محاكمة سجناء السلفية بموريتانيا قريبا

السجن المدني حيث يعتقلون - الإعلان عن محاكمة سجناء السلفية الجهادية بموريتانيا - أمين محمد – نواكشوط

السجن المدني حيث يعتقل سجناء السلفية الجهادية بموريتانيا (الجزيرة نت)السجن المدني حيث يعتقل سجناء السلفية الجهادية بموريتانيا (الجزيرة نت)

أمين محمد -نواكشوط

أعلنت النيابة الموريتانية اليوم أن محاكمة السجناء المحسوبين على التيار السلفي الجهادي بموريتانيا ستتم خلال الأيام القادمة، وذلك بعد أكثر من سنتين من الاعتقال دون محاكمة، ونفت أن يكون احتجازهم مدة طويلة دون محاكمة بقصد الإضرار.

وقال بيان للنيابة الموريتانية إن كل السجناء، باستثناء الذين تم اعتقالهم قبل أسابيع، تمت جدولة محاكمتهم في الدورة الجنائية القادمة التي تفتح مطلع الشهر القادم، ونفت بشدة الاتهامات الموجهة إلى القضاء باحتجاز المتهمين في "قضايا إرهابية" مدة طويلة دون محاكمة، بقصد الإضرار فقط.

وشدد بيان النيابة على أن الإجراءات القضائية الجارية في ملفات المتهمين "بقضايا إرهابية تسير بوتيرة عادية ولا وجود لأي بطء راجع للقضاء فيها"، وحملت المسؤولية لبعض المحامين الذين يقومون من حين لآخر باستئناف قرار إحالة متهمين من بين هؤلاء إلى المحكمة الجنائية، مما يؤخر المحاكمة، ويطيل الإجراءات.

بيد أن محامي المعتقلين محمد ولد أحمد مسكة نفى للجزيرة نت أن يكون ذلك مبررا للتأخير الطويل وبطء الإجراءات التي صاحبت هذا الملف منذ اعتقال المشمولين به قبل نحو سنتين.

واعتبر المحامي أن استئناف بعض المحامين لقرارات الإحالة ليس مبررا كافيا لاعتقال عشرات المواطنين طيلة العامين الماضيين دون محاكمة، لأن النيابة بإمكانها -حتى مع استئناف المحامين- حسم الأمر، وإنهاء الإجراءات القانونية المطلوبة في أسبوع على الأكثر.

وقد بدأ السجناء السلفيون منذ يوم أمس إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا على الظروف التي يحتجزون فيها، واحتجاجا -بشكل خاص- على "تردي الوضع الصحي" لكثير منهم، وللمطالبة بتسريع محاكمتهم، وللسماح للمتزوجين منهم بما يعرف بالخلوة الشرعية، ولتحسين ظروف اعتقالهم بشكل عام بحسب ما قالت مصادر من عائلاتهم للجزيرة نت.


المعتقلون المحسوبون على القاعدة أثناء إحدى جلسات الحوار بنواكشوط (الجزيرة نت)
المعتقلون المحسوبون على القاعدة أثناء إحدى جلسات الحوار بنواكشوط (الجزيرة نت)

استجابة للحوار
ويأتي إعلان السلطات القضائية اليوم عن تحديد موعد لمحاكمة السجناء السلفيين (أكثر من 70 معتقلا) بعد مرور أكثر من سنتين على اعتقال أغلبهم، نتيجة لتضافر عدة عوامل وأسباب حسب ما قاله الصحفي سيدي أحمد ولد بابا للجزيرة نت.

ولعل أهم هذه العوامل حسب ولد بابا الاستجابة الطبيعية لجلسات الحوار التي قادها عدد من علماء موريتانيا وأئمتها قبل عدة أسابيع، وأبدى المعتقلون تذمرا في الأيام الأخيرة من عدم ترتيب أي شيء على نتائجها.

كما أن العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو قد دعا السلطات عدة مرات خلال الأسابيع الماضية إلى الإسراع في ترتيب نتائج عملية على الحوار الذي وصف في وقته بأنه ناجح.

وأضاف الصحفي أن هذه الخطوة التي ينتظر أن يفرج خلالها عن عدد من المعتقلين، ربما تأتي أيضا محاولة لتخفيف حدة التوتر مع الجماعات المسلحة، خصوصا بعد تناقص عملياتها بموريتانيا في الآونة الأخيرة.

وأضاف ولد بابا أن المحاكمة أيضا تأتي في سياق مناخ سياسي متأزم بين السلطة والمعارضة، مما يعني أن السلطة تريد تخفيف أجواء الاحتقان في أحد أهم الملفات الحساسة في البلد.

ولا يستبعد ولد بابا أن تكون السلطات قد حصلت على خط أخضر في هذا المجال من قبل بعض الأطراف الدولية المهتمة به، خصوصا أن الإعلان عن بدء المحاكمة جاء بأربعة أيام بعد مغادرة ممثلة أميركا لدى المجتمعات الإسلامية فرح بانديث التي زارت موريتانيا في الأيام الأخيرة وناقشت ملف الإرهاب ومعتقليه مطولا مع القيادة الموريتانية، وامتدحت الإستراتيجية التي تنتهجها موريتانيا في إطار مكافحة الإرهاب.

المصدر : الجزيرة