سجن فلسطيني بتهمة الاتصال بحزب الله

الاسير راوي سلطاني "صورة من البوم العائلة وحصلت عليها لنشرها في الجزيرة نت"

الأسير راوي سلطاني (الجزيرة نت)


محمد محسن وتد-أم الفحم
 
قضت محكمة إسرائيلية بالسجن الفعلي ست سنوات ونصف السنة على الشاب راوي سلطاني البالغ من العمر 23 عاما من مدينة الطيرة بالداخل الفلسطيني، وذلك بعد إدانته بالاتصال مع ناشط من حزب الله، ونقل معلومات للعدو وجمع معلومات عن قائد هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي، وهي الاتهامات التي نفاها سلطاني وموكلوه إجمالا وتفصيلا.
 
وأصدر الحكم بموجب صفقة ادعاء، أبرمت بين النيابة العامة الإسرائيلية، والمحامي حسين أبو حسين الذي ترافع عن المتهم، حيث قرأت هيئة المحكمة الصفقة في جلسة مغلقة أمام وسائل الإعلام.
 
ويأتي الحكم في أعقاب تعديل لائحة الاتهام، وشطب تهمة التخطيط لارتكاب جريمة، لتشتمل على تهم ارتكاب مخالفات ضد أمن الدولة، والاتصال بعميل أجنبي، ونقل معلومات للعدو.
 
وقال المحامي فؤاد سلطاني -وهو والد الأسير راوي- إن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ضخمت القضية، ووجهت تهما لراوي مبالغا فيها، ولو كان الملف بتلك الخطورة التي ادعتها في البداية لكان قرار المحكمة أشد قسوة".
 
وأضاف أن "الملف من أساسه هو ملاحقة سياسية بسبب نشاط راوي السياسي في حزب التجمع الوطني، وبهذا الحكم يدفع ثمنا على تهم تم تضخيمها من قبل أجهزة الأمن وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية".
 

فؤاد سلطاني قال إن إسرائيل ضخمت القضية (الجزيرة نت) 
فؤاد سلطاني قال إن إسرائيل ضخمت القضية (الجزيرة نت) 

جمع معلومات

وقد اعتقل راوي في العاشر من أغسطس/آب العام الماضي، بادعاء أنه تم تجنيده إلى صفوف حزب الله من أجل جمع معلومات عن أشكنازي. وقال المحامي "لو كان المتهم يهودياً لما وصل الملف إلى المحكمة، واكتفت الأجهزة الأمنية بالتحذير والإنذار، وقد حصل ذلك في الماضي غير البعيد".
 
وأشار فؤاد سلطاني إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى لصبغ لقاءات التواصل مع العالم العربي بطابع أمني، بهدف ردع النشطاء السياسيين من محاولة كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل علينا منذ قيامها، لكننا نؤكد أننا جزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية ولنا كل الحق في التواصل الطبيعي مع أبناء أمتنا في كل مكان. 

 
وحسب مزاعم المخابرات الإسرائيلية، فإن راوي سلطاني سافر إلى المغرب في أغسطس/آب من العام 2008 ليمثل حزب التجمع الوطني، وشارك في مخيم الشباب القومي العربي، الذي يضم مئات الشباب من مختلف الدول العربية.
 
وحسب الرواية الإسرائيلية تعرف سلطاني هناك على المدعو سلمان حرب وهو ناشط حزب الله البالغ من العمر 26 عاما، وكان باتصال معه على شبكة الإنترنت.
 
وفور اعتقال راوي سلطاني تم تضخيم الملف ونسبت له شبهات باطلة، وهي التآمر لاغتيال قائد أركان الجيش الإسرائيلي، بعد أن اشترك راوي في ذات النادي الرياضي الذي يرتاده القائد أشكنازي.
 

عائلة سلطاني أمام قاعة المحكمة
عائلة سلطاني أمام قاعة المحكمة

دور الإعلام

وقال المحامي حسين أبو حسين من طاقم الدفاع عن راوي "قبلنا الصفقة بسبب الظروف التي أحاطتنا والملف الذي حاكته النيابة والشاباك، فالملف نتاج للواقع الأمني الإسرائيلي، الإعلام الإسرائيلي ضخم الملف ولعب دورا قاتلا فهو إعلام مجند ومعاد للعرب، ولا أحد ينكر مدى تأثيره على المحاكم والنيابة العامة".
 
وأضاف أبو حسين "بسبب هوية الشخص وهو قائد الجيش الإسرائيلي الذي يوازي شخصية عماد مغنية من حزب الله عوقب موكلي، هناك واقع معين نجيد قراءته وهناك السيئ والأسوأ، والمؤسسة الإسرائيلية أرادت بعث رسالة للشباب العرب الفلسطينيين بإسرائيل بأن هناك خطوطا حمرا يحظر عليكم تجاوزها".
 
وبين ممثل النيابة العامة خلال جلسة المحكمة أن المتهم راوي شاب لم يتصل مع جهة معادية لإسرائيل بناء على رغبته الخاصة بل نتيجة ضغوط، وبعد أن عاد المتهم من خارج البلاد كان همه الوحيد التخلص من كل هذا الاتصال.
ورغم هذا الاعتراف الإسرائيلي فرضت عقوبة صارمة على سلطاني.
المصدر : الجزيرة