترك يعقد في بيروت غدا الخميس.

 
وقد أجري الاستطلاع بين 17 و25 أكتوبر/تشرين الأول 2009 في جميع المخيمات الفلسطينية الرسمية المعترف بها في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى بعض التجمعات والمناطق التي ينتشر فيها اللاجئون، وشمل عيّنة من 1460 مستطلعاً (722 لاجئاً من لبنان و738 لاجئاً من سوريا).

 
واعتمد الاستطلاع منهجية إحصائية تراعي التوزع الديموغرافي والفئات العمرية المختلفة، وأخذ في الاعتبار تنوّع الجنس والدين والوضع العائلي والمستوى الاقتصادي، والمسجلين في لوائح الأونروا وغير المسجلين وفاقدي الأوراق الثبوتية.

 
القائمون على إجراء الاستطلاع لفتوا في حديث مع الجزيرة نت إلى أن الهدف من إجرائه هو الإسهام في دعم وكالة الأونروا وتوضيح توجّهات اللاجئين الفلسطينيين حيالها، على أمل أن تعطي النتائج دعماً لحقوق اللاجئين الفلسطينيين والمؤسسات الراعية لهم، من خلال تقديم دعم غير مشروط لوكالة الأونروا حتى لو تعارضت سياسات الوكالة مع سياسات مموّليها.

 
وكشفت نتائج الاستطلاع أن الأكثرية الساحقة من المستطلَعين هم من اللاجئين المسجلين بنسبة 96%، فيما شكل غير المسجلين نسبة 3%. وتبين أن 70% من المستطلَعين يتلقون خدمات من الأونروا، بينما يفتقد 30% منهم هذه الخدمات.

 
وعن رضا اللاجئين عن الخدمات التي تقدمها الوكالة أجاب 69% بأنهم غير راضين عن أداء الأونروا، بينما أفاد 24% بأنهم راضون.

 
وحول مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها الوكالة اعتبر 45% من المستطلعين أنها ضعيفة، فيما وصفها 41% بأنها مقبولة.

 
أما الخدمات التعليمية فاعتبر 36% أنها مقبولة، في حين اعتبرها 27% جيدة. وكشفت الأرقام أن 56% يعتبرون الخدمات الإغاثية ضعيفة، فيما اعتبر 10% أنها جيدة.

 
ولعلّ النتيجة الأهم في الاستطلاع هي التي تكشف أن 65% من المستطلَعين يعتبرون أن الخدمات التي تقدمها وكالة الأونروا تراجعت بشكل كبير، في حين اعتبر 21% منهم أنها تراجعت بشكل متوسط.

الأونروا والقضية

الأمين العام للمنظمة الفلسطينية لحقّ العودة (ثابت) علي هويدي قال في حديث مع الجزيرة نت إن الأرقام التي كشف عنها الاستطلاع بيّنت أنه رغم اختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، فإن العقل السياسي الجمعي يظل سيد الموقف، وهو يقوم على التمسك بوكالة الأونروا، باعتبارها شكلاً من أشكال الحفاظ على القضية، والتشبّث بحق العودة.

 
وأشار إلى أن هذا ما بيّنته نسبة 92% من اللاجئين التي أيدت استمرار الوكالة في تقديم خدماتها، في الوقت الذي يرى فيه 86% أن الخدمات غير كافية.

 
واعتبر هويدي أن نتائج الاستطلاع توجب على الدول المضيفة الالتفات إلى اللاجئين الفلسطينيين لجهة إقرار الحقوق المدنية والإنسانية لهم من جهة، وتحسين أوضاعهم المعيشية من جهة أخرى، وإلا فإن ذلك قد يُلحق الضرر بأمن البلد المضيف واستقراره وسيادته وتركيبته، وخصوصاً في حالة لبنان.

 
وأكد أنه بات يتوجب على وكالة الأونروا ابتداءً، ثم المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية، الالتفات إلى واقع اللاجئين، وإعداد خطة طوارئ للنهوض بالواقع الاقتصادي والمعيشي والإنساني لهم من خلال رصد ميزانيات مناسبة لتنفيذ مشاريع وبرامج تحقق هذا الغرض.